««صديقة الدرب»»
السلام عليكم يا غوالي مرة اخرى
كما اسلفت في نهاية الموضوع السابق ( المدن المنسية -1-) انني سوف اتابع عن بعض المدن والتي لم استعرضها في موضوعي السابق
ومعكم نتابع
المدن المنسية (2)
سـرجيلا:
من القرى الأثرية التي تقع على هضبة كلسية، وتعطي صورة واضحة عن وضع الأرياف بين الفترتين الرومانية والبيزنطية، فيها أبنية كثيرة وكنائس وحمامات بنيت عام 473 ميلادي، بالإضافة إلى الحمام والفندق والجامع، جميعها على نمط واحد.
القبور الهرمية:
تعود القبور الهرمية إلى العهد الآرامي والعموري، وتكثر في سيرجيلا والبارة بشكل خاص، أمَّا القبر الهرمي فهو عبارة عن برج أسطواني يرتفع فوق قاعدة ذات شكل تكعيبي ليصل ارتفاعه إلى 15-30 متراً، بينما يكون المنظر العلوي للبناء بشكل هرمي، ويتكون أسفل البناء من حجرتين الأولى تكون على شكل حجرة ذات أخاديد تصل فيها النواويس، والثانية صمِّمت لتكون قبراً لمؤسس الضريح، ويبدو أن النواويس لم تكن تستعمل لشخص واحد بل مداورة لكلّ أفراد العائلة الواحدة.
كما يوجد فيها معاصر للزيتون والعنب أجرانها منحوتة في الصخر، وبعض تلك المعاصر مبنية داخل صرح البيت الواحد، وهناك معصرة واحدة كبيرة مبنية في وسط القرية وكأن كلّ أفراد القرية كانوا يستعملونها.
وفي سرجيلا أيضاً خزانات ضخمة للمياه محفورة في الصخر ومطلية جدرانها بطبقة عازلة، أكبرها يزيد عمقه على خمسة أمتار ولا يزال أهالي المنطقة يستعملونه، وكما المعاصر يوجد خزان كبير لكلّ بيت، وخزان واحد ضخم في ساحة القرية كانت مياهه تستعمل أيضاً في الحمام العام المبني على طراز الحمام الروماني (المعروف حالياً بالحمام التركي)، أي ثلاث غرف تتسع كل واحدة منها لأكثر من عشرة أشخاص تتوسطها بركة مياه، أولى الغرف باردة، أما الثانية فمياهها معتدلة الحرارة والثالثة حارة جداً.
وتقف قرب الحمّام أطلال فندق سرجيلا القديم، وهو مبنى يرتفع إلى ثلاث طبقات مقسم إلى عدّة غرف صغيرة بعضها متصل ببعضه… وقد حافظ الفندق على هيبته إذ لم يخسر إلا أدراجه الخشبية، والفندق والحمام يقعان على مقربة من الكنيسة المزينة أرضيتها بالفسيفساء.
يتكلم شعب سرجيلا السريانية، وكانت قد تعرضت للحروب والزلازل والكوارث الطبيعية، وحررت على يد نور الدين الزنكي عام 114.
البارة:
تبلغ مساحة البارة /6/كم2، تغطيها بقايا عدد لا يحصى من الأبنية الأثرية القديمة المتناثرة هنا وهناك، وتبعد عن سيرجيلا قرابة3 كم.
تزخر بآثارها التي تعود إلى عصور مختلفة، فيها بيوت حجرية وأديرة مثل دير سوباط، ومعاصر زيوت وثلاث كنائس وأضرحة ضخمة، ويقع إلى القرب منها حصن عربي هو قلعة أبي سفيان.
كانت مدينة مهمة في القرن الثاني قبل الميلاد، وقد وجد اسمها منقوشاً على حجر عثر عليه في بناء يسمى “الدير” حيث عرفت المدينة باسم “كفر أدبرتا”، أما في العصر الروماني فقد أطلق عليها اسم “كاروبيرا” كما درج مؤرخو الفرنجة على تسميتها بـ”بارا ” ثم عرفت باسم “كفر البارة” ثم “الكفر” ثم عرفها مؤرخو العرب باسم “البارة”، وتدل الدراسات الأثرية أن أقدم بناء فيها يعود إلى العهد “الروماني” من القرن الثاني بعد الميلاد، وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين كانت “البارة” ضمن قسمها الشرقي الذي عرف فيما بعد باسم “الدولة البيزنطية”.
