شارك |
شهد طريق دمشق-دير الزور خلال السنوات والأشهر الماضية عدداً من الحوادث والاصطدامات المميتة نتيجة السرعات الزائدة, وذلك لعدم وجود مؤهلات الطرق,و أبسط متطلبات السلامة العامة.
ورغم انتشار أجهزت رادرات ومراقبة للسرعة على الطريق, إلا أنها لم تمنع بعض السائقين المتهورين يسرون بسرعة جنونية وقاتلة واعتقادهم انها" شطارة", عد أن بعض السيارات الحديثة مجهزة بجهاز كشف الرادر.
حيث أن طريق دمشق الدير من أهم الطرق التي تربط المنطقة الشرقية بالعاصمة,وطوله حوالي 500 كم , ولم يخلٌ متر واحد منه من دون جثة هامدة أو دماء مواطنين,مما دفع الكثيرين لتسميته "طريق الموت.
ولم يتم تسليم طريق الدير الزور-الرقة حتى لحظة كتابة هذا التحقيق, مع العلم ان اوتستراد الرقة حلب اصبح قيد الاستخدام
والمشكة الأكبر من هذا كله هو مدخل دمشق الذي يمتد من كازية الصفا إلى دمشق (الضمير ) التي تبعد حوالي 80 كم عن دمشق فمنذ عدة سنين وأعمال إنشاء طريق جديد مستمرة وإلى غاية هذه اللحظة لم تنته فالشاحنات تسرح وتمرح بين السيارات بسرعات أسرع من السيارات وهذه الكارثة هي كارثة بحد ذاتها التي يصعب وصفها !!
حوادث الموت قديمة..
حيث حصد "طريق الموت" الكثير من الأرواح المواطنين ,دون لفت نظر من قبل الجهات المختصة لخطورة هذا الطريق والأخطاء التي بتت شائعة فيه.
وفي تاريخ “2010/1/14” قتل(13) وجرح (38) اثر تدهور وانقلاب حافلة ركاب وصفت حالة عشرة منهم بالخطرة
وبتاريخ تاريخ 23 رمضان من هذه سنة 2010,وقع حادث مروع حيث توفي ابنة وحفيد عضوة القيادة القطرية شهناز فاكوش وإصابة زوجها والسائق , عندما انقلبت السيارة التي كانت تنقلهم .... وذلك بمطنقة كبجاجب على بعد 80 كم.
وفي تاريخ “3/1/2011” سقط 10 أشخاص بين قتيل وجريح بأصطدام مروع بين حافلة قادمة لدمشق مع شاحنة متجهة لتدمر قرب الضمير نجو 55 كم شمال العاصمة على طريق بغداد دمشق.
وعن أسباب الحادث,ذكر محمد الكسم,خبير الوقاية من الحوادث لـ"سيريا****:":" السرعة والرعونة وتجاوز وسط الطريق الرئيسي أثناء تشكل الضباب".
وتابع"كما قامت وزارة النقل بقشط الطريق دون تعبيده , وهذا ما يعني غياب طلاء والمسامير العاكسة التي تبين للسائق مكانه في الليل,وخصوصا ضمن "الضباب",وهذا ما افقد السائقين المسرعين أمكانية تحديد موقعهم وسط الضباب صباحا وساهم بحصول الاصطدام المميت !".
وتشير إحصائيات المرور إلى مقتل نحو 2500 شخص العام الماضي بحوادث الطرق، والتي غالبا ما تتكرر على الطرقات التي تربط العاصمة دمشق ببقية المحافظات
عدم التزم السائقين بالسرعة..والكاميرات لم تجدي نفعا
ومعظم السائقين الذين يعملون بوسائل النقل لا يحملون شهادات ابتدائي,ولا يمتلكون ثقافة الاحترام والالتزام بالقوانين، وغير مدربين ومؤهلين ليكونوا مسؤولين عن حياة البشر, فيتسببون بحوادث مميتة لهم ولعائلتهم .
