««صديقة الدرب»»
متحدث .. لبق .. بعيد كل البعد عن الانفعال .. ذكي .. مراوغ .. متذوق للشعر .. معاق (أحياناً) ,تلك هي صفات الشاعر "ابراهيم المدني" , الذي نال عدة جوائز على مستوى سوريا والوطن العربي والذي قدمه الشاعر الكبير محمود درويش في مجموعته الأخيرة -على حد تعبيره - .
صفات ربما يستغرب قارئها للوهلة الأولى , فهي بعيدة كل البعد عن صفات اللص العادي إلا أن "المسروق" هذه المرة هو "الشعر" وهو يحمل من الخصوصية ما يستدعي أن يتحلى "سارقه" بهذه الصفات .
البداية ..
سبق أن ورد لـ عكس السير عدة شكاوى من شعراء "حلبيين" عن سرقة قصائد لهم من شاعر ( حسب تعبيرهم ) يدعى "ابراهيم المدني" وعندما كثرت الشكاوى بدا الموضوع وكأنه بحاجة للتدخل وعلى مبدأ "طفح الكيل" فـ "محمود درويش" يرقد الآن في قبره وقد عرف كل شيء ولكنه لا يستطيع إخبارنا من هو "ابراهيم المدني" وكيف يجمع قصائده فـ "لم يعد أحد من الموتى ليخبرنا الحقيقة" .
"ابراهيم مدني" شاعر يعرف من أين تؤكل القصيدة ولديه من التذوق ما يكفي لأن ينتقي قصائده بكل عناية .. فكل قصائده التي شارك بها في المسابقات العربية والمحلية تقريباً نالت جوائز كثيرة درت عليه مبالغ كبيرة ، طريقة جديدة للحصول على المال إنما من إبداع الآخرين ، وما إن باغته بالسؤال عن السرقة يباغتك "هو" ويضعك في داومات ليس لها علاقة بالموضوع الأساسي ويدعي دائماً وجود التباس في الموضوع .
كشف المستور .. يليه هروب مضحك
"في حادثة طريفة هرب الفائز الأول بجائزة الجولان للابداع الأدبي التي تنظمها مديرية الثقافة بمحافظة القنيطرة السورية بعد اكتشاف لجنة التحكيم" عنوان طريف زين العديد من المواقع الالكترونية وعلى رأسها "وكالة أنباء الشعر" التي أوردت أن "ابراهيم مدني" نسب قصيدة إليه بعنوان " أحلام الفتى الغافي " موقعة باسمه حيث هرب من المسرح قبل إعلان النتائج بدقائق في دورة المهرجان عام 2009، بعد ان تبين أن القصيدة تعود للشاعر السوري "حسن ابراهيم الحسن" وفائزة في المسابقة نفسها في دورة عام 2006 .
وفي نفس السياق قال "فيصل مفلح" رئيس لجنة تحكيم جائزة الجولان في القنيطرة بحسب وكالة أنباء الشعر : "تقدمت للمشاركة بهذه المسابقة 35 قصيدة لشعراء بأعمار مختلفة وكان شرط المشاركة أن لا يكون المتقدم من أعضاء اتحاد الكتاب العرب، وأن لا تكون القصيدة منشورة أو فائزة بالمسابقة في وقت مضى .
وأضاف "المفلح" : ولكن لدى معاينتي وتقديري للأعمال المشاركة كوني عضو لجنة التحكيم لاحظت أن قصيدة تحمل عنوان (أحلام الفتى الغافي) مرت علي ولكن بعنوان مختلف كوني كنت مديراً للثقافة في القنيطرة وتقاعدت هذا العام، وفعلاً فتشت في أرشيف مديرية الثقافة فوجدتها للشاعر "حسن إبراهيم الحسن" وقد شارك معنا في عام 2006 بهذه المسابقة بنفس القصيدة بعنوانها الأصلي (أضغاث أحلام ) وحصلت القصيدة على المركز الأول .
وطلبنا من "حسن إبراهيم الحسن" أن يأتي لتقديم إثباته أن القصيدة له، لكن الذي حدث أن إبراهيم المدني "مدعي القصيدة" انسحب قبل إعلان النتائج من الحفل لأنه لايملك أدلة تثبت عائدية القصيدة له .
وذكر "المفلح" أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المدني بهذا العمل وقال : "في عام 2004 كنت في لجنة التحكيم في مسابقة المزرعة في السويداء وأنا أقرأ النصوص المسرحية أيضاً وجدت نصاً مسرحياً شككت أنني قرأته من قبل وأيضا يحمل اسم إبراهيم المدني بحثت جيداً في مكتبتي فوجدت النص فائزا بمسابقة المزرعة سابقاً فاتصلت بمدير الثقافة هناك للحصول على معلومات أكثر حول الموضوع فوجدت أن صاحب النص الأصلي وهو ( باسم المدني) وأن إبراهيم المدني نسب النص لنفسه والكتاب مطبوع ويبدو أن الصفحة الأولى ممزقة منه وعندها اتصلت بـ "إبراهيم المدني" وقلت له هذا الكلام عيب وقديماً كانت تحدث ضجة كبيرة حول موضوع السرقات الأدبية، والسرقات كانت شطرا أو بيتا شعريا، أما الآن فأنت تسرق مسرحية كاملة وادعى وقتها أنه نشر مقاطع وفقرات من المسرحية في مجلة "العربي" وقلت له هذا الكلام غير صحيح فأنا متابع لهذه المجلة باستمرار ولم اقرأ هذا النص أبدا فيها وهو لم يأت لإثبات حقه في النص المسرحي .
