لقي شاب تونسي، عاطل عن العمل، حتفه غرقا ببئر، في حاثة يتوقع أنها رابع حادثة انتحار سببتها البطالة في جنوب تونس.


ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصدر نقابي قوله إن "لطفي قدري، 34 عاما، ويقطن بمنطقة القوادرية الريفية التابعة لمحافظة سيدي بوزيد جنوب تونس، لقي حتفه غرقا ببئر في حادثة يرجح أنها رابع حادثة انتحار في المحافظة، التي تشهد احتجاجات عنيفة، على خلفية تردي الظروف المعيشية وتفشي البطالة".
وفي سياق متصل، بين سالم البوعزيزي (30 سنة)، شقيق الشاب التونسي محمد البوعزيزي، الذي أضرم النار في جسده، بسبب البطالة أن "الوضع الصحي لشقيقه صعب للغاية"، موضحا أن "أمل تماثله للشفاء ضعيف إذ أن رأسه احترق بالكامل، و يتنفس بطريقة اصطناعية منذ وصوله إلى المستشفى".
وتشهد محافظة سيدي بوزيد مواجهات عنيفة، بدأت مؤخرا، بعد إقدام محمد البوعزيزي على حرق نفسه بسبب مصادرة الشرطة لعربة للخضروات والغلال التي كان يتكسب منها، إذ يرقد الشاب في قسم العناية المركزة بمستشفى الحروق والإصابات البليغة في مدينة بن عروس ضواحي العاصمة التونسية.
وطالب سالم النظر بجدية للأسباب التي أدت بشاب في مقتبل العمر إلى الانتحار بهذه الطريقة الشنيعة، مشيرا إلى أن "البطالة والمحسوبية وانسداد الأبواب أمام الشباب وغيرها من الآفات الاجتماعية، أدت بشقيقه إلى ذاك المصير".
ونفى سالم الأخبار التي روجتها بعض وسائل الإعلام المقربة من السلطة حول تحسن الحالة الصحية لشقيقه.
وكان شاب تونسي آخر يدعى حسين ناجي انتحر الأسبوع الماضي صعقا بالكهرباء، في ولاية سيدي بوزيد، لعجزه عن العثور على فرصة عمل، وذلك على خلفية احتجاجات اجتماعية تشهدها الولاية، وفقا لمصادر نقابية تونسية.
إلى ذلك، ذكر شاهد عيان من مدينة "منزل بوزيان" إنه "تم دفن الشاب محمد بشير العماري، الذي أصيب برصاص قوات الأمن، وسط إجراءات أمنية مشددة"، مشيرا إلى أن "الجنازة مرت في هدوء".
وتشهد مدينتا المكناسي وبوزيان الواقعتين أيضا في ولاية سيدي بوزيد تشهدان حاليا مواجهات عنيفة، إذ اعتقلت الشرطة العشرات فيهما.
وتواصلت الاحتجاجات الاجتماعية في مناطق كثيرة من محافظة سيدي بوزيد، الواقعة على بعد 265 كم من العاصمة التونسية، ممتدة لأول مرة إلى خارج المناطق الحضرية والمدن الكبرى لتشمل هذه المرة القرى الصغيرة والتجمعات السكنية الواقعة على الطرقات الرابطة بين البلدات المكونة للمحافظة.
ويعتبر تشغيل حاملي الشهادات العليا من أكبر التحديات التي تؤرق الحكومة التونسية التي تسعى لتوفير المزيد من فرص العمل في بلد تصل فيه معدلات البطالة إلى 14% وفقا للأرقام الرسمية.
وقال عضو خلية متابعة المستجدات في أحداث سيدي بوزيد، التي كونها الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض يوم 22 من الشهر الجاري، عطية العثموني، إن "مواجهات جديدة اندلعت بين قوات الأمن وسكان ضيعة الاعتزاز الواقعة بين مدينتي منزل بوزيان والمكناسي، وفي منطقة الخرشف الواقعة بين مدينتي سوق الجدي ومنزل بوزيان".
و شهدت مدينتا المزونة ومزونة حشاد، مسيرات حاشدة على أثر ورود خبر إطلاق النار على الشاب العماري ووفاته، إضافة إلى جرح اثنين من المحتجين.
كما تشهد منطقة السبالة الواقعة على بعد 35 كلم من مدينة سيدي بوزيد اعتصاما لحاملي الشهادات الجامعية العاطلين عن العمل، وهو ما أجج الاحتجاجات الاجتماعية.
وبين العثموني أن "قرابة 30 عنصرا من الحرس والشرطة تلقوا العلاج في مستشفى سيدي بوزيد، على أثر المواجهات الدامية التي حدثت في مدينة منزل بوزيان، وأنه باستثناء 3 منهم تم نقلهم إلى مستشفيات أخرى لإكمال العلاج، وغادر جميع عناصر الأمن المصابين المستشفى".
وقللت تونس في وقت سابق من شأن اشتباكات سيدي بوزيد واتهمت خصومها السياسيين باستغلال الحادث لأغراض سياسية والإثارة.
وكانت الحكومة التونسيةأعلنت يوم الاحد عن برنامج تنمية شامل في جميع جهات البلاد، بعد أن أقرت حق مطالب الشباب في التشغيل، ذلك في الوقت التي امتدت فيه الاحتجاجات الاجتماعية، التي بدأت منذ حوالي 9 أيام، إلى العاصمة تونس. وأعمال الشغب نادرة الحدوث في تونس التي يحكمها الرئيس زين العابدين بن علي، منذ 23 عاما، والتي تعمل بشكل وثيق مع حكومات غربية لمحاربة متشددي القاعدة.
يشار إلى أن محافظة سيدي بوزيد يقطنها نحو 40 ألف ساكن يعملون بشكل أساسي في الزراعة والتي ترتفع فيها معدلات البطالة خاصة في صفوف خريجي الجامعات.