تشهد سورية كسوفا جزئيا للشمس يوم الثلاثاء القادم 4-1-2011 وذلك بين الساعة العاشرة والدقيقة الخامسة والأربعين

صباحا والساعة الثانية عشرة والدقيقة الحادية والعشرين ظهرا بحيث ينكسف قرص الشمس بنسبة 59%.
وذكر الفلكي اليمني أحمد الجوبي لوكالة الأنباء السورية أن هذا الكسوف الجزئي سيشمل معظم الدول العربية وأوروبا

وغرب آسيا وسيكون مركزه في السويد حيث ستكون نسبته 85 بالمئة من قرص الشمس، موضحاً أن سبب هذا الكسوف يعود

إلى الاصطفاف المداري الجزئي بين الأرض والقمر والشمس.
ويصل الكسوف الجزئي ذروته على مستوى الكرة الأرضية مع شروق الشمس في شمال شرق السويد عند الساعة 10:35

صباحا بتوقيت دمشق.
وسيشهد الراصدون خلال الكسوف حدوث الاقتران الفلكي للقمر (المحاق) لشهر صفر، والاقتران هو أحدى منازل (

أطوار) القمر، حيث تقع الشمس والقمر على ارتفاع واحد في السماء عندما يكونان على خط طول سماوي واحد ويكون القمر

على وشك الانتقال من غرب الشمس إلى شرقها (حسب الحركة الظاهرية) منهياً بهذا الانتقال دورة اقترانية حول الأرض

ومبتدئاً دورة اقترانية جديدة وهذه لحظة عالمية تتم في لحظة واحدة بالنسبة لجميع أرجاء الأرض.
ويحدث هذا الاقتران شهرياً ولكن لا يمكن رصده كظاهرة فلكية إلا في توقيت كسوف الشمس، ذلك لأن عند حدوث الاقتران كل

شهر يعبر القمر إما شمال الشمس أو جنوبها. لذلك لا يمكن رصد ظاهرة الاقتران بالعين المجردة.
ويمكن أيضاً رصد بقع داكنة -إن وجدت- على سطح الشمس تعرف "بالبقع الشمسية" حيث يمكن رصدها بسهولة من

خلال عملية إسقاط صورة الشمس على ورقة بيضاء، وذلك باستخدام المنظار الثنائي العينية أو الدربيل ( بدون النظر المباشر

إلى قرص الشمس) وهذه البقع تظهر أقل لمعاناً من بقية السطح، وذلك لأن درجة حرارتها تقل عن حرارة بقية أجزاء السطح

بنحو 2000 درجة مئوية، وقد تظهر في مجموعات أو منفردة وإذا رصدت سوف يلاحظ أنها تحتوى على منطقة مركزية

مظلمة تسمى الظل محاطة بمنطقة خارجية أقل ظلمة تسمى شبة الظل.
وبعد نهاية الكسوف في سماء سورية يستمر مسار الكسوف يتحرك باتجاه الشرق إلى أن ينتهي عند الساعة 2:00 بعد الظهر

بتوقيت مكة المكرمة في شمال الصين.
ويحدث كسوف الشمس الجزئي عندما يغطي القمر جزءاً من الشمس ويشاهد من الأماكن الواقعة في شبة ظل القمر، وهذا الأمر

لا يتكرر شهرياً لأن مدار القمر حول الأرض مائل بالنسبة لمدار الأرض حول الشمس، وتكون نسبة مشاهدة الكسوف مختلفة

استناداً للموقع الذي يتم فيه الرصد، فكلما كان موقع الراصد قريباً من مسار الكسوف كلما كانت مشاهدة احتجاب قرص الشمس

أكبر، وكلما ابتعد الموقع على مسار الكسوف تقل عندها نسبة الجزء المكسوف من قرص الشمس.



وتعتبر أسهل طريقة لرصد كسوف الشمس من خلال نظارات خاصة بالكسوف، وليست نظارات الشمس العادية، أو يتم الرصد

من خلال عملية إسقاط صورة الشمس على ورقة بيضاء.
ويحذر الفلكيون من النظر المباشر إلى الشمس من خلال التلسكوب أو المنظار الثنائي العينية لأن هذه الأجهزة تعمل على تركيز

الإشعاع الشمسي وتؤثر على العين مؤكدين ضرورة اتباع إرشادات السلامة واستخدام طرق الرصد الآمن لرصد كسوف

الشمس، وعدم الانسياق وراء الإشعاعات الخطيرة التي تظهر خلال الكسوف، ما يسبب أمراضاً في الجلد وغيره، فهذه إشاعات

ليست صحيحة، فالشمس هي الشمس لم يحدث فيها تغيير والنظر إلى الشمس خطير طوال العام، وليس فقط في هذا التوقيت، ونحن
في الأوقات العادية لا يمكننا أن ننظر إليها، لشدة إشراقها ولمعانها.