كشفت الحفريات منذ سنوات طويلة عن "اله العاصفة" الذي بقي مدفونا في معبده لثلاثة آلاف سنة في ارض قلعة حلب ، ليترك بعد تحريره "مكشوفا" تنال منه عوامل الطبيعة ولا يلقى الا الاهمال شأنه شأن كل اركان القلعة المهيبة.
ومع اقتراب واردات قلعة حلب لهذا العام من حدود 30 مليون ليرة سورية إلا أن هذه الأموال تحول وبشكل كامل لخزينة الدولة دون أن يصرف منها شيء لصيانة أو ترميم هذا الأثر التاريخي الأكبر والأهم في المدينة على الأقل خلال العامين الماضين .
ورغم حاجة القلعة للعديد من المشاريع الحيوية ورفع القيمين عليها الكثير من الدراسات والاقتراحات لمديرية الآثار والوزارة أمل في الاستفادة بجزء من هذه المداخيل إلا أن الطلبات ترفض بحجة عدم كفاية الميزانية أو جود أولويات أخرى في المحافظة بحاجة لهذه الأموال .
هذا ما أشارت إليه مديرة القلعة ياسمين مستت لسيريانيوز أثناء زيارتنا لها حيث تحدثت عن ما تعاني منه قلعة حلب من قلة التمويل والحاجة الكبيرة لأعمال الترميم رغم زيادة واردات القلعة لهذا العام وبشكل كبير لتلامس 30 مليون في حين لم تتعدى في الأعوام السابقة 20 مليون في أحسن الأحوال .
المشكلة تكمن بحسب المديرة " في عدم قدرة مديرية الآثار بحلب أو القائمين على أعمال القلعة الاستفادة من هذه الواردات التي يتم تحويلها بشكل كامل إلى خزينة الدولة دون تخصيص ولو جزء بسيط منها لصيانة أو ترميم أو تخديم هذا المعلم التاريخي المهم ".
فالميزانية السنوية لمديرية الآثار التابعة لوزارة الثقافة بلغت في العام الماضي 75 مليون ليرة سورية فقط تتساءل مستت فما هو نصيب 5000 موقع آثري موزعين في القطر وجميعها بحاجة لصيانة دائمة وترميم فأموال كل هذه الموازنة " تصرف إذا أردنا داخل قلعة حلب بمشاريع مهمة ولن تكفي ".
تضيف " القلعة سنويا بحاجة لصيانة بقيمة تتراوح ما بين 2,5 – 3 مليون ليرة لتأمين المستلزمات الأساسية دون الدخول بمشاريع ترميم أو تنقيب أو لفتح قطاعات جديدة وهذا المبلغ غير متوفر فمساحة القلعة ككل تصل 4 هكتار وهذا المبلغ أقل ما يمكن للحفاظ عليها بشكل لائق ".
وتابعت " القلعة مكان مفتوح للجميع وبشكل دائم فالتعديات والتخريبات من قبل البعض واردة ، لذا مطلوب المتابعة لكن الواقع مخالف تماما فلتبديل مصباح كهربائي يجب رفع كتاب للمديرية العامة في دمشق ليأتي الرد على ذلك وتبقى المشكلة الكبرى الأموال المصروفة إلى مديرية حلب قليلة جدا ".
وأوضحت مستت إلى أن " أخر مشروع ترميم نفذ بقلعة حلب انتهى في الشهر الخامس من العام 2008 وكانت قيمة العقد لا تتجاوز 5 ملايين ليرة سورية ثم توقفت المشاريع " لافتتا إلى أنه في كل عام يتم رفع عدة مشاريع ترميم أو صيانة لكن كلها ترفض بحجة أن الميزانية قليلة ووجود أولويات أخرى في محافظة حلب يجب صرفها ".تعديات اطفالحفر الأسماء على الجدرانتعديات كتابة على حيطان القلعة
ويذكر أن مخصصات مديرية الآثار في محافظة حلب للعام الحالي بلغت قرابة 22 مليون ليرة سورية فقط وبحسب المديرة فقد تم وعدهم بمتابعة موضوع مشاريع القلعة خلال العام القادم .
