جريمة فردية لكنها جريمة تقشعر لها الأبدان وتشمئز منها النفوس وتجعل العقول في حيرة من أمرها وهي تسأل: إن كان يقدم على مثل هذا الفعل إنسان سوي، صغيراً أكان أم كبيراً..؟


جريمة جعلت مكتشفها طريح الفراش منذ أن اكتشفها.. فكيف بأهل الضحية؟ ‏

حاولنا بعد سماعنا بالخبر أن نتقصاه من مصادره وأول من توجهنا إليه المواطن (ع.م) من أهالي المدينة وهو الذي اكتشف الجثة في أرضه، فوجدناه طريح الفراش مريضاً بسبب بشاعة المنظر الذي شاهده. ‏

وناب عنه في الحديث ابن عمه (ب.م) الذي كان سمع منه الرواية بالتفصيل قبل أن يصاب بالانهيار الذي أصيب به. ‏

يقول: حوالى الثانية والنصف ظهراً ذهب ابن عمه لسقاية الأشجار والمزروعات في أرضه في موقع البركة في قطنا وهو يدير الماء على الأثلام طافت المياه في إحداها بسبب مانع أعاقها من السيلان، وعندما عمل على إزالته وجده جسماً، فظن أنه جثة لحيوان لأنه لم يخطر بباله أن يكون جثة طفلة مقتولة عارية كما خلقها الله، ودون أن يعرف كيف ومتى ولماذا وجد نفسه في مركز الشرطة يعلم عناصرها بما رأى وشاهد، وعلى الفور تحركت دورية من مركز الشرطة بإمرة رئيس المركز ووضعت يدها على الجريمة، وتم إعلام قاضي التحقيق في قطنا رئيس هيئة الكشف والذي دعا هيئة الكشف سريعاً إلى مكان اكتشاف الجثة ومعها عناصر الأدلة الجنائية لتصوير الجثة، حيث قام الطبيب الشرعي بالكشف عليها ومعاينتها والذي أفادنا بأنه عند الكشف على الجثة وجدها عارية و التفسخ عليها وعلى جسدها علامات شدة، ما يعني أنها قاومت الجاني فتعرضت للضرب والاغتصاب ومن ثم الخنق وهي بعمر لا يتجاوز عشر سنوات، كما تبين أنه تم اغتصابها. ‏

شيوع الخبر
وشاع الخبر في المدينة كما النار في الهشيم وأخذ الناس بإطلاق الروايات المختلفة وزادت الشائعات بينهم حتى خاف الأهالي على بناتهم وأبنائهم الصغار وكثرت المرافقات إلى المدارس وحتى إلى أصغر مشوار يمكن أن يقوم به الصغار، واستنفرت عناصر الشرطة ومعها عناصر الأمن الجنائي وعناصر الأجهزة الأمنية الأخرى، وما هي إلا ساعات لم تزد على 48 ساعة حتى كان الفاعل في قبضة رجال الشرطة، وبعد الاعتراف قام وبحضور هيئة الكشف وبمشاهدة عدد من المواطنين بتمثيل الجريمة. ‏

تمثيل الجريمة البشعة
وفي تمثيل الجريمة مثّل الجاني أمام الجميع كيف أنه استدرج الطفلة (ز.ع) (وهي قريبة له) من الحارة حيث كانت تشتري من إحدى البقاليات، فأعطاها عشر ليرات لتشتري بها وبعدها أغراها بالذهاب إلى بستان قريب لقطف الباذنجان، وهناك ارتكب جريمته وبعد أن اغتصبها قام بخنقها حتى الموت وركنها في ثلم ماء وغطاها بأغصان الأشجار وذهب وسلم نفسه إلى قطعته التي كان قد فرّ منها بقصد إخفاء جريمته، لكنه وقع بجريمة ما اقترفته يداه بفضل نباهة المحققين وتعاون أهالي الحي الذين قدموا معلومات سرعت في القبض على الجاني. ‏

وفي اتصال هاتفي مع أم الطفلة المقتولة طالبت بإنزال أقصى العقوبات بالجاني لكي يكون عبرة لغيره ممن تسول لهم أنفسهم بالاعتداء على أعراض الناس، فكيف بمن يعتدي ويقتل...؟! ‏