من الآثار الباقية فيها البيوت السكنية التي مازالت تحتفظ في أغلب الأحيان على طابقين، مما يدل على حالة الرخاء التي كان يعيشها سكان المدينة، تزين واجهاتها النوافذ والمحاريب والتيجان والأعمدة والنقوش والزخارف المنفذة بدقة وإتقان، والسقوف الواقية البارزة في واجهة البيت والمؤلفة من بلاط حجري ضخم ناتئ إلى الأمام يعد بمثابة شرفة للمنزل. معظم البيوت لها أروقة ودهاليز كبيرة إضافة إلى أقبية مقسمة إلى ردهات صغيرة، تستعمل لتخزين المؤن، كما يوجد في بعض الأقبية معاصر للزيت أو النبيذ مازالت مكانها، تحمل إحدى هذه المعاصر فوق الفتحة التي ينزل منها النبيذ إلى طابق تحت الأرض كتابات باللاتينية تستشهد “بباخوس” “آلهة الخمر”.
ويوجد في مدينة “البارة” بيت يعتبر من أفضل البيوت، لا يزال بحالة جيدة ، ويعرف “بدير سوباط” يسميه بعض الباحثين بـ”مقر سوباط”، يقع في بقعة بشكل شبه منحرف طول قاعدتها الجنوبية مئة متر تقريباً وارتفاعها أقل من ذلك.
ويوجد في شمالها حديقة فيها أجران حجرية تشبه البرميل، وفي زاويتها الشرقية مدفن ومربع مرتفع أقيم فوق اثني عشر عموداً يعلوه سقف مثلث المقطع بطراز يوناني يحيطه إفريز مزخرف بضفيرة وبأوراق الدلب.
ويوجد فيها خمس كنائس هي: الكنيسة الكبيرة التي تقع إلى الشرق من المدينة، والكنيسة الثانية تقع إلى جانب الأولى ولكنها أصغر منها حجماً، وشمال الكنيسة الأولى يمكن مشاهدة كنيسة مسورة أكبر من الأولى يبلغ طولها /30/م وعرضها /16/م تسمى محليا بـ”الحصن”، الكنائس الثلاثة موزعة بشكل إيواني “بازيليكي” وهي بمثابة أجنحة ويوجد على بعض السواكف نحت باسم السيد المسيح، كما توجد كنيستين في المنطقة المجاورة للكنيسة الكبرى.
كما تتميز البارة بالمدافن التي تعتبر من أهم الآثار الملفتة للنظر فيها نظراً لكبر حجمها وهندستها المتميزة، حيث تتألف من قاعدة مربعة الشكل مبنية من الأحجار الكلسية المنحوتة يبلغ طول بعضها المتر وعرضه نصف المتر وبسماكة مشابهة للقياسات السابقة، وفي جزئها العلوي بني الهرم.
تحكمت البارة قديماً بالطريق التجاري الواصل بين أفاميا وانطاكيا، وحوت أيضاً آثاراً إسلامية مثل القلعة والمسجد.
شنشراح:
مدينة أثرية بائدة تقع على بعد 13 كم غرب معرة النعمان في محافظة إدلب.
ترقى آثارها للقرن الأول الميلادي، فيها 6 كنائس، منها كنيسة كبيرة أقيمت في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني قديم، وفيها صور نصف بشرية وحيوانية وكتابات يونانية، وفي سوط المدينة أسواق تجارية، ودير كبير ومساكن للرهبان، ودارات ومبان فخمة ومنتزهات، ومسجد صغير من العصور الوسطى ومدافن وتوابيت بسقوف سنامية، وبرج دفاعي حصين.
فيها أيضاً مدافن مسيحية ومعصرة زيت تعود للقرن الرابع الميلادي وتقع على مقربة منها آثار ربيعة.
المدافن كثيرة وغريبة الشكل، حيث توجد مقبرة ذات درج عريض، ولبابها مصراعان حجريان منقوشان، وفي الداخل كهف منقور في الصخر الصلد، ومدفن آخر لديوجينيس مؤرخ عام 378 ذو بناء جميل فوق الأرض، والجدير بالذكر أن هناك اثنان يحملان اسم ديوجين، أولهما ديوجينس الكلبيّ: فيلسوف قضى حياته في برميل وتوفي عام 327ق.م، والثاني ديوجينس لايرتيوس: فيلسوف يوناني صقلّي وضع أول تاريخ للفلسفة اليونانية، وتوفي في القرن الثالث.
وهناك على بعد كيلومتر واحد جنوب شرق البلدة برج لناسك ضلعه (420 سم) وارتفاعه ( (7أمتار وبقربه مدفن وكنيستان تعودان إلى القرن السادس.
.................................................. .................................................
منقول
أرجو أن أكون قد قدمت الفائدة والمتعة لكم
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)