شجرة الفستق من الأشجار المعمرة التي يعيش بعضها ثلاثمئة سنة، وهي لاتبلغ كامل نموّها، ولا تعطي كامل إنتاجها إلاّ عندما تصل إلى مافوق سن الأربعين.





يُعتبر الفستق الحلبي من الأشجار المثمرة المتساقطة الأوراق Deciduous trees وهذا النوع يتبع الفصيلة البطميةAnacardiuceae.

الفستق الحلبي له عشرون نوعاً منتشرة في خمس مناطق جغرافية مختلفة، والمناطق الرئيسية الأربع منها توجد في نصف الكرة الشمالية. وتجدر الإشارة إلى أن شجرة الفستق الحلبي عريقة القدم في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط إلا أن الموطن الأصلي للفستق الحلبي هو سورية (حلب– عين التينة) وتشير كثير من المراجع إلى أن هذا الجنس عرف منذ 3500 سنة قبل الميلاد في منطقة غرب آسيا وبلاد الشام. ويدل اسم "الفستق الحلبي" نسبة إلى "حلب" كمنطقة تقليدية لزراعة هذه الشجرة منذ القديم.

نُقل الفستق الحلبي للمرة الأولى من حلب إلى إيطاليا في عهد الإمبراطور "تيبريوس Tiberius" و"جالينوس Galen". لذلك فإذا ماذكرت مدينة "حلب" فإنه يترافق معها الفستق الحلبي وقد تغنى بثماره الشعراء وشبهوا ثماره بثغور الحسان وقد قال الشاعر: "عبدالله يوركي حلاق" في هذا الصدد :

حلب مقر النابغين...يشع في الدنيا سناها/ فيها الجنان الزاهرات...تمد للعاني حناها/ والفستق الغيران يحكي...في جوانبها الشفاها

ومن الدلائل الواضحة على قدم زراعة هذه الشجرة في سورية، كما صرّح لنا الدكتور "محمد كردوش" خبير الفاكهة، في لقاء معه، وجود أشجار مسنّة في قرية "عين التينة" (منطقة القلمون بمحافظة "ريف دمشق") تقدر أعمارها بحوالي /1800/ سنة، ولا زالت تحمل ثماراً حتى أن إحداها ذات جذع يبلغ محيطه حوالي /11/ متراً، كما توجد شجرة عمرها /700 /سنة حية في منطقة "كرمان" في "إيران" وهي منطقة مشهورة بإنتاج "الفستق الحلبي".

إن شجرة الفستق الحلبي تنمو في العالم بين خطي عرض /30ْ و45ْ /. وتنجح زراعتها ضمن مجالات متفاوتة من حيث ارتفاع الموقع ومعدل الأمطار، وتتراوح هذه بين مايقرب من /50/م عن سطح البحر كما في "مربين" (استراليا). وتجود زراعة شجرة الفستق الحلبي في المناطق الجافة، وتتميز بأنها شجرة قنوع تتحمل الظروف الجافة وارتفاع درجات الحرارة حتى + 45 درجة مئوية في الصيف ثم انخفاضها في الشتاء حتى –17 درجة مئوية كما في منطقة "حلب".

وتنجح زراعة شجرة الفستق الحلبي في مختلف الأتربة حتى أنها تنمو في أراض حامضية قليلة الكلس، وتفضل الأتربة الرملية الكلسية جيدة الصرف. وقد تبين أن زراعة هذه الشجرة في الأراضي العميقة الغنية تعطي مردوداً اقتصادياً جيداً، لكن لاينصح بزراعتها في الأراضي الرطبة ذات مستوى الماء المرتفع. كما تقاوم شجرة الفستق الحلبي الملوحة في التربة نسبياً.

