أشعر بالملل الشديد
انا أعلم أنه يمكنك ان تكون تشعر بالملل لدرجه انك لا تستطيع قراءه هذه المقاله و لكن أضغط على نفسك لدقائق فقط لدقائق معدوده و ستكتشف بعض الحقائق التى قد تجعلك تتغلب على الملل. الملل مثل أى شعور أخر هو رساله من عقلك الباطن لتحفيزك للقيام بعمل ما. بعض الناس يترجم تلك الرساله ترجمه خاطئه و يفهم منها أن عليه القيام بشىء جديد أو بعمل تغيير فى حياته و لكن بعد أن يفعل هذا يجد نفسه يشعر بالملل من جديد.
ما هو الملل
منذ سنوات عديده كنت أستمع الى محاضره المحاسبه و كنت أعتقد أنها من أكثر المواد الممله فى دراستها و لكن بعد أن فقدت مبلغ كبير من المال فى البورصه بدأت استمتع بسماعى لاى حديث متعلق بالمحاسبه.شىء غريب, نفس الشخص و نفس الموضوع و لكن فى مره وجدته مملا و فى مره أخره وجدته ممتعا!!
و السؤال الان , هل المحاسبه ممله أم أنها ممتعه؟ ليس هذا و لا ذاك و لكن حينما وجد عقلى الباطن أن المحاسبه لا يمكن أن تفيدنى جعلنى أشعر بالملل حتى يحفزنى لترك المحاضره. بعد عده سنوات بعد ان أصبحت أعتمد على المحاسبه فى كسب المال و جد عقلى الباطن أنها أصبحت مهمه و لذلك أصبح لا يرسل ألى شعور الملل حتى أستمع للنهايه.
تعريف الملل
الملل ما هو ألا شعور يرسله عقلك الباطن لجعلك تنفر من شىء لا يعتقد عقلك الباطن أنه يمثل أهميه بالنسبه لك, اما الاهتمام بشىء ما هو ألا شعور يستخدمه عقلك الباطن لجعلك تقترب من شىء يعتقد عقلك الباطن أنه مهم بالنسبه لك.
كيف أتغلب على الملل
احداث تغيير فى حياتك أو فعل شىء جديد لا يمكن أن يقضى على الملل نهائيا. نعم ربما ينفع هذا لفتره محدوده و لكن لن يمر قليل من الوقت حتى تجد أن الملل قد داهمك مره أخرى.
هل تعلم لماذا تشعر بالملل؟ لانه لا يوجد حولك الان شىء يجد عقلك الباطن أنه مهم بالنسبه لك و ذلك يحدث لانه بالتأكيد ليس لديك أهداف كبيره تسعى اليها. كلما كان عندك أهداف أكثر كلما ستحتاج الى أشياء أكثر لتصل اليها و بالتالى ستصبح مهتما بكثير من الاشياء التى حولك التى من الممكن ان تكون كانت لا تهمك من قبل.
السفر الى بلده جديده أو تجربه شىء مثير قد يكون شىء مثير بالنسبه لك و لكن ليس هذا ما يريده عقلك الباطن منك عندما يرسل لك تلك الرساله و أنما يريدك أن تعالج الموقف لا أن تجد حلا مؤقتا. من ناحيه أخرى فأنك كلما أكتسب مهاره جديده كلما و جد من حولك أن و جودك مهما لهم حتى يصلوا الى أهدافهم و كلما شعر الناس بأهميه وجودك معهم. أى أن من حولك قد لا يشعرون بالملل لوجودهم معك أذا شعر عقلهم الباطن أنك تمثل أهميه بالنسبه لهم.
من أين يأتي الملل
يشكو الكثير من الناس من الملل سواء في أمور الحياة الخاصة أو العملية ،
وأصبح الملل يسمى ( مرض المدنية الحديثة ) هذا ما تقوله الأبحاث والدراسات .
فحين قامت الآلة المصنوعة باختصار الجهد الإنساني البدني والذهني ، وتنوعت وسائل الإعلام المتطورة التي لا تحتاج إلى أكثر من عيون مفتوحة وضغط على أزرار التحكم عن بعد .. عندها تخدر الإبداع وتعطلت الطاقات ، وسيطرت الرتابة على إنسان هذا الزمن الذي أصبح فريسة للضيق والملل ! فتولدت لديه الأمراض النفسية المتنوعة ، فكيف نكبح جماح هذا المرض أو نقلل من ضحاياه ؟!
إن الحل الأمثل الذي يقفز إلى الأذهان هو إيجاد العمل الذي يعبر فيه المرء عن ذاته وهمومه لا أن يكون مصدراً لكسب الرزق فقط .
إن محاولة الابتكار والتجديد في أدورانا الوظيفية والأسرية تكسر الملل والرتابة ، وإن قسطاً من الاسترخاء والراحة بعد فترة عمل مبتكرة تزيدك شغفاً بالعمل مرة أخرى وتملؤك حيوية
ونشاطاً ليس لها مثيل ..
كان أحد الموظفين يعمل بإدخال بيانات المراجعين في حاسوبه بملل شديد ورتابة قاتلة إلى حد وصل معه إلى التفكير بترك هذا العمل بالكلية .. فما كان منه إلا أن فكر في طريقة للتخلص من هذا الملل ، فقام بدعوى عدد من الزملاء ليشرح لهم كيفية القيام بهذا العمل تمهيداً لقيامهم بدوره حينما يخرج لإجازته السنوية بدل الاعتماد على واحد منهم فقط .
كما قرر أن يستبدل بالنموذج القديم لبياناته نموذجاً جديداً في شكله وخطه وترتيبه .
وبعد مدة كان الموظف قد انتعش وزادت أهمية عمله في نظره وزاد التصاقه به .
إن هذا الأمر يدعونا إلى التجديد في أعمالنا المتكررة كالتدريس وليس الإدارة ، والعمل المنزلي بل حتى الواجبات الاجتماعية والزوجية لئلا نقع فريسة لهذا الملل الذي يعيق الإبداع ويقلل الحيوية .
وجميل أن ننقل هذا إلى صغارنا فنعلمهم التجديد والتنوع والابتكار في أداء أمورهم كلها ؛ ليكون ذلك سجية لهم عند الكبر ، عندها فقط سنوجد جيلاً شغوفاً بالعمل مستمتعاً به ، ولن تجد هذه الآفة إليه سبيلاً
بيلقم ســائـــد
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)