وصل اليوم إلى سوريا عدد من السوريين العائدين من مصر ، التي تشهد حاليا ثورة كبيرة ضد النظام الحاكم ، تخللتها أعمال تخريبية قام بها " بلطجية " وظفهم النظام لبث الرعب وزعزعة الأمن والاستقرار .

و وصل عصر اليوم الثلاثاء إلى مطار دمشق الدولي قافلة من السوريين التقى عكس السير مع عدد منهم ، حيث رووا ما شاهدوه .

طالب : عشنا لحظات خوف و رعب

و وصف أحد أبناء الجالية السورية و هو طالب طب في جامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا لحظات الرعب و الخوف التي اجتاحت قلوب الطلبة في مدينة اكتوبر التي يطقن بها بجانب العشرات من الطلبة السوريين .

و قال " كانت لحظات صعبة ، اضطررنا إلى حراسة أنفسنا بانفسنا ، إذ اجتمع عشرات الطلبة السوريين بالاضافة إلى سكان الحي من المصريين في الشوارع لمنع دخول اللصوص و المجرمين الهاربين من السجون القريبة من المدنية من الدخول إلى الأحياء ".

و أضاف " حاول لصوص مسلحون اكثر من مرة اقتحام الاحياء إلا أنهم كانوا يفشلون بسبب الاعداد الكبيرة من الشبان الذين كانوا يتناوبون على الحراسة ليلا و نهارا ".

طلاب : وعود السفارة لم تترجم على أرض الواقع



و بين عدد من الطلبة أن السفارة السورية في القاهرة لم تفعل شيئا إزاء ما يحدث و اكتفت بالوعود .

و قال أحدهم إنه اجرى عشرات الاتصالات بالسفارة السورية في القاهرة ، إلا أنه لم يتلق رداً واضحاً من القائمين على السفارة و فرع اتحاد طلبة سورية .

و أوضح " كنا نسمع كلاما جيدا بانهم يعملون على تأمين الامن لنا ، إلا أن الكلام لم يترجم على أرض الواقع " و حتى أنهم لم يجيبوا على اتصالاتنا لم في كثير من الأحيان ".

و كانت السفارة السورية خصصت قبل نحو يومين رقما للطوارئ للتواصل معها .

لا حجوزات .. و ثلاث طائرات لنقل الآلاف

و قال أحد الطلبة " بسبب فشل السفارة و اتحاد الطلبة بتامين حجوزات لنا ، اتصلنا بأهالينا في سورية و طلبنا منهم ان يقوموا بحجز تذاكر سفر لنا ".

و أضاف " المشكلة هنا أن الحجوزات غير معترف بها بسبب توقف خدمات الانترنت في مصر ".

و يروي أحد الطلاب " بقينا أكثر من 24 ساعة في المطار مع استحالة الرجوع إلى مساكننا بسبب الظروف الأمنية ننتظر الفرج القادم من دمشق " .

و بعد ان اجرينا عشرات الاتصالات بالسفارة و فرع اتحاد الطلبة السوريين في مصر ، قدمت ثلاثة طائرات من دمشق و نقلت معظم السوريين المتواجدين في المطار ".

السفارة السورية : هناك ضغط كبير .. و السوريون بخير

و طمأن المكلف بالشؤون الثقافية في السفارة السورية لدى مصر عبد الكريم خزنده في اتصال هاتفي لـ عكس السير أن السوريين جميعهم بخير و لم يتم التبليغ عن اية حالة طوارئ خلال الايام الماضية .

و قال خونده " السوريين بخير ، و نحن نعمل طوال الـ 24 ساعة على استقبال الهواتف و الطوارئ من السوريين ".

وأوضح أن السفارة تحاول الوصول إلى جميع السوريين إلى أن العدد الكبير لأبناء الجالية السورية و المقدرة بحوالي 60 ألف ، يجعل التواصل مع الجميع صعبا في ظل غياب الامن في مصر ، و الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد .

و عن امكانية نقل الطلاب عبر باصات تخصصها السفارة أسوة ببقية السفارات العربية ، أوضح المكلف بالشؤون الثقافية أن السفارة لديها القدرة على تامين الباصات و لكن ليس لديها القدرة على تأمين الحماية لهذه الباصات التي ستتولى نقل السوريين إلى مطار القاهرة الدولي " مشيرا إلى أن السفارة طلبت من السوريين استخدام وسائل نقل عامة في الانتقال ،و أن يكون الانتقال على شكل مجموعات لدرء الخطر ".

أما فيما يخص قلة عدد الطائرات القادمة من دمشق ، أوضح " خونده " أن الشركة العربية السورية للطيران تقوم في الأيام العادية بأربعة رحلات أسبوعيا إلى القاهرة " و مع هذه الازمة طلبنا زيادة عدد الرحلات ، و تم ذلك بالتنسيق مع وزارة النقل ، حيث كانت طائرة على الأقل تقوم برحلة إلى القاهرة لنقل أبناء الجالية السورية خلال الأيام الماضية ، و مع زيادة الطلب على السفر ، ارسلت الشركة اليوم ( الثلاثاء ) ثلاث طائرات ، و تم نقل اعداد كبيرة من أبناء الجالية إلى دمشق ".

و قدر" خونده " عدد السوريين الذي عادوا إلى سوريا منذ بداية الثورة إلى اليوم بحوالي ألف شخص .

و عن اوضاع الطلبة الموفدين إلى الجامعات المصرية ، بين " عبد الكريم خونده " أن الموفدين يعانون الآن من نقص في السيولة المادية ، و سيتم تزويدهم بالسيولة المطلوبة عند افتتاح المصارف و البنوك في مصر ".
الجدير بالذكر أن عدد السوريين المقيمين في مصر و المسجلين لدى الدوائر الرسمية يقدر بحوالي 13 الف ، أكثر من 4 ألاف منهم طلبة

aks-alsir