تضاربت المواقف الدولية بشأن الأوضاع في ليبيا وفرض منطقة حظر جوي في وقت استمرت فيه المواجهات بين المحتجين والقوات الليبية بينما دعا الاتحاد البرلماني العربي الدول العربية للحؤول دون أي تدخل خارجي في ليبيا في حين تواصل الجدل والانقسام الدولي حيال إقامة منطقة للحظر الجوى فوق ليبيا.
فقد دعا الاتحاد البرلماني العربي الدول العربية في بيان له إلى العمل على مساعدة الشعب الليبي من أجل ضمان تحقيق خياراته الديمقراطية والحفاظ على الوحدة الجغرافية والسكانية لبلاده والحؤول دون أي تدخل عسكري أجنبي فيها.
وعلى صعيد المواقف الدولية نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله أثناء لقائه رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوك راسموسن يجب دراسة جميع الخيارات لممارسة ضغط أكبر على ليبيا موضحا أن ذلك يتطلب تنسيقا وثيقا مع أعضاء حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة لدراسة كل خيار متاح.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بحثت أول أمس في باريس مع عضو في المجلس الوطني الانتقالي الليبي احتمال تقديم مساعدة سياسية واقتصادية للمحتجين الليبيين مشيرين إلى أن كلينتون رفضت خلال اللقاء تقديم أي وعد بتقديم مساعدة عسكرية.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني دعا إلى زيادة الضغط على القذافي من خلال الإجراءات الاقتصادية إلا أن البيان لم يتضمن إشارة واضحة إلى دعوة من الجامعة العربية لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا.
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه في حديث لإذاعة أوروبا 1 الفرنسية أمس إن بلاده لم تقنع بعد شركاءها في مجموعة الثماني بدعم مساعيها لاستصدار قرار بمجلس الأمن الدولي يفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا.
وفي موقف فرنسي جديد طالب جوبيه في بيان أمام لجنة الشؤون الخارجية فى الجمعية الوطنية الفرنسية نقلته وكالة الصحافة الفرنسية بتوجيه ضربات محددة على عدد من المواقع العسكرية معتبرا أن فكرة اقامة منطقة حظر جوي في ليبيا قد تم تجاوزها ولم تعد ذات جدوى.
أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فقال في تصريحات نقلتها رويترز إن مجموعة الثماني اتفقت على الحاجة لاتخاذ مزيد من الإجراءات للتعامل مع الأزمة الليبية بشكل عاجل وذلك بعد مناقشة الأمر في مجلس الأمن.
من جهته دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جامعة الدول العربية إلى تقديم خطة تفصيلية عن الحظر الجوي الذي اقترحت فرضه على ليبيا وذلك حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت وكالة شينخوا عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يوى دعوتها إلى العمل على إيجاد حل سلمي من جانب كل الأطراف في ليبيا.
وفي طهران جدد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد رفضه للتدخل الأمريكي والأوروبي في شؤون المنطقة وقال في حديث للتلفزيون الاسباني إذا لم تتدخل هذه الدول يمكن للشعب الليبي أن يقرر مصيره.
وذكرت وكالة رويترز أن مسودة قرار لمجلس الامن بشأن فرض حظر للطيران فوق ليبيا وزعت ويسمح القرار بجميع الاجراءات اللازمة لفرض حظر لجميع الرحلات الجوية لحماية المدنيين.
وبعد تلقي نسخة من المسودة انفض اجتماع المجلس من دون اتخاذ إجراء فيما أعرب بعض أعضاء المجلس عن شكوكهم بشأن نجاعة فرض حظر للطيران.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لم ترد إلى مجلس الأمن الدولي أي اقتراحات حول تدابير تقوم بها الاسرة الدولية ضد ليبيا.
كما أعلنت جنوب افريقيا أن الرئيس جاكوب زوما سيتوجه مع اربعة قادة اخرين الى ليبيا الاسبوع المقبل فى اطار مهمة للاتحاد الافريقى للسعى الى حل الازمة.
ونقلت ا ف ب عن نائب وزير الخارجية الجنوب افريقي ماريوس فرانسمان قوله للصحفيين إن الرئيس زوما ورؤساء موريتانيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية ومالي واوغندا سيذهبون الاحد القادم ببعثة وساطة للاتحاد الافريقى للسعى الى ايجاد حل للازمة.
وبصدد مناقشات مجلس الأمن الدولي لفرض منطقة حظر جوى على ليبيا في نيويورك قال مندوب المانيا الدائم فى الامم المتحدة في بيان نقلته رويترز ان هناك بعض الاسئلة الاساسية بخصوص منطقة الحظر الجوي في مشروع قرار مجلس الامن بشأن ليبيا ما زالت بلا اجابة.
من جانب آخر اعتبر العقيد معمر القذافي في حديث لصحيفة ايل جورنالي الايطالية إن المحتجين سيهزمون وان الشعب الليبي يقف إلى جانبه مضيفا أن قضية المحتجين باتت خاسرة.
ونقلت رويترز عن العقيد القذافي قوله لتلفزيون "ار.تي.ال" الألماني إنه لا يثق فى شركات النفط الغربية لأنها تآمرت عليه وإن التعاقدات النفطية الليبية ستذهب إلى شركات روسية وصينية وهندية مستثنيا المانيا من الابعاد عن الصفقات النفطية مع ليبيا معتبرا أن برلين هي القوة الغربية الوحيدة التي لديها فرصة للاستثمار في قطاع النفط الليبي في المستقبل.
