شن التلفزيون الرسمي في سورية في نشرته الإخبارية الرئيسية هجوماً عنيفاً ضد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين واصفاً خطاب القرضاوي بالسافر والطائفي، ومعتبراً أن الداعية القرضاوي يتخفى تحت يافطة الحديث عن الإصلاح في سورية ليبث التحريض الطائفي علانية.
وجاء في تقرير لافت للتلفزيون السوري: 'على مدى أسبوعين ومن مسجده في قطر، أخذ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كل المسلمين على عاتقه مهمة الداعي الأكبر والأوحد والأكثر تأثيراً بحكم موقعه لما يصفها بالثورة في سورية تحت يافطة الإصلاح التي تخفى خلفها التحريض الطائفي علانية وما بين الكلمات زاعماً أن هذه الثورة التي يتحدث عنها هي تعبيرٌ عن قوانين الله'.
واستنكر التلفزيون السوري ما اعتبره تنصيب القرضاوي لنفسه ناصحاً للشعب السوري دون أن يطلب منه أحد ذلك، ومن دون أن يقول شيخ علماء المسلمين لكل مستمعيه من نصبه ناصحاً للشعب السوري ومن دون أن يوضح لماذا انتقى مدناً بعينها لقيام الثورة في سورية ومن دون أن يوضح مصادره ومعتمداً على القيل والقال نسج الشيخ سيناريو مغايراً للواقع تماماً ليحرّض الناس على أجهزة الدولة في سورية وعلى رئيسها شخصياً لينفخ الأبواق فيما نسيه الشعب السوري من حديثٍ عن المكونات الطائفية له.
وكان مفاجئاً عرض التلفزيون السوري مقطعاً من خطبة القرضاوي يقول فيها: 'أنا أرى أن الشعب السوري يعامله على أنه سنيّ ولكن مشكلة الدكتور بشار الأسد مع أنه رجلٌ مثقف ومتفتح وشاب ممكن أن يقوم بالكثير، مشكلته أنه أسير حاشيته وأسير طائفته'، ليعلق التلفزيون بالقول: 'بعد هذا الحديث الطائفي السافر عاد الشيخ غير الطائفي حسب زعمه، للحديث عن العدد المرتفع ضحايا درعا ولكن برصاص الأمن ورشاشاته وعن تخوف الناس من التمثيل بجثث من لم يحملوا بأيديهم سوى المصاحف حسب وصفه علماً أنه لم يكن في المكان'.
وأضاف التلفزيون السوري: 'وفي نهاية صلاته جعل القرضاوي المصلين خلفه يرددون الدعاء الذي انتقاه هو وصنعه هو داعياً على عدد من رؤساء الدول العربية من بينها سورية. ولكن ها هو القرضاوي نفسه في دمشق قبل أقل من عامين، واسترجع تقرير التلفزيون السوري تصريحات سابقة للقرضاوي ذاته تمتدح بشدة الرئيس السوري بشار الأسد للدلالة على ما أراد التلفزيون السوري قوله عن أن القرضاوي منافق ومراوغ ومتلون وعرض للقرضاوي مقطعاً مصوراً قال فيه: 'قابلنا الرئيس الأسد بقلبٍ رحب وصدرٍ مفتوح وعقلٍ متفتح وتباحثنا معه قضايا الأمة وبقينا معه ما يقرب الساعتين وكأننا في أسرة، أودّ أن أحييّ دمشق وسورية رئيساً وشعباً وحكومة'.
وختم التلفزيون الرسمي بالقول: 'الشيخ المنتقل فجأة من الوسطية إلى الثورية يواصل ادعاء انتصار الثورات العربية كلها والتي خلط حابلها بنابلها علماً بأنه عندما طلب منه في الأيام الأولى للثورة المصرية أن ينزل إلى شوارع القاهرة دعماً للمعتصمين رفض ذلك بدعوى التزامه بحضور ما يسمى المؤتمر العالمي لتلاميذ القرضاوي ولما استتبت الأمور في مصر بعد أسابيع من ذلك، قام بالنزول إلى شوارع مصر ليركب موجة شباب مصر من كل الأديان والقوى السياسية ليصف ما حدث بأنه ثورة إسلامية.
جاء ذلك فيما نفت حركة حماس بشكل قاطع صحة التقارير التي تحدثت عن قيام رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل بانتقاد الدكتور يوسف القرضاوي بشأن ما يحدث في سورية.
وقالت الحركة في بيان لها 'إننا ننفي نفيًا قاطعًا ما نشرته بعض المواقع الإلكترونية، من مواقف منسوبة إلى رئيس المكتب السياسي للحركة بشأن الأحداث في سورية، وخاصة ما يتعلق بفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، علماً بأن موقف الحركة من الأحداث الجارية، عبرت عنه في بيانها الصادر يوم السبت'.
وجاء رد الحركة عقب تقارير نشرت على عدة مواقع ذكرت أن مشعل المقيم في سورية أبلغ زواره عن استيائه واستغرابه لصدور مواقف عن الشيخ يوسف القرضاوي يدعو فيها السنة السوريين إلى الثورة. وجاء في ما نسب لمشعل 'إنني أدعو الشيخ القرضاوي أن يحكم ضميره ويتحرر من الضغوط التي تمارس عليه'.
يشار إلى أن حركة حماس أعلنت في تصريح صحافي سابق وقوفها إلى جانب 'الشقيقة سورية قيادة وشعبًا'، لافتةً إلى أن سورية بقيادتها وشعبها 'وفت مع مقاومة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، واحتضنت قوى المقاومة الفلسطينية وصمدت أمام كل الضغوط من أجل التمسك بدعم نهج الممانعة والمقاومة في المنطقة'. كما اعتبرت أن يجري في الشأن الداخلي 'خص الإخوة في سورية'، وعبرت عن أملها بان يتمكن السوريون من تجاوز الموقف الراهن 'بما يحقق تطلعات وأماني الشعب السوري، وبما يحفظ استقرار سورية وتماسكها الداخلي ويعزز دورها في صف المواجهة والممانعة'.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)