حلب-إدلب
أجرى السيد الرئيس بشار الأسد محادثات مع السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي في حلب أمس.
وفي أعقاب اللقاء صدر البيان التالي:
جرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين حيث أعرب الرئيس الأسد وأردوغان عن عميق ارتياحهما للتعاون الوثيق الذي تشهده العلاقات الثنائية في المجالات كافة والذي كان آخر نتائجه وضع حجر الأساس لبناء سد الصداقة والذي يهدف إلى توفير مصادر مياه لري نحو 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية لتزويد المناطق الحدودية المشتركة بين البلدين بالكهرباء.
وأكد الرئيس الأسد وأردوغان أهمية استمرار البلدين في العمل معا والتنسيق من خلال الحوار الشفاف عالي المستوى حول مختلف القضايا التي تواجه المنطقة بغية المساهمة في ايجاد بيئة آمنة تساعد على إرساء الاستقرار وتعزيز التعاون الاقتصادي بما يحقق الرفاهية للشعبين السوري والتركي ولشعوب المنطقة.
كما بحث الجانبان آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وخاصة الأوضاع في مصر حيث أعرب الجانبان عن أملهما بعودة الأمن والاستقرار إلى مصر وتضافر الجهود لتجنيب الشعب المصري المزيد من المعاناة بما يحقق مطالبه وطموحاته وإرادته.
وناقش الرئيس الأسد وأردوغان الوضع في لبنان واتفقا على بذل كل جهد ممكن من أجل استقرار لبنان وأمنه وازدهاره.
حضر اللقاء من الجانب السوري المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية فيما حضر من الجانب التركي أحمد داود أوغلو وزير الخارجية والسفير التركي بدمشق.
وكان الرئيس الأسد والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وأردوغان بحثوا بدمشق في 17 كانون الثاني الماضي آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة.
كما أجرى الرئيس الأسد وأردوغان في تشرين الأول الماضي مباحثات حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وأكدا أن هذه العلاقات تحولت إلى شراكة استراتيجية وفوائدها لا تقتصر على البلدين وإنما تعم البلدان الأخرى.
عطري وأردوغان يضعان حجر الأساس لمشروع سد الصداقة على نهر العاصي بطاقة تخزينية تصل إلى 115 مليون متر مكعبوكان عطري وأردوغان وضعا ظهر أمس حجر الأساس لمشروع سد الصداقة على نهر العاصي بين بلدة العلاني في محافظة إدلب على الضفة اليمنى وبلدة الزيارة على الضفة اليسرى من الجانب التركي.
ويهدف المشروع الذي تبلغ طاقته التخزينية 115 مليون متر مكعب إلى تنظيم مجرى النهر ودرء الفيضانات عن القرى والمزارع والأراضي والمحاصيل الزراعية بما يحقق الفائدة المشتركة للجانبين والاستفادة من المياه التي سيتم تخزينها في بحيرة السد في ري الاراضي الزراعية الواقعة على جانبي مجرى النهر وزيادة رقعة المساحات المروية.
ويبلغ طول جسم السد 580 مترا وارتفاعه 5ر14 مترا وهو يهدف أيضا إلى توليد الطاقة الكهربائية وإقامة المنشآت السياحية على ضفاف بحيرة السد وجذب المشاريع والاستثمارات السياحية و تحسين الثروة السمكية إضافة إلى تنمية المناطق الحدودية وتطويرها اقتصاديا وخلق فرص عمل جديدة أو بديلة لأهالي المنطقة من الجانبين .
وأكد المهندس عطري في كلمة له أن وضع حجر الأساس لمشروع سد الصداقة المشترك على نهر العاصي يشكل خطوة أخرى من الخطوات المتلاحقة التي تعكس متانة علاقات التعاون بين سورية وتركيا في مختلف المجالات.
وقال المهندس عطري نترجم بهذا المشروع قرارات مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين البلدين وما اتفقنا عليه من حزمة مشاريع استراتيجية خلال انعقاد دورته الثانية في أنقرة أواخر العام الماضي في مجالات الري والزراعة والطرق والسكك الحديدية وتطويرالمنافذ الحدودية وتمويل مشاريع البنى التحتية والمرافق الخدمية.
عطري: المشروع سينعش مناطق حدودية بين سورية وتركيا من خلال إقامة مشاريع اقتصادية وزراعية ويؤدي إلى جذب وتشجيع الاستثمارات التنمويةوأضاف عطري سيكون سد الصداقة رمزاً هاماً في صرح العلاقات الاستراتيجية ويضيف إنجازاً جديداً إلى الإنجازات القائمة في القطاعات الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية ويؤكد بدلالته الحاجة الفعلية لأهمية تكامل موارد بلدينا وتوظيفها واستثمارها بما يحقق مصالحهما المشتركة ويعود بالنفع العام على شعبيهما ويدعم عملية التنمية.
