يا حزيران .. مالذي فعل الشعر *** و ماذا أعطى لنا الشعراء ؟
الدواوين في يدينا طروح *** و التعابير كلها إنشاء
كل عام نأتي لسوق عكاظ *** و علينا العمائم الخضراء
و نهز الرؤوس مثل الدراويش *** و بالنار تكتوي سيناء
كل عام نأتي . . فهذا جرير *** يتغنى ، و هذه الخنساء
لم نزل . . لم نزل نمصمص قشرا *** و فلسطين خضبتها الدماء
سقطت في الوحول كل الفصاحات *** و مات الخليل و الفراء
يا حزيران .. أنت أكبر منا *** و أب أنت ما له أبناء
لو ملكنا بقية من إباء****لانتخينا...لكننا جبناء
نصف أشعارنا نقوش وماذا****ينفع النقش حين يهوي البناء
نرفض الشعر أن يكون حصاناً****يمتطيه الطغاة والأقوياء
ماهو الشعر إن غدا بهلواناً****يتسلى برقصه الخلفاء
ماهو الشعر حين يصبح فأراً****كسرة الخبز همه والغذاء
وإذا أصبح المفكر بوقاً****يستوي الفكر عندها والحذاء
عندما تبدأ البنادق بالعزف****تموت القصائد العصماء
وحدويّون..!والبلاد شظايا****كل جزء من لحمها أجزاء
ماركسيّون..!والجماهير تشقى****فلماذا لا يشبع الفقراء؟
قرشيّون..!لو رأتهم قريش****لاستجارت من رملها البيداء
لا يمين يجيرنا أو يسار****تحت حد السكين نحن سواء
لو قرأنا التاريخ ما ضاعت القدس****وضاعت من قبلها "الحمراء"..
يافلسطين لا تنادي عليهم****قد تساوى الأموات والأحياء
قتل النفط ما بهم من سجايا****ولقد يقتل الثريَّ الثراء
يافلسطين لا تنادي قريشاً****فقريش ماتت بها الخيلاء
لا تنادي الرجال من عبد شمس****لا تنادي لم يبق إلا النساء
ذروة الموت أن تموت المروءات****ويمشي إلى الوراء الوراء
أيها الراكعون في معبد الحرف****كفانا الدوار والإغماء
وقليل من الكلام نقي****وكثير من الكلام بغاء
كم أعاني مما كتبت عذابا****ويعاني في شرقنا الشرفاء
كل من قاتلوا بحرف شجاع****ثم ماتوا....فإنهم شهداء
أنا ما جئت كي أكون خطيباً****فبلادي أضاعها الخطباء
إنني رافض زماني وعصري****ومن الرفض تولد الأشياء
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)