المدعو ابراهيم المدني
أضغاث أحلام ..
من جهته قال الشاعر "حسن ابراهيم حسن لـ عكس السير : "" أنا إحدى درجات السلم الذي صعد عليها إبراهيم المدني، و كان ذلك من خلال حصوله على جائزة الجولان بقصيدة لي عنونها المدني "أحلام الفتى الغافي" ، لكن من سوء حظه كانت قصيدتي نفسها حصلت على نفس الجائزة قبل ثلاثة أعوام بعنوان "أضغاث أحلام" ، وهو العنوان الأساسي ،
مما اضطره للهرب من حفل توزيع الجوائز عندما علم بوجودي، بعد أن طلب مني رئيس لجنة التحكيم الحضور إلى القنيطرة " فهل كان "المدني يعاني "أضغاث أحلام" عندما نسب القصيدة لنفسه ؟.
الشاعر السوري حسن ابراهيم حسنعلى مبدأ "ما حدا أحسن من حدا" المدني يصل إلى البحرين
وعلى غرار الشعراء المحليين نال الشعراء البحرينيون نصيبهم من لدغات "المدني" فلدى بحثنا عثرنا على قصيدة بعنوان : "ها أنا وحدي" موقعة باسم ابراهيم المدني بتاريخ 16-11-2009 في صحيفة الثورة السورية وعثرنا على نفس القصيدة موقعة باسم الشاعر "حسين السماهيجي" بعنوان "سيرة ناقصة" بتاريخ 26-5-2005 و"حسين" شاعر بحريني معاصر يسكن في قرية "سماهيج" ، حاصل على الماجستير في الأدب العربي بدرجة الامتياز، من جامعة البحرين بدأ تجربته الشعرية عام 1986 .
صورة لصحيفة الثورة وعليها قصيدة "المدني" بتاريخ 16-11-2009صورة لصحيفة الثورة وعليها قصيدة الشاعر البحريني حسين السماهيجي بتاريخ 26-4-2005وبتاريخ 1-9-2008 كتبت صحيفة الجماهير الحلبية بعنوان "/24/ شاعراً و /11/ قاصاً في مهرجان الصيف للشعر والقصة يتحسسون الواقع الراهن بألم ولوعة" (رابط) وذكر الخبر مقتطفات من قصيدة للمدني هي نفسها قصيدة "السماهيجي" إنما بعنوان آخر وهو "دم هنا موثق" ، لنجد أن المدني يقوم بتغيير العنوان كل مرة .
الشاعر البحريني حسين السماهيجيابراهيم المدني "معاقاً"
وفي آخر ما عرفنا عن "المدني" هو ادعاؤه الإعاقة بعد مشاركته في المهرجان الأدبي الرابع للمبدعين المعاقين جسدياً، و الذي أقامته جمعية " شمس الغد " للمعاقين جسدياً، بين 7 و 10 كانون الأول من العام الفائت رغم علم الكثيرين ممن يعرفونه بأنه ليس معاقاً .
وفي نفس السياق قال رئيس جمعية "شمس الغد للمعاقين جسدياً "رضا مراد" لـ عكس السير : "عرفته في أحد المهرجانات حيث أبدى استعداده للمشاركة فأخبرته بأن المهرجان مخصص للمعاقين فأبرز وثيقة تثبت أنه معاق وشارك في المهرجان" .
ولدى حصولنا على الوثيقة التي قدمها "المدني" تبين لنا بأنها صادرة عن إحدى الجهات الرسمية ويذكر فيها أنه مصاب بعدم ثبات المرفق "مرفق أفحج رضي المنشأ" .
إباء ..
وضمن مسلسل العربشة على إبداعات الآخرين "المستمر واللامنتهي" فوجئ الشاعر الحلبي "بكري حنيفة" بقصيدته "إباء" منشورة في صحيفة تشرين الرسمية موقعة باسم "ابراهيم المدني" وبعنوان "على خيل روحي" ولدى الاتصال بـ "ابراهيم" نفى أن تكون القصيدة له -مدعياً- أنها نشرت في دورية عربية سابقاً وعندما طلب منه إحضار الدورية تخلف عن الحضور وأغلق هاتفه الخليوي مصراً على أن في الأمر -التباس- وليس سرقة -على حد تعبيره- ورفض "حنيفة" إقامة دعوى قضائية بحق الـ "المدني" بسبب عدم حصوله على وثيقة تثبت حقه فيها .
مع المدني ..
في محاولة لإمساك العصا من الوسط قمنا بالاتصال بـالمدعو "ابراهيم المدني" فرد علينا بعد عدة محاولات للتهرب , ورفض التحدث بالموضوع ادعاء منه بأن "الموضوع له علاقة بالشللية" ويبدو أنه يواجه التباسات جديدة ، وحين طالبناه بـ "فرد أوراقه" لإثبات حقه في القصائد المتهم بسرقتها حدد لنا موعداً وتخلف عن الحضور بعد أن أغلق هاتفه الجوال وما زال حتى لحظة كتابة المادة .
يشار إلى أن العديد من الشعراء تقدموا بشكواهم إلى عكس السير فيما يخص سرقات المدني إلا أننا لم ننشر كل الحالات لنقص في الوثائق .
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)