استمرارا لنشاطها المتميز منذ إحداثها عام / 1965 / والتزاما منها بأهدافها الواردة في نظامها الداخلي ، والتي في طليعتها خدمة القضايا المتعلقة باقتصاديات الأقطار العربية عامة والقطر العربي السوري خاصة ، والنهوض بالأبحاث المتعلقة بالعلوم الاقتصادية ، وتوثيق الروابط بين العاملين جميعهم في حقل العلوم الاقتصادية ، والنهوض بالمستوى العلمي والمهني للاقتصاديين ، وتنظيم محاضرات وندوات ومناقشات تتعلق بتلك العلوم، دعا مجلس إدارة جمعية العلوم الاقتصادية السورية بعض أعضاء الجمعية لاجتماع استشاري مؤخراً، بغية التحضير لندوة الثلاثاء الاقتصادية لعام /2011 / ، حيث أبدى المشاركون في ذلك الاجتماع كل اهتمام ووضعوا أيديهم على كثير من الجروح والورود ، في الساحة الاقتصادية السورية ، وبعد أن قام مجلس الإدارة بتبويب وتنسيق الطروحات التي تقدم بها المجتمعون ، فقد أعلنت الجمعية عن بدء ن***ها " الثلاثاء الاقتصادي " الرابعة والعشرين ( متضمنة / 21 / محاضرة ) حول بعض قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سوريا ، من خلال الخطتين / العاشرة والحادية عشرة / ومواضيع أخرى ذات علاقة بالفكر الاقتصادي ، وذلك بتمام الساعة السادسة من مساء كل يوم ثلاثاء في المركز الثقافي العربي بالمزة اعتبارا من 25 / 1 / 2011 ولغاية 28 / 6 / 2011 ، ويشارك في محاضرات هذه الندوة نخبة من كبار الاقتصاديين ذوي الخبرة في الميادين الأكاديمية والمؤسساتية ، وذلك تطوعا ذاتيا منهم ، ودون أي مقابل مادي يتقاضونه لقاء ذلك ، بل سيتحملون النفقات المتعلقة بإعداد الموضوع المطروح وعبء السفر والإقامة ، خاصة وأن بعضهم قد يغادر مقره خارج محافظة دمشق أو خارج القطر لغاية إلقاء محاضرته في الندوة ، وكما جرت العادة فمن المتوقع أن يحضر محاضرات الندوة ثلة من المهتمين بالشأن العام ، ويتخللها المزيد من الطروحات البناءة والموضوعية بروح رياضية ووطنية عالية مدركة لحيثيات الأوضاع الاقتصادية ، التي تحتاج أن يكون الجميع مشاركين في الرأي والبناء والإصلاح يدا بيد ، ومع أن الأعوام السابقة شهدت اهتماما لافتا وحضورا متميزا وتقديرا عاليا من المعنيين والمهتمين / رسميين وباحثين ومتابعة إعلامية جادة / بالبحوث التي تتناولها محاضرات الندوة ، إلا أن أغلب محاضرات الأعوام الأخيرة افتقدت لحضور كبار أصحاب القرار، باستثناء المحاضرات التي قدمها أغلب من حضر منهم كان حضوره متقطعا وصامتا ، وكثيرا من الطروحات البناءة التي وردت من المشاركين في الندوات السابقة لم تلق أذنا صاغية من ذوي الشأن رغم أهمية ما ورد فيها، بل حظي بعضها بامتعاض وعدم ارتياح بين حين وآخر، وكأن القاعدة المعروفة " النصيحة بِجَمَلْ " لا تنطبق على كثير من النصائح الاقتصادية التي تقدمها جمعية العلوم الاقتصادية ، بل أنها في كثير من نصائحها لم تحظَ حتى بِِحَمَلْ ، وبدلا من أن يتم توجيه الثناءات المتنوعة والمتعددة للجمعية وللمشاركين في نشاطها " عقب نهاية ندوة كل عام " من أكثر من مصدر وبالأخص المصادر الرسمية ، كثيرا ما وصلت لها بعض مظاهر عدم الرضا ، ولكن الجمعية لا تطمع بِجَمَلْ ولا بِحَمَلْ ولا تبحث عن شكر وثناء لقاء جهودها ، وهي مستمرة بنشاطها التزاما منها بأهدافها،وكلها أمل أن جهدها لن يضيع ، وما زالت ذاكرتها تختزن اهتمام السيد الرئيس بشار الأسد بها وتقديره العالي لها ، والذي تمثل بحضوره بعض محاضراتها ، وهي على ثقة تامة أن ما تقدمه من دراسات اقتصادية تطوُّعا منها وبشكل مجاني ، إضافة إلى ما يقدمه العديد من العاملين في حقل الإعلام الاقتصادي، أجدى بكثير من الدراسات التي يقدمها مُسْتقْدَمُون من الخارج تحت اسم خبراء ، ويقيمون في أغلى الفنادق ويتقاضون ملايين الدولارات ، ولكن مع كل التقدير لكثير من الخبرات ، فما لاشك فيه أن صاحب الدار أدرى بالذي فيه ، وهو الأعلم بأوجاعه ، وهو الأقدر على المساعدة في تشخيصها ، بما يمكِّن من تحديد متطلبات علاجها ، وكثير من خبراتنا المحلية لديها الكفاءة والقدرة على المزيد من التشخيص والعلاج.


المصدر: عبد اللطيف عباس شعبان- عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية