.
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ كل كائن حي يحدث في حياته آثارا كثيرة ـ قولية .. أو فعلية ـوتلك الآثار لا تمحى أبداً ..
فإن كانت قولية حملت على موجات الهواء إلى أمكنةمخصوصة .. وحفظت فيها .. ومثل
ذلك الفعلية .. بعد أن تترك آثارها على الأشياء .. وهذا هو الذي يحدث بالفعل .. وأكّــــده
العلم الحديث .. ـ يقول عالم أمريكي : إن الكلمة إذا خرجت من فم القائل .. مضت كالسهم
لاماح لأ ثـرها وأشد منهاالفعلة .. فإن هذه متى فعلت بقيت على الأبد مفعولة .. أي دائمة
المفعول والأثركالكلمة .. وبقيت مسترسلة في فضاء الزمن اللانهائي .. وسواء بقيـــــت
ظاهرة أومستترة ـ خافية ـ فستبقى فعالة تزكو أبداً وتنمو عنصرا جديدا ****نى ولا ينعدم
في خضم مزيـــــــــج الكائنات اللانهائي ..
ـ ويقول عالم آخر .. وهنالكما هو أدعى إلى الدهشة والعجب حينمـا نتامل كيف ان الصور
الشخصية والخطب الرنانةوالقطع الموسيقية تجتاز خلال جـــــدران المنازل وغرفها بـــل
وخلال الأجسامالبشرية في رحلتها التي قد تتجاوز ( 3000 ميل ) عبر المحيطات والهضاب
.. فتصلإلى أجهزة الإلتقاط المتوافقة مع الأجهزة الموزعة بالذبذبات وبثوان معدودة يــرى
الناس .. ويسمعون كل ما يحدث هنالك ـ أي على شاشة التلفزة الحديثة.
ـويقول عالم آخر أن كل إنسان يبعث من عقله الى الخارج ذبذبات ذات سرعات هائلةوأطول
موجة دقيقة تدور حول الأرض ويمكن بها معرفة أفكاره إذا ما وجدت طريقةلتلقي هذه الذبذبات
أو تسجيلها .. إن المخيخ أشبه ما يكون بالمحطة اللآسلكيةوالفكر فيه قوة حيوية مشبعة
بالكهربية اللازمة لإصدار الموجات خلال الأثير .. فالعصب وهو من نفس مادة المخ يعد موصلاً
للتيار الكهربائي .. ولكن التيار لاينتهي في الأعصاب بل يخرج من الجسم في صورة امواج
تتذبذب حول العالم دون أنتدركه حواسنا ..
ـ وهذا يعني أن جميع الأفكار التي يفكر فيها الإنسان خيراًكانت أم شراً تنبعث من المخ على
شكل ذبذبات كهربائيةتدور حول العالم .. كماتدور الأمواج اللآسلكية سواء بسواء .. ويستفاد
من ذلك أن جميع ما ينويه الإنسانمسجل عليه في كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة .. ودلالـــة
ذلك قوله عليه الصلاةوالسلام " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى " ..
ـ الخلاصة إنأقوالك وأعمالك محفوظة لك في مكان أمين يأتيك الله بها يوم القيامةتنظرها
بعينيك وتقرأها بلسانك ـ فال تعالى " وكل إنسان ألزمناه طائره " أي عمله " في عنقه ونخرج
له يوم القيامة كتابا يلقاه منشوراً . اقرأ كتابك كفى بنفسكاليوم عليك حسيباً. يأتيك الله تعالى
بأقوالك وأعمالك مهما كانت ضئيلة وفي أيمكان وجدت فيه وذلك قوله تعالى " يابني إنها(أي
الأعمال) إن تك مثقال حبة منخردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها
الله إن الله لطيف خبير ..وقوله تعالى " ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره . ومن يعمل مثقال ذرة
شراًيره..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)