حيث يقوم بعض سائقي الباصات بتنبيه بعضهم عن طريق الضوء لإعلام السائقين الآخرين بوجود ردار على الطريق ,مما يدفعهم لتخفيف سرعتهم بشكل مؤقت.
كما انتشر في الآونة الأخيرة خبر يفيد بوجود "بخاخ سحري" يمكن وضعه على لوحة السيارة، فلا تستطيع كاميرات الرادار التقاط لوحات السيارات.
إلا أن هذا السائل السحري غير مجدي وما هو إلا حركة احتيالية بحتة حيث وصل سعره إلى خمس مائة وأصبح يباع لدى محلات زينة السيارات و أمام مركز دفع المخالفات بحسب من التقيناهم.
كما علمنا عن وجود برنامج خاص بالهواتف النقالة يقوم بكشف الرادارات المتحركة والثابتة , ويوجهك بمكان الرادار على بعد 4 كيلو متر, كما يقوم بإصدار صوت ليعلمك بوجود الرادار, وسوف نقوم بإدراج صورة للبرنامج.
عدا انتشار "القرص ليزي مسكور" يوضع بجانب لوحات السيارات مما يسبب انعكاس لضوء الرادار,وعدم التقاط لوحة السيارة المسرعة.
مدير العام للمؤسسة الطرق " الازدحامات المرورية لا تبرر توسيع طريق الدير لـ/أربع حارات".
وفي سؤال لمدير المؤسسة الدكتور المهندس يوسف حمود,عن رأي المؤسسة بشبكة الطرق التي تربط المنطقة الشرقية بباقي المحافظات ؟.
قال"قامت المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية, وتقوم من خلال خططها بتحسين وصيانة وتوسيع الطرق المركزية المعنية بها,وذلك بحسب تقييم هذه الطرق إنشائيا ومروريا,حيث يتم تحديد الأوليات بحسب الاعتمادات المتوفرة".
وفي سؤال أخر, عن تكبير عرض الطرقات الواصلة بالمنطقة الشرقية ؟
أجاب"حمود" وقد تم بالفعل بتوسيع طريق (( حلب-الرقة)) حيث أصبح أوتوسترادا من حارتين بكل اتجاه مع منصف وسطي".
وتابع" ويتم حاليا التعاقد على تنفيذ بعض العقد الطرقية عليه لا سيما عقدتي البعث والثورة".
وعن سبب تأخير تسليم أوتستراد ديرالزور الرقة الذي كان موعد تسليمه من الشهر الثاني لعام 2009 .
وضح"حمود":"تقوم المؤسسة بتنفيذ طريق ((دير الزور-الرقة الجديد)) وتم الانتهاء من تنفيذ طريق ((دير الزور-الحسكة)) و ((دير الزور-الميادين)).
وتابع"حاليا نقوم بدورنا في دراسة ((طريق الميادين-البوكمال)) وتم التعاقد مع الشركة العامة للطرق والجسور لتوسيع طريق ((الضمير –أبو الشامات)) بطول /16 كم/ ضمن خطة توسيعه حتى النتف.
قال" أما بالنسبة لباقي الطريق حتى( تدمر-دير الزور) فإن الازدحام المروري الحالية عليه ,لا تبرر توسيعه إلى أربع حارات".
وأكد"إن التأخير يعود لظهور عوائق طبيعية أدت إلى هذا التأخير, ومن المتوقع الانتهاء من التنفيذ في الربع الأول من العام 2012 م".
والجدير ذكره بأن المنقطة المذكورة تتوسط لشركة نفط والتي تشهد كثافة عمالية وتتألف من مئات العمال.
وعن حل لمشكلة الكثبان الرملية في المنطقة الشرقية على جوانب طريق دمشق ديرالزور ؟
وقال"تقوم المؤسسة من خلال عقود الصيانة الطارئة والدورية وصيانة كافة طرقات المنطقة الشرقية ووضح الحلول الملائمة لكافة المشاكل بما فيها مشكلة الكثبان الرملية,وفي أحوال الغبار الكثيف".