وبين عطري أن المشروع سينعش مناطق حدودية بين سورية وتركيا من خلال إقامة مشاريع اقتصادية وزراعية ويؤدي إلى جذب وتشجيع الاستثمارات التنموية وسيكون له أثر كبير في تنمية وإدارة الموارد المائية وتنظيم مجرى نهر العاصي والاسهام في زيادة مساحة الأراضي المروية على جانبيه ودرء الفيضانات عن الأراضي الزراعية والقرى والتجمعات السكانية وتوليد الطاقة الكهربائية وإقامة المشاريع السياحية وخلق فرص عمل جديدة للسكان.
وقال عطري إن الروابط الثقافية والصلات التاريخية والاجتماعية وعلاقات حسن الجوار القائمة بين شعبينا وبلدينا تشكل مبعث اعتزاز مشترك لنا ودافعاً للعمل على الارتقاء بعلاقات تعاوننا المشترك والمضي بعزيمة قوية لتطويرها وتوسيع آفاقها باعتبارها غاية وهدفاً نعمل على تجسيده لخدمة مصالح بلدينا وشعبينا وخدمة أمن دول المنطقة واستقرارها ودعم خطط التنمية فيها وتقدم مجتمعاتها ورفاهية شعوبها.
وفي ختام كلمته أعرب المهندس عطري عن تقديره العميق لدور أردوغان ولما يبذله من جهود مخلصة للارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين بما يحقق الآمال والتطلعات والمصالح المشتركة.
أردوغان: وضع حجر الأساس لمشروع السد تجسيد للأخوة ويهدف لبناء ثقافة جديدة على أرضية أكثر صلابةبدوره أكد أردوغان أن وضع حجر الأساس لمشروع السد يعتبر تجسيدا للأخوة السورية التركية ويهدف لبناء ثقافة جديدة على أرضية أكثر صلابة وصدقا مشيرا إلى الروابط التاريخية والصلات المشتركة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين وعلاقات الجوار ودورها في توطيد علاقات التعاون وتوسيع آفاقها في جميع المجالات.
وأشار أردوغان إلى أهمية السد في توليد الطاقة الكهربائية وري الأراضي وحمايتها من الفيضانات مؤكدا دور مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا وما تمخض عنه من اتفاقيات وبروتوكولات تعاون في جميع المجالات وما أدت اليه من نتائج ايجابية تمثلت بالغاء سمات الدخول لمواطني البلدين والبدء بتطهير المناطق الحدودية من الألغام وتطوير المنافذ الحدودية وشبكات النقل والسكك الحديدية وتشجيع المبادلات التجارية وزيادة حجم انتقال الأفراد والوفود السياحية بين الجانبين.
ونوه أردوغان بما تم الاتفاق عليه في الدورة الأخيرة لاجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا الذي عقد في أنقرة أواخر عام 2010 وما تم الاتفاق عليه بخصوص إنشاء بوابة جمركية جديدة بين نصيبين والقامشلي وتأسيس بنك مشترك بين سورية وتركيا وإنشاء مشروع القطار السريع بين حلب وغازي عنتاب وربط شبكة الغاز الطبيعي بين البلدين وتقديم بنك أكزيم التركي قروضا لتمويل بعض المشاريع التنموية والخدمية في سورية إضافة لوضع حجر الأساس لهذا السد.
واختتم أردوغان كلمته بالتأكيد على عمق الروابط والصلات التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين لافتا إلى أن كل ما يحققه كل منهما من تقدم وازدهار يشكل رصيدا مشتركا لهما.
حضر وضع حجر الأساس للمشروع العماد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وليد المعلم ووزير الري الدكتور جورج صومي ورئيس اللجنة الفرعية المؤقتة لحزب البعث في محافظة إدلب ومحافظ إدلب وعدد من أعضاء مجلس الشعب ورئيس وأعضاء لجنة الصداقة البرلمانية السورية التركية ومن الجانب التركي وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ووزير البيئة والغابات فيسيل اراوغلو وتانر يلدز وزير الطاقة والمصادر الطبيعية وسعدالله ايرغن وزير العدل ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية التركية السورية وعدد من أعضاء مجلس الأمة التركي وسفيرا البلدين في أنقرة ودمشق.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)