قبل يومين شاهدت بثينة شعبان على شاشة التلفزيون تتحدث بلسان الرئيس بشار الاسد وتحاول تصويره لنا كحمل وديع وتعبر عن حرصه على الاصلاح ورغبته بالتغيير ثم قالت ان هناك عناصرا من الحرس القديم تقف عائقا امام قرارات الاصلاح التي كان على الرئيس البدء بتنفيذها منذ سنين...وفي نهاية المرتمر تحدثت عن جملة من القرارت التي سوف (وضع الف خط تحت كلمة سوف) يتم دراستها على امل ان يتم تطبيقها مستقبلا..

بثينة في خطابها المنمق لم تتطرق الى موعد البدء بدراسة تطبيق هذه القرارت ولم تعطينا اي فكرة ولو تقريبية عن موعد تطبيقها...

ومنذ ان سمعت خطابها وانا احاول اجاهدا ن اجد اجابات على عشرات التساؤلات التي صارت تدور في راسي والتي اود فعلا لو اسمع اجابة عنها ...


اول هذه التساؤلات التي دارت بذهني فور مشاهدتي لبثينة شعبان على الشاشة هو : لماذا لم يكلف الرئيس المفدى نفسه بالحديث الينا بدل ان يكلف احد مستشاريه بالكلام ، هل سقوط 50 شهيد لا يكفي لكي يكبد نفسه عناء النزول الى مستوانا والحديث مباشرة ؟



وكيف تقول بثينة ن الرئيس يريد تطبيق الاصلاحات منذ فترة ولكنه لم يتمكن من تطبيقها بسبب جهات مجهولة (الى الان لم يتمكن احد من معرفتها) ، بينما تمكن الرئيس بشار الاسد من تغيير الدستور السوري خلال ثلث ساعة ليصبح عمر الترشح للرئاسة على قدر عمره انذاك بالضبط ؟



واذا كان الرئيس بشار قادرا على اتخاذ قرار برفع رواتب الموظفين بنسبة 30% خلال اجتماع لم يطل الا لبضع ساعات فلماذا لم يفعل ذلك الا بعد 11 عشر عاما من حكمه ؟واين كانت تذهب هذه الاموال خلال السنين الماضية؟



واذا كان ابوه هو القائد الضرورة كما يحب اتباعه ان يسموه وصاحب القرارت التاريخية والحكمة التي لا يسعها احد فلماذا لم يتخذ هكذا قرارات خلال فترة حكمه؟؟



وبالحديث عن قدرة الرئيس بشار من عدمها على اتخاذ قرارت مهمة تخص سوريا باكملها والشعب كله يطالب بها ، الا يعتبر من الضعف ان لا يتمكن من اتخاذ قرارات كهذه في الوقت المناسب ، اليس من الاجدى له ان يستقيل بدل ان يكون مجرد رئيس فزاعة لا يستطيع تنفيذ القرارات التي يظن انها يجب ان تنفذ؟



وبالنسبة لتلك القوى المزعومة التي تؤخر عجلة الاصلاح ، لماذا يتم السكوت عليها الى الان ولماذا لا يتفضل سيادة الرئيس باخبارنا عن شخوصها وافرادها لنعمل على مساءلتهم على الملأ ؟

وبالاشارة الى موضوع المحاسبة لماذا لم نشاهد الهيئات التشريعية والقضائية في سوريا تحاسب او حتى تسائل اي وزير سوري عن فساد المؤسسات السورية مع اننا في سورية نحتل موقعا متقدما جدا (اللهم لا حسد) في سلم الدول الفاسدة ؟



واذا كان الرئيس قد اتخذ قرارا صريحا بعدم اطلاق النار على المتظاهرين فلماذا لا زلنا نرى قوات الامن والجيش تطلق النار على المتظاهرين عشوائيا وتقتل العشرات منهم بدم بارد ؟



وبما ان بثينة شددت على ان سوريا واحدة من اكثر بلدان السياحة امانا في العالم اريد ان اسال : الا يستحق اهل سوريا الامن قبل ان يستحقه سياحها ؟ الا يستحق السوريون ان يعرفوا ماذا يفعل ايرانيون وعناصر من حزب الله بين صفوف الامن السوري الذي يهاجم المتظاهرين؟ولماذا ينعم الصهاينة بالامن في الجولان طوال هذه السنين رغم كل افعالهم وممارساتهم بينما يتعرض المواطن السوري للقتل لمجرد ان يرفع شعارات يقول فيها انه يريد الحرية؟



وعودة على موضوع الشهداء الذين سقطوا على ايدي قوات الامن اريد ان اسأل : لماذا لا يزال الاعلام الرسمي يصر على القول بان القتلة هم افراد عصابات مسلحة رغم انه كل شهود العيان من المدينة وفي مقدمتهم مختار مدينة درعا اكدوا ان كل الذين استشهدوا انما سقطوا برصاص عناصر الامن...؟

ولماذا يصر الاعلام على عدم ذكر عدد القتلى او الاكتفاء بذكر 7 او 10 بينما كل شهود العيان اكدوا سقوط اكثر من 70 شهيد؟



اسئلة كثيرة تدور في راسي اثارها الخطاب الهزيل الذي تقدمت به بثينة ولا اجد لها جوابا معقولا ولا اريد ان اتعب تفكيركم بالمزيد منها ، ولكن هناك سؤال اخير يشغل بالي واود مشاركتكم به وهو:



أليس كلام بثينة عن قرار بشار بعدم ضرب المتظاهرين واطلاق الرصاص الحي عليهم هو نفسه بالضبط كلام بن علي عندما وقف في خطاب (فهمتكم) الشهير وقال انا اصدرت اوامري بوضوح بعدم اطلاق العيارات النارية الحية على المتظاهرين؟؟



اترك الاجابة لكم والله من وراء القصد....