ارتفع عدد الضحايا في المظاهرات التي اجتاحت عدة مدن سورية اليوم إلى 13 قتيلا وعدد غير محدد من الجرحى وفقا لوكالات أنباء وشهود عيان ومصادر رسمية، فيما قالت وكالة الأنباء السورية إن مجموعة مسلحة أطلقت النار في مدينة دوما وقتلت مواطنين ورجال أمن دون أن تحدد عدد القتلى.
وكانت الوكالة السورية الرسمية تصر طوال اليوم على وصف الوضع بسوريا بالهادئ وأن بعض المدن شهدت مظاهرات سلمية للمطالبة بإصلاحات سياسية والتضامن مع الشهداء، دون أن تقع أي اشتباكات وفقا للوكالة نفسها.
ولم تذكر الوكالة عدد القتلى أو الجرحى، لكنها أشارت إلى أن "مجموعة مسلحة" قتلت فتاة في منطقة البياضة بحمص بعد إطلاق النار على ما وصفته بـ"تجمع للمواطنين"، ودأبت السلطات السورية على اتهام مجموعات مسلحة بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.
قتلى بدمشق
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان ونشطاء حقوقيين تأكيدهم أن ستة مواطنين سقطوا برصاص الشرطة اليوم بمدينة دوما قرب العاصمة دمشق، بعد خروجهم من المسجد في أعقاب صلاة الجمعة ضمن ثلاثة آلاف آخرين مطالبين بتطبيق الإصلاحات السياسية.
وقال شهود آخرون للوكالة إن عدد القتلى يزيد عن عشرة، غير أن الوكالة قالت إنها حصلت على أسماء ستة فقط من هؤلاء وهم إبراهيم موبايد وأحمد رجب وفؤاد باله ومحمد علايا، بالإضافة إلى اثنين آخرين أحدهما من عائلة الخولي والآخر من عائلة عيسى.
وقالت الوكالة إن العشرات أصيبوا في المظاهرات التي شهدتها بلدة دوما، كما اعتقلت الشرطة عشرات آخرين، بينهم مصابون منعتهم من الوصول للمستشفى لتلقي العلاج.
وحسب الشهود فإن أهالي دوما اضطروا للبقاء في منازلهم بعد أن انتشر القناصة على الأسطح، مستهدفين أي شخص يسير بالشوراع.
قتيل من درعا بعد إصابته بالرصاص الحي (الجزيرة)أحداث درعا
وفي مدينة صنمين القريبة من درعا جنوبي سوريا قال نشطاء حقوقيون للجزيرة إن ثلاثة مواطنين قتلوا برصاص الأمن، أحدهم يدعى ياسر الشمري (20 عاما)، والذي جاء للمدينة ضمن متظاهرين آخرين قدموا من بلدتي انخل وجاسم القريبتين.
ومن بلدة جاسم أكد مدير المستشفى الوطني هناك عبد الحكيم السعدي أن المستشفى استقبل اليوم قتيلا وخمسة عشر جريحا، بينهم سبعة في حالة خطرة.
وأشار السعدي في اتصال هاتفي مع الجزيرة إلى أن القتيل هو طفل عمره خمس سنوات، موضحا أن القتيل وبقية الجرحى أصيبوا بالرصاص الحي بالمناطق العلوية من أجسادهم خاصة بمنطقتي الرأس والصدر، وأن بين هؤلاء طفلة في الخامسة من عمرها أصيبت برصاص بصدرها.
ونقل السعدي عن شهود عيان قولهم إن الأحداث بدأت بينما كان المتظاهرون يرفعون شعارات تطالب بالإصلاح السياسي، وينتقلون سلميا بين البلدات في محافظة درعا.
وحسب السعدي فإن قوات الأمن اعترضت المتظاهرين بينما كانوا يسعون للانتقال بين بلدة وأخرى بعد صلاة عصر اليوم، وأن رجال أمن بلباس مدني أحاطوا بالمتظاهرين وبدؤوا بإطلاق الرصاص الحي عليهم.