القيمة الغذائية والاقتصادية:

تعتبر ثمار الفستق الحلبي مصدراً هاماً للفيتامينات والعناصر المعدنية كما أنها غذاء هام للإنسان ومميع للدم، ومفيدة في معالجة انقطاع وعسر الطمث والأمراض النسائية. وقد ذكر "ابن سينا" بأنها تفتح سدد الكبد وتقوي الذاكرة والذكاء وتشفي من السعال المزمن وتزيل قروح الفم. وتحتوي









فستق حلبي 2مقشر
بذور الفستق على نسبة 20 % من السكر وحوالي 20 % من البروتين و50 % من الدهون. وهي غنية أيضاً بالفيتامينات مثل "B1،B2،A" وكذلك بالعناصر الغذائية الأخرى وخاصة الكالسيوم والحديد والمغنزيوم مما يجعلها ذات قيمة غذائية عالية.

وتبدو الأهمية الاقتصادية لزراعة الفستق الحلبي في العالم من تقارير منظمة الأغذية والزراعة العالمية "FAO" خلال الأعوام /1969- 1999/ بأن الإنتاج الثمري ازداد في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ. فقد كان إنتاج العالم في نهاية الستينات من هذا القرن حوالي 32 ألف طن، وارتفع في بداية التسعينات إلى ما يعادل ثمانية أمثاله أي أكثر من ربع مليون طن، وبلغ في نهاية القرن العشرين مايقرب من نصف مليون طن.

وعموماً تتميز إيران بأكبر إنتاج ثمري لهذا النوع من الأشجار المثمرة حيث وصل أعلى إنتاج لها حوالي /314/ ألف طن عام /1998/، يلي ذلك الولايات المتحدة الأمريكية USA بمعدل حوالي /85 /ألف طن في نفس العام، ثم تركيا بأقصى إنتاج لها/ 70/ ألف طن عام/ 1997/، وسورية في المرتبة الرابعة بأعلى إنتاج يقرب من /35.5 /ألف طن عام /1998/، وكذلك الصين في المرتبة الخامسة بإنتاج/30/ ألف طن في نهاية القرن العشرين.

وتدل الإحصائيات السورية بأن زراعة الفستق الحلبي في سورية آخذة بالتحسن خلال السنين الأخيرة. وتتركز زراعة شجرة الفستق الحلبي في المحافظات الثلاث "حلب– حماه– إدلب".

أصناف الفستق الحلبي المحلية:

إن أهم أصناف الفستق الحلبي هي الأصناف المنتشرة في سورية والمتميزة بنوعيتها وإنتاجيتها العالية، كما أكّد لنا المهندس الزراعي "ساهر الباكير" حين سألناه عن أصناف الفستق فقال: «هناك عدة أنواع ، منها:

- "العاشوري": صنف منشأه منطقة "حلب" ويطلق على هذا الصنف (الحلبي الأحمر) نسبة إلى لون الثمرة الأحمر الجذاب للمستهلك وهو معروف في أمريكا الشمالية بهذا الاسم (RED ALEPPO). وهي شجرة ذات نموات قوية شبه قائمة. ويعد صنفاً "باكورياً" في تفتحه الزهري ونضجه مقارنة مع غيره مع الأصناف. ويعد من أصناف المائدة الفاخرة الذي يتناول طازجاً وكذلك مملحاً أو مصنعاً، كما أن بذور هذا الصنف هامة جداً لارتفاع نسبة إنباتها وسرعتها وقوة غراسها في العام الأول من زراعة البذور.

- "ناب الجمل": من الأصناف المميزة بنكهتها وطعمها الحلو وهي ثمرة كبيرة بالمقارنة مع "العاشوري" وسميت بـ "ناب الجمل" لتشابه شكل الثمر الانسيابي مع شكل "ناب الجمل" وهو من الأصناف التي يزداد الإقبال عليها في هذه الأيام لدى المستهلك والفلاح.

- "الباتوري": صنف منشأه منطقة "حلب"، والتسمية يحتمل أن تكون نسبة إلى شكل الثمرة مبتور القمة، شكلها شبه كروي ولون الثمار أبيض. والشجرة متوسطة النمو، نمواتها متدلية تشكل نموذجاً خيمياً. ويمكن أن يصل قطر التاج إلى /5/ م وهو صنف يتميز بباكوريته في التفتح الزهري والنضج الثمري بعد





فستق مبشور3
الصنف "العاشوري".

