النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها

لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا ***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها

فإن بناها بخير طاب مسكنُـه ***وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعُها*** ودورنا لخراب الدهر نبنيها

أين الملوك التي كانت مسلطــنةً ***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت*** أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها

لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا*** فالموت لا شك يُفنينا و يُفنيها

لكل نفس وان كانت على وجــلٍ*** من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا

المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها

إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها

والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا*** والجود خامسها والفضل سادسها