الديموقراطية - بقلم هاني نقشبندي


كلنا يتحدث عن الديموقراطية
يتغنى بها.. ويحكي قصصا من الف ليلة وليلة
نقول انها في الاصل..
...في دم الانسان تسكن
وأنها جزء من لحمه وعظمه
وأنها القانون والحرية

أتفق مع كل ما يقال عن هذه الحرية
وعن الديموقراطية

لكنني اسأل عن أي نوع يتكلمون؟
أديموقراطية سياسية..
ام اقتصادية..
ام اجتماعية؟

الانسان في الاصل كتلة مشاعر..
لا كتلة سياسية..
او كيس مال


والديموقراطية التي نحتاجها
هي التي تلبي مطالبنا
كبشر اولا
لا قاض
ومشرّع
وجلاد

فنحن عطشى لديموقراطية انسانية..
لا سياسية
نحن عطشى لحرية التعبير
عن مشاعرنا وعواطفنا
لا التعبير عن آرائنا السياسية
أو الحزبية

عطشى لحرية اختيار
من نريد ان نحب
ومن نرتبط به

عطشى لديموقراطية تعبر عن رأينا
في قوانين العشيرة
وبروتوكول العشق البارد
منذ الأزل

نحن عطشى لديموقراطية
تجعلنا بشرا
نحب
قبل ان نصبح بشرا
نحكم

كيف ستكون لنا حرية
ولم نتحرر بعد من عادات
تعيش على المسكّنات؟
كيف سنتعلم الديموقراطية
ونحن لا نصنع بأنفسنا قوانين الحب؟
كيف سنتعلم الديموقراطية
ونحن لا نعرف حقوقا فطرية
تساوي بين رجل وامرأة؟
كيف سنتعلم الديموقراطية
ونحن لا نميز بين من يملك قلبا..
ومن يملك حجرا؟

الديموقراطية
هي ان نعرف كيف نحب اولا
ولنتذوق الديموقراطية..
يجب ان نتذوق حرية اختيار من نحب
فالحرية ليست
في السياسة فقط
بل في المشاعر... في الانسان...
ثم السياسية... ثم أي شيء