- "العليمي": منشأ هذا الصنف أيضاً منطقة "حلب"، وهي شجرة متوسطة الحجم بنموها وشكلها نصف قائمة ويعد صنفاً متوسطاً في موعد التفتح الزهري والنضج، والطعم فيها أقل حلاوة من "العاشوري".

- "العجمي": وهو ذو منشأ إيراني والشجرة متوسطة النمو ذات نموات شبه قائمة، وهو صنف متوسط في التفتح الزهري والنضج، ولون الثمرة شبيه بلون ثمار "العاشوري" مع تلون بني على أحد جوانب الثمرة.

- "اللازوردي": منشأ هذا الصنف هو منطقة "حلب"، وهي شجرة متأخرة في التفتح الزهري والنضج».

* مشكلات الفستق الحلبي:

من المعروف أن هذه الشجرة لم تلق الاهتمام الكبير من الباحثين في العالم مقارنة مع أنواع الأشجار المثمرة الأخرى كالتفاحيات واللوزيات والحمضيات، لذا فإن مشكلات تطوير زراعتها تحتاج إلى إيجاد الحلول العلمية والتطبيقية المناسبة، ومن أهم هذه المشكلات مايلي:

آ- ظاهرة المعاومة أو تبادل الحمل الثمري Alternate bearing حيث أجريت تجارب عديدة لمعرفة الأسباب المؤدية لذلك، وقد عالج هذا الموضوع بعض الباحثين. وتبين من نتائج هذه الأبحاث أن من أهم أسباب المعاومة هو سقوط البراعم الزهرية خلال شهري تموز وآب في سنة الحمل الغزير، وهذا السقوط يتناسب طرداً مع عدد الثمار المحمولة على الفرع الواحد.

ب- مشكلات التلقيح وانتخاب الملقحات المناسبة ومنها مشكلة الثمار الفارغة وخاصية التوالد البكري. وقد جرى انتخاب طبيعي لأصناف وسلالات كملقحات مناسبة للأصناف المؤنثة .

ج – موضوع التبكير في الإنتاج الثمري عن طريق استخدام منظمات النمو.

د – مشكلات الإكثار: بما أن البذرة في الفستق الحلبي وأنواع البطم ناتجة عن تلقيح خلطي بواسطة الرياح من أشجار مذكرة وأخرى مؤنثة منفصلة الجنس ثنائية المسكن (Dioecious) فالنبات الناتج عن هذه البذرة لايحافظ على مواصفات الصنف أو السلالة، لذلك يلجأ إلى تطعيم الغراس البذرية (أصول) بالأصناف المؤصلة من الفستق الحلبي المرغوب إكثارها.

* المواصفات المطلوبة لغراس الفستق الحلبي:

لابد أن تتوافر في الغراس المثالية الشروط التالية:

1- أن تكون ذات مجموع جذري جيد.

2- أن يكون نموها الخضري مناسباً سيما قطر الساق في مكان التطعيم على ارتفاع /10/ سم من الأرض، بحيث لايقل القطر عن /6 /مم في منطقة التطعيم للتمكن من إجراء عملية التطعيم بسهولة ولضمان نجاحها.

3- سلامة الغراس من "النيماتودا".

تتم زراعة البذور بين 15 شباط و 10 آذار، وذلك للحصول على أعلى نسبة وسرعة إنبات.

* الــري :

يتم الري كلما دعت الحاجة ويجب التأكد من وصول الماء إلى جميع الأكياس، ويفضل الري الرذاذي للأكياس خوفاً من انثناء حوافها أثناء الـري اليدوي.

* مكافحة الحشرات والأمراض ضمن المشتل:

إن أهم حشرات مشاتل الفستق هي المن وديدان الورق ويمكن مكافحتها بأي مبيد حشري عند ظهورها بينما أمراض الأصداء والتفحمات أكثر ضرراً.

* فوائد تطعيم



يتبع