حياته
الفارابي هو ابن نصر محمد بن محمد بن اوزلغ بن طرخان.
ولد حولي سنة 870 م و 257 هــ. في مدينة فاراب التركية، وقيل فارياب الفارسية، وهكذا لم ينفق المؤرخون في نسبته إلى الفرس أو الأتراك أو العرب وإن كانوا يميلون إلى أنه فارسي النسب.
ويذكرون أن أباه كان فارسيا، تزوج من امرأة تركية أنجبت له الفارابي الملقب بأبي نصر، وقد قيل أن الفارابي الذي نشأ في أسرة شريفة ميسورة انصرف عن بهرج الحياة إلى الفلسفة، وعاش زاهدا يكتفي بأربعة دراهم يجريها عليه سيف الدولة الذي كان يجيز بآلاف الدراهم. ولو أن الفارابي أراد المال أو الجاه لنال منه الكثير لكنه كان زاهدا في الدنيا منصرفاً إلى العلم والمعرفة.
يعتبر الفارابي من أغزر فلاسفة الإسلام أنتاجاً وأكثرهم تنوعاً، فكتب في الفلسفة والرياضيات والتنجيم والكيمياء والعرافة والموسيقى وغيرها من العلوم والفنون، إضافة إلى شروحه المتعددة على مصنفات المعلم الأول أرسطو وغيره من فلاسفة اليونان، فشرح جميع الكتب التي يتألف منها المنطق بأوسع معانيه.
وقد اشتهر باسم المعلم الثاني بشرحة لأرسطو مما جعل المستشرق materweg يقول ان تسمية الفارابي بالمعلم الثاني بعد المعلم الأول ارسطو يجعلهم الأثنان في نفس المستوي و الدرجة
المنهج العلمي عند الفارابي :
الفارابي صاحب منهج، بل هو من أهم فلاسفة الإسلام المنهجيين إذا لم يكن أهمهم على الإطلاق, ونستطيع أن نتبين هذا من نقطتين اثنتين: النقطة الأولى تصنيفه للعلوم من خلال كتابه( إحصاء العلوم) وعلاقة هذا التصنيف بفلسفته العامة.
والنقطة الثانية – وهي الأهم في إيضاح منهجه – التسلسل المنطقي والربط المحكم بين مختلف أجزاء فلسفته كما يتمثل في كتبه المختلفة المذاهب ، وخاصة في كتابه آراء المدينة الفاضلة.
الترابط بين أجزاء فلسفة الفارابي:إن أول ما يلاحظه المطلع على فلسفة الفارابي هو هذا التسلسل المنطقي والترابط المحكم والصارم بين مختلف أجزاء فلسفته، نعني بذلك حرص الفارابي على عدم إهمال أي نقطة من نقاط الموضوع الذي يبحث فيه، مع ذلك جهده في جعل أي جزء من أجزاء فلسفته متصلاً اتصالاً وثيقاً بالأجزاء الأخرى، ويظهر هذا واضحاً في الترابط بين نواحي فلسفته النظرية والعملية، أي الماورائية والاجتماعية والسياسية بشكل خاص.
التوفيق بين أفلاطون وأرسطو: لقد ساء الفارابي أن يرى دارسي فلسفة كل من أفلاطون وتلميذه أرسطو ينتقدونهما، لما بينهما من وجوه الخلاف فقام بمحاولة التوفيق بين هذين الفيلسوفين العظيمين لحسبانه أن الخلاف ظاهري وحسب، أما جوهر فلسفتيهما فواحدة وأصولها تتشابه. وكذلك له هدف بعيد من محاولة التوفيق هذه ألا وهو رغبته في مواجهة الدين بفلسفة موحدة لتسهل عليه محاولة التوفيق بين الوحي والعقل بعد ذلك.
لقد حاول الفارابي أن يوفق ويجمع بين الأمور التالية لدى الفيلسوفين اليونانيين:
1. طريقة معيشتهما، بالنظر إلى زهد أفلاطون ولذة أرسطو.
2. أسلوباهما في التأليف والتصنيف.
3. رأياهما في الأخلاق.
4. رأياهما في المثل, واختلافهما الصريح حول تلك النظرية.
5. رأياهما في قدم العالم.
6. نظرية المعرفة.
منابع فلسفة الفارابي :
1-الأسلام
2-الفلسفة اليونانية وقد جعل الفارابي الأسلام اولا لأنة وبكل بساطة مسلم مثقف ورغم انة مؤسس الفلسفة بمعناها اليوناني في الثقافة الأسلامية الا ان الفاربي نشأ في بيئة اسلامية و اطلع علي العلوم و المباديء الدينية قبل ان يتفلسف.
يتمثل اسلوب الفارابي في التفكير :
1- العقلانية الشديدة
2-التناسق المنهجي
3-توجهاتة المنهجية تجد الطريق الي التطبيق العملي في مجالات اخري كثيرة كالرياضيات و الفيزياء وهو صاحب فضل ايضا في تلك الموضوعات.
4-مهدت فكرة العقل، كأساس لنظيرة المعرفة لدى الفارابي بطرح القضايا المعرفية في الفلسفة الشرقية، فإذا كان الكندي قد اعترف بأولوية الإلهام الرباني، فإن أولوية المعرفة العقلية، عند الفارابي، أمر لا شك فيه، زد على ذلك أنه يضع المعرفة الحسية مقدمة لها، أدنى منها درجة ولكنها ضرورية لها. من هنا يتضح الدور التقدمي الذي لعبه الفارابي في تطور نظرية المعرفة في الشرق العربي. و لعل اشد اراء الفارابي جدلا هي فكرتة حول ازلية الكون او قدم العالم,,!!
متـــــــــى
الزفاف ياعروس الربيع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)