كشف التقرير التجميعي الأول لمعدل الإصابة بمرض السرطان في سورية للفترة بين 2002 و 2007 أن أكثر السرطانات شيوعاً بين الرجال في سورية هو سرطان الرئة ثم سرطان المثانة فسرطان الدم والبروستات , وأما بالنسبة للنساء فجاء سرطان الثدي أولاً ثم سرطان الدم فسرطان الدرق .
ويستند التقرير الذي اطلقته وزارة الصحة أمس إلى معلومات السجل الوطني للسرطان المحدث في وزارة الصحة.
ويضم التقرير الذي تم إعداده بالتعاون بين وزارتي التعليم العالي والصحة نتائج حدوث السرطانات في سورية بين 2002 و2007 وتقرير السرطان لعامي 2006 و2007 إضافة إلى تقرير نظام المعلومات الجغرافي /جي آي اس حول السرطان في سورية.
وقال الدكتور زياد مسلاتي مدير مديرية مكافحة السرطان في وزارة الصحة أن المعلومات والإحصاءات التحليلية التي ضمها التقرير تمثل حالات السرطان المكتشفة من شهر كانون الثاني 2002 إلى كانون الأول 2007 والتي تم الإبلاغ عنها للسجل الوطني للسرطان بوزارة الصحة والمعتمد على القاعدة السكانية بصورة جزئية، لافتاً إلى أن حالات السرطان المكتشفة والمسجلة عند المواطنين السوريين وغير السوريين بلغت 73198 حالة.
وأوضح أن أكثر من 70 بالمئة من حالات السرطان تم تسجيلها من سجلات مشفى البيروني الجامعي بدمشق، إضافة إلى مشافي وزارة التعليم العالي الأخرى ومشافي وزارات الصحة والدفاع ومراكز تشخيص وعلاج الأورام الخاصة في حين سجلت الحالات الأخرى بالاعتماد على مصادر أخرى كالتقارير الطبية وتقارير الأشعة وشهادات الوفاة .
وأشار "مسلاتي" إلى أن ما يقارب من 20 بالمئة فقط من الحالات يتم اكتشافها في مراحل المرض المبكرة وأن معدلات الإصابة بالمرض ترتفع مع تقدم العمر ما يتطلب البدء ببرامج وطنية للكشف المبكر عن السرطان وبرامج التوعية والتثقيف الصحي ووضع الخطط الكفيلة بالحد من خطورة هذا المرض وانتشاره.
ولفت إلى أن معدل الإصابة بمرض السرطان لعام 2007 سجل 120 حالة جديدة لكل مئة ألف من السكان مع الأخذ بعين الاعتبار غياب أو نقص 30 بالمئة من حالات السرطان لعدم تعاون بعض المراكز التشخيصية والعلاجية مع نظام الإبلاغ عن السرطان في حين تراوح متوسط معدل الإصابة العام بالسرطان ما بين 63 و75 حالة جديدة لكل مئة ألف من السكان , حسب "مسلاتي" .
وقال الدكتور رضا سعيد وزير الصحة في مؤتمر صحفي عقد للغاية ذاتها إن نتائج السجل الوطني التجميعي تملي ضرورة التحرك وقرع جرس الإنذار للوقاية ومعالجة مرضى السرطان، منوهاً بصدور مرسوم منع التدخين في الأماكن العامة الذي يشكل خطوة جدية على طريق الحد من سرطان الرئة الأكثر انتشارا في سورية.
وبين "سعيد" أن وزارة الصحة تؤكد ضرورة التشدد في تطبيق المرسوم خاصة مع تراجع وعي بعض المواطنين وجهات أخرى مستفيدة من بيع منتجات التبغ مشيراً إلى التزام الوزارة المستمر بتقديم الرعاية والمعالجة لجميع المواطنين والعمل على تجهيز المراكز الصحية في المحافظات كافة.
ولفت "سعيد" إلى أن الوزارة ستبدأ اعتباراً من الشهر القادم بتوفير العلاج الكيميائي لمختلف المرضى في المحافظات كافة، حيث ستبدأ في دمشق وحمص وحلب لوجود كوادر مدربة ومؤهلة على أن تتبعها محافظتا طرطوس والحسكة بعد إتباع كوادرهما دورات تدريبية في تركيا مشيراً إلى أن الوزارة وبالتعاون مع مشفى البيروني ستعمل على نقل المرضى إلى المراكز العلاجية المحدثة في المحافظات مع الأدوية المخصصة لهم حيث يتلقون العلاج هناك وفق بروتوكول علاجي موحد صادر عن مشفى البيروني.
وقال "إن الوزارة ستعمل خلال الفترة القادمة على إعادة هيكلة كاملة للأمراض المزمنة والتي تشكل العبء المادي الأكبر كونها تتكاثر مع مرور الزمن لافتاً إلى أن الوزارة تعمد نشر الأرقام الإحصائية بشفافية باعتبارها من مقومات السياسة الصحية الواجبة للتصدي للأمراض وأسباب انتشارها إضافة إلى دورها في رسم الخطط العلمية وإقرار المشاريع الاستثمارية الخاصة بمعالجتها".
وبين "أن أرقام هذا التقرير الذي سيصدر سنوياً تعتبر مؤشراً جيداً حول المرض وانتشاره وأنواعه وأسبابه الرئيسية وآليات التحرك للحد من انتشاره، مؤكداً ضرورة تطبيق نظام الإبلاغ بفاعلية أكبر في القطاعات الصحية العاملة وذلك لتأمين مصدر موثوق لجميع الباحثين والقائمين على رسم السياسات الصحية".
يشار إلى أن وزارة الصحة ومن خلال إحداثها مؤخراً مديرية خاصة بمرض السرطان وتشكيلها لجنة وطنية لمكافحة المرض تعمل على وضع دراسة شاملة للتصدي لانتشاره من خلال البرامج الوقائية والعلاجية وبمشاركة جميع الأطراف من مشاف ومؤسسات ومنظمات حكومية وغير حكومية والاستفادة من جميع الخدمات المتوفرة لتشجيع الدراسات البحثية ووضع البروتوكولات الخاصة بالعلاج .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)