وتم مؤخرا رفع البعض من المشاريع الملحة بقيمة 12 مليون ليرة سورية والتي يجب إنجازها في 2011 ضمنها تدعيم الأبراج والأسوار بشكل أساسي بالإضافة لعدة أعمال ترميم في قطاعات مختلفة من القلعة وأعمال عزل في أسقف قاعة العرش .
وبحسب مستت فإن " هذه المشاريع نفسها قدمت عام 2009 عدة مرات وبأكثر من طريقة لكن الجواب يأتي دائما بالرفض لعدم وجود ميزانية مخصصة " وتتوقع حاليا أن يطلب منها تخفيض قيمة هذه المشاريع أيضا لهذا للعام أو تجزئتها .
وفيما يتعلق بالمشاريع التي تحتاج لها القلعة للصيانة أو الترميم عرضت لنا مديرة القلعة البعض منها :
- تغطية معبد إله العاصفة الموجود في القلعة الذي يعود إلى 3 آلاف عام قبل الميلاد مع وجود دراسة بذلك تطالب بتغطيته وجعله متحف . (المعبد بدأ العمل على كشفه منذ العام 1996 ويعاني كل عام من مشكلة هطول الأمطار فالموقع منخفض ومكان مناسب لتجمع المياه العام الماضي سحبت منه المياه عبر المضخات ).
- مشروع سفح قلعة حلب وترحيل الأتربة من الخندق وتثبيت المنحدر وإغلاق الخدود والتشقوقات فيه وهو بحاجة لصيانة دورية سنوية خاصة لموضوع الأعشاب والحرائق التي تندلع فيه صيفا وتؤثر سلبا على حجارته .
- مشروع تدعيم سور القلعة التي يصل طولها حتى 900 م والأبراج الموجودة عليه وتعود للفترة الأيوبية والمملوكية .
- مشروع كشف القسم الشرقي من القلعة الذي لا يزال مغطى بالأتربة علما أن ثلث مساحة قلعة حلب لا تزال غير منقبة ولا يعلم شيء عن تاريخها أو ما تحوي .
- مشروع تصريف المياه داخل القلعة فالتصريف الحالي المتبع يعود للفترة الأيوبية حيث تم تأهيله وأضيفت عليه بعض التعديلات .
- موضوع التطوير السياحي كوضع لوحات خاصة في القلعة للدلالة والشروحات فالدراسة مكتوبة منذ عام ونصف ووعد بالعمل عليها مؤخرا من قبل محافظ حلب مع تأهيل موقعين آخرين بقيمة 500 ألف لإقامة معرض في الجامع الأيوبي الموجود في القلعة لصور مساجد ومعالم أثرية وسياحية بمدينة حلب .
وأما عن حاجة القلعة ليد عاملة من عمال نظافة وحراس فتحدثت مستت قائلة :" القلعة بحاجة ما بين 15- 20 حارس موزعين داخلها لحمايتها من التعديات والتجاوزات ، حاليا يوجد لدينا 4 حراس فقط يعملون غالبا كأدلاء سياحيين لعدم وجود موظفين مختصين بذلك ".
في المقابل لا يوجد في قلعة حلب "ولا عامل نظافة مخصص إنما تجري الأعمال بواسطة عقود مؤقتة لفترات محددة وغير دائمة والموضوع الآن متروك " وأوضحت إلى حاجة القلعة لعشرة عمال نظافة والفكرة الذي يتم تداولها حاليا هي "التعاقد مع شركة تنظيف خاصة وبتكلفة اقل من توظيف عمال دائمين ".
كما تحدثت المديرة عن بعض الأحلام المستقبلة بخصوص تصميم " تذكرة للزوار خاصة بقلعة حلب كبديل عن الورقة التي تعطى حاليا تبقى كتذكار للسائح بعد زيارته يحتفظ بها أسوة بالمواقع العالمية والأثرية التي تزار في الدول الأخرى ".
جبرائيل سعود – سيريانيوز – حلباسوار القلعةالخندقمعبد 3 الاف عام قبل الميلادسفح القلعةشاخصات
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)