أتى رجل .. لشيخ ٍ جليل .. فقال :
أيها الشيخ .. إني مسرف على نفسي .. فاعرض علي ّما يكون لها زاجرا ومستنقذاً ..
فقال الشيخ : إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك المعصية ..
قال الرجل : هات أيها الشيخ !
قال الشيخ : أمّا الأولى ـ فإذا أردت أن تعصي الله تعالى فلا تأكل رزقه ..
قال الرجل : فمن أين آكل ؟ وكل ما في الأرض رزقه ؟
قال الشيخ : يا هذا ..أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه ؟
قال الرجل : لا .. هات الثانية ..
قال الشيخ : وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا ً من بلاده ..
قال الرجل : هذه أعظم .. فأين أسكن ؟
قال الشيخ : يا هذا .. أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه ؟
قال الرجل : لا .. هات الثالثة ..
قال الشيخ : وإذا أردت أن تعصيه وأن تأكل رزقه وفي بلاده .. فانظر موضعا لايراك فيه فاعصه فيه ..
قال الرجل : أيها الشيخ ما هذا .. وهو يطّلع على ما في السرائر ؟
قال الشيخ : يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به ؟
قال الرجل : لا .. هات الرابعة ..
قال الشيخ : فإذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له أخّرني حتى أتوب توبة نصوحاً.. وأعمل لله صالحاً..
قال الرجل : لا يقبل منّي ..
قال الشيخ : يا هذا فأنت إذ لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير فكيف ترجو
وجه الخلاص ..
قال الرجل : لا .. هات الخامسة ..
قال الشيخ : إذا جاءك الزبانية يوم القيامة لياخذوك إلى النار فلا تذهب معهم ..
قال الرجل : إنهم لا يدعوني ولا يقبلون منّي ..
قال الشيخ : فكيف ترجو النجاة إذن ؟
قال الرجل : أيها الشيخ .. حسبي .. حسبي .. أنا أستغفر الله وأتوب إليه ..
فكان الرجل لتوبته وفيا .. فلزم العبادة واجتنب المعاصي حتى فارق الدنيا ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)