متظاهرون في مسجد الرفاعي بدمشق (الجزيرة)
وأكد السعدي نقلا عن شهود عيان أن أهالي درعا شاهدوا هؤلاء المدنيين وهم يغادرون معسكرات الشرطة.
وقد أطلق أهالي درعا على هذا اليوم "جمعة الشهداء"، تضامنا مع الشهداء الذين سقطوا منذ بدء المظاهرات في سوريا منتصف الشهر الماضي والذين بلغ عددهم نحو ثمانين.
مظاهرات دمشق
وفي العاصمة دمشق قال شاهد العيان وائل الأحمد للجزيرة إنه شاهد بأم عينيه قتيلين على الأقل سقطا برصاص مدنيين مسلحين عقب مهاجمتهم للمصلين الخارجين من مسجد الرفاعي.
وقال الشاهد إن المصلين رؤوا بأم أعينهم الشرطة وهم يوزعون السلاح على هؤلاء المدنيين.
وروى شاهد آخر يدعى خالد أبو سمرة تفاصل ما جرى في مسجد الرفاعي قائلا إن قوات الأمن أحاطت بالمسجد أثناء تأدية المصلين صلاة الجمعة.
وأكد الشاهد أن المتظاهرين كانوا يرددون شعارات سلمية داخل المسجد، وأنهم عندما هموا بالخروج تفاجؤوا برجال الشرطة ومدنيين ينهالون عليهم بالضرب، فأضطروا للعودة للمسجد والاعتصام به، وظلوا هناك حتى تعهد رجال الأمن لإمام المسجد بعدم التعرض للمصلين والسماح لهم بالخروج بأمان.
وقال السعدي إنه بعد خروج المصلين وابتعادهم بنحو مائة متر عن المسجد عاد رجال الأمن والمدنيين لمهاجمتهم والانهيال عليهم بالضرب بالهري والعصي الكهربائية، والحجارة، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
فيما قال شهود آخرون للجزيرة إن قوات الأمن اعتقلت العديد من المصلين في مسجد الرفاعي.
أهالي اللاذقية يشيعون أحد قتلاهم بالأحداث الأخيرة (الأوروبية)
وكان المسجد الأموي قد شهد اشتباكات مماثلة حسب ما أفاد الشهود.
وكان العديد من المدن السورية قد شهد مظاهرات تطالب بإحداث إصلاح سياسي بالبلاد، ومن هذه المدن اللاذقية وبانياس وحمص والعاصمة دمشق ومحافظة درعا.
انتفاضة عارمة
بدوره قال المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشفقة خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة إسطنبول بتركيا إنه يتوقع "انتفاضة عارمة في سوريا اليوم، بعد أن يئس الناس من تنفيذ السلطة لأي إصلاحات"، ولأن الرئيس بشار الأسد لم يتقدم بأي برنامج عمل للإصلاح، حسب تأكيد المرشد.
بدوره انتقد عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود في تصريحات للجزيرة مطالب النشطاء وقوى المعارضة بالإلغاء الفوري لقانون الطوارئ، مؤكدا أن الأمر يحتاج لسلسلة من الإجراءات القانونية، وأنه ليس من صلاحيات الرئيس الأسد إلغاء هذا القانون بجرة قلم، أو فرض قانون للأحزاب بالكيفية نفسها.
الرئيس الأسد تحدث عن فتنة تتعرض لها بلاده (الجزيرة)
وردا على سؤال للجزيرة عن سبب عدم إطلاق السلطات السورية لفظ شهداء على من سقطوا في المظاهرات التي شهدتها البلاد مؤخرا، أكد العبود أن هناك لجان تحقيق تعمل حاليا، وستفرز الشهيد عن ذلك الذي حمل السلاح وحاول إثارة الفتنة، وقال "كيف نطلق لقب شهيد على من رفع السلاح بوجه الشعب".
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)