واعتبر القذافي أن الامور ستعود إلى طبيعتها في ليبيا قريبا مهددا بسحق الاحتجاج الذي تتعرض له البلاد.
وفي كلمة بثها تلفزيون الليبية أكد القذافي أنه مصمم على سحق من سماهم الأعداء والحفاظ على وحدة ليبيا.
وقال القذافي: نحن مصممون على أن نسحق الأعداء، إذا كانت هذه مؤامرة خارجية سنسحقها وإن كانت داخلية سنسحقها وإذا كانت زندقة أو دروشة سنسحقها وسنهزمها ونحن قابلون التحدي وسنحرر ليبيا شبراً شبراً.
وأضاف القذافي نحن مصممون على هزيمة هذه المؤامرة الاستعمارية وقال: إن الاستعمار سيهزم وسينتصر الشعب الليبي وستنتصر الحرية.
وأشار القذافي إلى أن الأعداء يريدون احتلال ليبيا والسيطرة على النفط والثروات فيها وقال اننا لن نسمح بالعبث في موانىء النفط وحقوله وأنابيبه من قبل أي جهة ولابد أن يكون تحت سيطرة الشعب الليبى لأنه ملك له وإن الشعب مستعد بالكامل للقتال من أجل النفط ولن نسلمه للدول الاستعمارية التي تستهتر بمقدرات الشعوب.
من جهة ثانية دعت القناة الفضائية الليبية وسائل الاعلام العالمية إلى احترام الاجراءات القانونية المعمول بها في الاوضاع الاستثنائية الحالية وقالت إن ليبيا لا تتحمل المسؤولية عما يمكن ان يحدث للاعلاميين الذين يخالفون هذه القواعد كما وجهت القوات الليبية نداء الى الاجانب المقيمين في شرق ليبيا والراغبين بمغادرة ليبيا بالتوجه الى منفذ مساعد القريب من الحدود المصرية.
وفي إطار التطورات الميدانية أعلن الجيش الليبي في بيان بثه التلفزيون الليبي الرسمي إن القوات الليبية استعادت سيطرتها على مدينة أجدابيا وانه تم تطهيرها من المحتجين فيما أكد المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالى الذى شكله المحتجون إن مدينة أجدابيا ما زالت تحت سيطرة المحتجين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث قوله في مؤتمر صحفي في بنغازي التي تقع شمال أجدابيا أن المدينة تعرضت للقصف من مسافة بعيدة وحاولت وحدات الجيش دخول المدينة ولكن تم التصدي لها.
كما أعلن الجيش الليبي في بيان بثه التلفزيون أنه سيتوجه إلى مدينة بنغازي لتأمين حماية سكانها وإعادة الهدوء والحياة الطبيعية إلى المدينة.
بدورها ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مدينة بنغازي تعرضت لقصف مدفعي عنيف وسمع دوى مضادات جوية فى حين قصفت طائرات الجيش الليبى بالصواريخ نقطة تفتيش تابعة للمحتجين عند المدخل الغربي لأجدابيا ثم أطلقت وابلا من قذائف المدفعية على المدينة ومستودع أسلحة قريب وقالت إن هذه الطريقة ذاتها اتبعتها القوات في هجوم مضاد نجحت من خلاله في اجبار المحتجين على الانسحاب شرقا لمسافة 160 كيلومترا خلال أسبوع.
وكانت قوات الكتائب الامنية الليبية والمحتجون تبادلوا السيطرة عدة مرات خلال ثلاثة ايام من الاشتباكات العنيفة على بلدة البريقة الصغيرة الواقعة جنوب غربى أجدابيا لكنها وقعت في نهاية المطاف في أيدي قوات الجيش الليبي.
بدورها نقلت رويترز عن موقع إخباري تابع للمحتجين قوله إن طائرة ميغ 23 ومروحية تابعة للمحتجين أغرقتا سفينتين قبالة الساحل الشرقى لبلدة أجدابيا.
وقالت وسائل إعلام إن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا عين علي الترهوني مستشارا نفطيا لديه وقال الترهوني في حديث تلفزيوني إن المجلس يحترم كل الاتفاقيات الدولية التي عقدت مع الشركات النفطية وإنه قام بتشكيل لجنة لإعداد خطة نفطية في المناطق التابعة للمجلس.
وأشار الترهوني إلى أن المجلس يعمل على تأمين الآليات المالية وتوفير السيولة للتعامل مع الشركات النفطية وإبرام اتفاقات جديدة تذهب عائداتها لدعم المحتجين.
من جهته قال محمد ابوستة رئيس اتحاد العمال النفطيين الليبي لرويترز إن جميع موانئ النفط الليبية عدا طبرق عادت تحت سيطرة القوات الليبية مرة أخرى.
إلى ذلك قال شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن انتاج النفط الليبي سيستغرق فترة من الوقت كى يعود إلى مستواه الطبيعي.
وقال غانم لرويترز إن المنشآت النفطية في راس لانوف والبريقة والسدرة ومليته باتت تحت السيطرة التامة للحكومة وإن عمال النفط يقيمون حالة المنشات مشيرا إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط أخمدت حريقا فى صهريج لتخزين النفط فى ميناء راس لانوف الذي أصيب بأضرار جراء الاشتباكات وقال انه طلب المساعدة من رئيس شركة النفط الايطالية اينى أكبر شركة نفط اجنبية عاملة في ليبيا إلا أن الشركة لم ترد على طلبه.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير لها نقلته وكالة الصحافة الفرنسية إن إنتاج النفط الليبي الذي يبلغ في الأوقات العادية 6ر1 مليون برميل يوميا شبه متوقف في الأيام الأخيرة بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)