أعلن الرئيس المصري حسني مبارك أنه مستمر في منصب الرئاسة حتى انتهاء فترة ولايته, مشيراً في الوقت ذاته انه لم يكن يوماً يسعى إلى الرئاسة, في حين رد عليه نحو 8 ملايين متظاهراً في سائر أنحاء مصر بهتافات نددت برفضه ترك السلطة وطالبته مجدداً بـ"الرحيل الآن", وذلك في أضخم احتجاجات من نوعها بتاريخ البلاد على الإطلاق.
ورفض مبارك, في خطاب بثه التلفزيون الرسمي المصري ليلة الثلاثاء – الأربعاء, الإذعان لمطلب ملايين المحتجين من مواطنيه بالرحيل الفوري عن الحكم ، لكنه تعهد بـ"عدم الترشح لولاية رئاسة جديدة وإدخال إصلاحات عميقة على الدستور تسمح بتوسيع قاعدة الترشح للمعارضة".
وقال إن "مسؤوليتي في الشهور القادمة هي تحقيق انتقال سلمي للسلطة في أجواء تحمي مصر والمصريين وتتيح تولي المسؤولية لمن يختاره الشعب في الانتخابات المقبلة".
وأضاف مبارك الذي يحكم مصر منذ 30 عاماً " لم أسعَ يوماً إلى الرئاسة, ولم أكن أنوي الترشح لفترة رئاسية جديدة فقد قضيت فترة كافية في خدمة مصر لكني حريص على أن اختتم عملي بما يضمن ويحفظ الشرعية ويحترم الدستور".
ومضى إلى القول "إنني لم أكن يوما طالب سلطة أو جاه ويعلم الشعب الظروف العصيبة التي تحملت فيها المسؤولية وما قدمته للوطن حربا وسلاما ، وأنا رجل من قواتنا المسلحة وليس من طبعي خيانة المسؤولية".
وأكد بقاءه في السلطة قائلاً "سأعمل في الأشهر المتبقية من ولايتي الحالية على اتخاذ التدابير المحققة للانتقال السلمي للسلطة بموجب ما يخوله الدستور لي من صلاحيات".
ودعا الرئيس المصري مجلس الشعب لمناقشة تعديل المادتين 76 و77 بما "يعدل شروط الترشح للرئاسة ويفتح الباب أمام المزيد من المشاركة وتحديد فترات رئاسة محددة مع الالتزام بكلمة القضاء وأحكامه في الطعون على الانتخابات الأخيرة".
واعتبر أن المعارضة رفضت الدعوة للحوار من دون مراعاة الظرف الدقيق للدولة".
في المقابل؛ لم يتأخر رد المحتجين المصريين, الذين تقدر أعدادهم بنحو 8 ملايين شخصاً متوزعين على مختلف المدن والمناطق, على خطاب مبارك ونددوا بإصراره على البقاء على رأس السلطة.
وبثت قناة الجزيرة ولدقائق مطوّلة صوراً مباشرة من ميدان التحرير وسط القاهرة حيث اجتمع مليونا متظاهر هتفوا جميعاً برحيل مبارك الآن لحظة انتهائه من إلقاء الخطاب.
وتوسعت الاحتجاجات الشعبية التي أنهت يومها الثامن مع تجمع ملايين المصريين في مناطق عدة من البلاد تلبية لدعوة المعارضة للمطالبة برحيل حسني مبارك ونظامه, وذلك رغم قرار حظر التجول وقطع الطرقات المؤدية إلى العاصمة ووقف حركات القطارات.
وإضافة إلى القاهرة؛ فإن مدنا أخرى بينها السويس والمحلة والمنصورة تشهد مظاهرات حاشدة، أبرزها في الإسكندرية التي تشهد مظاهرة مليونية مماثلة لمسيرة القاهرة في إطار استمرار الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس الحالي وإزالة النظام بالكامل.
وتشهد شوارع المدن المصرية منذ 25 كانون الثاني الماضي احتجاجات شعبية استجابة لدعوات أطلقتها حركة 6 أبريل للتظاهر للمطالبة بإسقاط نظام مبارك.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعلنت عن أن المظاهرات وأعمال العنف في مصر أسفرت عن مقتل 300 شخصاً.
يشار إلى أن الرئيس حسني مبارك, (83 عاماً), يحكم مصر منذ عام 1981 بعد اغتيال سلفه الرئيس أنور السادات.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)