بنات شوكولاته وشباب جيلاتين...بقلم محمد عبد الوهاب جسري

في السنوات التي تلت الاختراع العظيم "الستاليت" وانسياب القنوات الفضائية بدأت مجتمعاتنا "مشكورة" بتطوير انتاجها فأنتجت جيلاً جديداً من البنات الجميلات جداً " تتهنوا يا شباب" الرقيقات جداً، اللطيفات جداً، الحساسات جداً، العاطفيات جداً.


تحفظ الفتاة عن ظهر قلب كل المعلومات الخاصة بالفناين " النجوم" ، تتابع أخبارهم ونشاطاتهم، وتختار لها أحدهم ليكون فنانها المفضل الذي تتمنى أن يكون "عريس الهنا" على شاكلته.... في حركاته وضحكاته ورقصاته...


تعرف مواعيد عرض جميع المسلسلات والبرامج الهادفة "انتبه الهادفة"، إلى ماذا تهدف ليس مهماً، المهم أنها هادفة.... وتُخزّنُ في نفسها المخزون الكافي من الدموع لتذرفها حين الحاجة.


تهتم بالدرجة القصوى بكل ما تنتجه دور الأزياء وشركات التجميل حتى لا تنقص ثقافتها "لاسمح الله".


ولا تنسى أبداً متابعة كل جديد من خلال الشبكة العنكبوتية ، إن تيسرت لها خدمة الانترنت، وهكذا تصبح جاهزة لبداية حياتها في قصة حب "حقيقة" تنتهي سريعاً بتحطم قلبها الرقيق عندما تكتشف أنه "كذاب" و لتبدأ رحلة جديدة من الحديث عن الآلام الكبيرة وتحطم الأحلام الوردية، فنراها تبدأ بكتابة المعلقات الشعرية والمنثورات الأدبية لتزيد إلى تراثنا الثقافي ما ينقصه من ثقافة الحزن على الماضي الجميل .....


وهذه الرحلة ضرورية جداً لتستخرج المخزون الاحتياطي من الدموع وتقوم بصرفها....


تعتبُ الفتاة على المجتمع وتغضبُ منه لأنه لم ينتج فرساناً وخاصة عندما تنتبه أن الخيول البيضاء قد انقرضت تماماً، فهي ما رأتها أبداً ، إنما سمعت عنها، لكن للأسف تؤمن بها كل الايمان.....


أما الشباب فليسوا بعيدأ عن تلك الأجواء والاهتمامات، يتمتعون بالسطحية الراقية !!! وحلاوة الروح وخفة الدم التي سيتمكنون من خلالها اجتذاب أميرة الأحلام....تعلموا جيداً فنون الرقص والحركات الخلاعية، وحفظوا الكثير من الأغاني التي "يدندنوها" بين الحين والآخر....يجيدون اختيار لباسهم وألوانه الزاهية ، أما تصفيفات شعرهم فلها حكاية خاصة لأن المرايا بدأت تتقزز من كثرة وقوفهم أمامها.


الشاب يحب الشوكلاته بشكل لا تستطيع تصوره، وخاصة عندما أدرك بالفطرة أنه عندما يمسكها قليلاً بين يديه تبدأ بالذوبان لأنها ببساطة....رقيقة جداً، عاطفية جداً، ورومانسية جداً جداً....


لكن المشكلة أن الفتاة لا تحب الجيلاتين، تحب الفارس..... (أليس الأمر كذلك يابنات ؟؟ أجيبوا )


والفارس "إن وجد" ولا أنفي وجوده، فهو أيضاً لا يحب الشوكلاته، (أليس الأمر كذلك يافرسان ؟؟ ) هذه لا تجيبوا عنها....أنا سأجيب عنكم، الفارس يتعب ويشقى ويريد أن يبني أسرة ويحتاج إلى زوجة صلبة قوية متفهمة لمصاعب الحياة تشمر عن ساعديها لتبني معه قواعد الأسرة المنشودة في هذا الزمن الأكثر من صعب. "تذكروا أن السؤال موجه للفرسان وليس للشباب".


بعد كل هذا نتساءل عن تأخر سن الزواج ؟؟ نتحدث عن الصعوبات التي تواجه الجيل الجديد !!! ونستاء من الانحرافات التي تظهر أمام أعيننا يومياً........