وتابع" فإن المؤسسة فد زودت طرق المنطقة الشرقية بمحددات جوانب ودهان الطرق ليتمكن السائق من تحديد و رؤية الطريق".
وعن الإجراءات التي تقوم بها مديرية هندسة الطرق لرد السائقين من السرعة؟.
وضح" أن المؤسسة زودت الطرق المركزية بالطلاء الطرق والمسامير العاكسة في المواقع المناسبة ,إضافة إلى الإشارات التحذيرية وإشارات الدلالة اللازمة وإشارات تحديد السرعة".
وعن الإنارة الطرق,أكد "حمود" أن المؤسسة تقوم بإعادة إنارة أجزاء الطريق في المناطق التنظيمية ,حيت تقوم المؤسسة بإنشاء وتجهيز البنى التحتية وتركيب الأعمدة ولوازمها وتقع مسؤولة الإنارة على عاتق البلديات المختصة".
الكسم غياب وسائل الأمان يؤدي للحوادث قاتلة ..والحل ضبط السرعات
وفي فصل الصيف عند ازدياد الغبار في المنطقة الرقية تراكم الكثبان الرملية على جوانب الطريق مما يسبب الكثير من الحوادث في فترة الليل ..فلماذا يوجد طريق من دون عناية ووسائل أمان مثل باقي الطرق الرئيسية.
حيث قال سائق رفض ذكر اسمه,لـ"سيريا ****":"ان الحوادث اكترها من الكثبان الرملية التي تغطي الطريق,في فصل الصيف".
وطالب خبير الوقاية من الحوادث,"محمد الكسم" عبر "سيريا****":" بتوسيع الطريق الدولي,وفصل مسلكيه بحواجز حماية ,وتغطيته بالرادرات لضبط الفوضى والسرعات القاتلة".
وتابع"ريثما تقوم وزارة النقل بالتوسيع عليها وكحل إسعافي بسيط وناجح فصل مسلكي الذهاب والإياب باستعمال (المسامير العاكسة والسيراميكية) و هي أفضل بكثير بحسب الدراسات العلمية من الطلاء,كونها تنبه السائق للحفاظ على مسربه .
وأكمل"كما تقوم بتخفيف من التجاوزات الخطرة والعشوائية,وعلى مؤسسة المواصلات الطرقية التابعة لوزارة النقل الانتباه لتطبيق الحلول العلمية الضرورية للسلامة واستعمال المسامير بدل الطلاء".
ولحل مشكلة بطئ الإسعاف على الطريق,طالب"الكسم":"بمضاعفة نقاط الإسعاف ,ونذكر مديرية الدفاع المدني بتنفيذ مركز (الإطفاء والإنقاذ بالسبع بيار) لإنقاذ أرواح المحتجزين بالحطام قبل أن يقضي عليهم الموت".
الجدير ذكره,بلغ اجمالى عدد الحوادث المرورية الحاصلة فى سورية خلال العام 2006 /26418 حادثا تسبب بوفاة 2756 شخصا وبينت إحصائيات إدارة المرور في وزارة الداخلية ان عدد الجرحى الناجم عن هذه الحوادث بلغ 15668 جريحا وان حوادث الصدم شكلت مانسبته 77 بالمئة من العدد الاجمالى فى حين بلغت نسبة حوادث التدهور 13 بالمئة والدهس 9 بالمئة والحريق 1 بالمئة .
كما بينت ان عدد الوفيات والجرحى الناجمة عن هذه الحوادث بالنسبة لعدد السكان بلغ 12وفاة و 72 جريحا لكل 100000 نسمة بينما بلغ عدد الوفيات والجرحى بالنسبة للعدد الاجمالى للمركبات 227 وفاة و 1291 جريحا لكل 100000 مركبة .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)