أم باكستانية تلميذة "استثنائية" بمدرسة أطفال



باكستان - تختلف روخسانا بتول عن غيرها من تلاميذ الصف الأول بإحدى المدارس الابتدائية ببلدة "داوود خيل"، الواقعة في شمال غرب باكستان، فهي تتميز بأنها الأطول في صفها، كما أنها لا تتخلى عن ارتداء البرقع الذي يغطي وجهها.

إلا أن أكثر ما يميز التلميذة "الاستثنائية" أنها تكن مشاعر خاصة نحو اثنين من الأطفال بين زملائها في نفس الصف، هما في نفس الوقت، ابناها اللذان كان لهما الدور الأكبر في إعادة أمهما، البالغة من العمر 25 عاماً، إلى مقاعد الدراسة.

وبدأت الأم التلميذة حديثها لـ سي ان ان عن تجربتها داخل فصول الدراسة، بقولها: "إنني أحب المكان هنا"، وتابعت من خلف البرقع الذي تضعه على وجهها: "لقد اعتدت أن أحضر أطفالي إلى المدرسة، وكنت أشاهدهم يقومون باستذكار دروسهم، حتى بدت رغبتي في أن أنضم إليهم بالدراسة."

والشهر الماضي فقط، تلقت بتول تشجيعاً من إحدى المدرسات، نصحتها بقيد نفسها والانضمام إلى طفليها في المدرسة، لتبدأ أولى خطواتها نحو تحقيق حلم طالما راودها بينما كانت في مقتبل عمرها، ولكن والديها لم يسمحا لها بالذهاب إلى المدرسة.

والآن، عندما يدق جرس المدرسة كل صباح، تتوجه بتول إلى فصلها وسط زملائها وزميلاتها، وعادةً ما تخذ مقعدها إلى جانب زميليها المفضلين، طفليها البالغين من العمر 4 و5 سنوات، وتصطحب معها طفلها الثالث، الذي ما زال رضيعاً، إلى الفصل.

وعن سبب تشجيعها للأم الشابة للالتحاق بالمدرسة في هذا العمر، قالت المعلمة مورد فيزا: "لقد كانت لديها رغبة كبيرة في التعليم، وقد رحبتُ بالفكرة"، وتابعت قائلة: "لقد أخبرتها بأنني سأعلمها حتى لو اضطرني الأمر لأن أعمل ساعات إضافية في أوقات راحتي."

ولم تغفل بتول، وهي أم لثلاثة أطفال، أن تعترف بفضل زوجها، الذي شجعها على الذهاب إلى المدرسة، في مجتمع يفرض قيود لا حصر لها على تعليم البنات، بسبب تقاليد اجتماعية وأعراف ثقافية، كما يشهد مداً متنامياً باتجاه مزيد من التشدد.