احذر - أخي - ولا يشتبه عليك قول الرسولالمصطفى صلى الله عليه وسلم: « الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّخَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَىٰ اللّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ»فالمؤمنالقوي ليس قوياً من عند نفسه، ولا بمقومات شخصيّته، تدريباته وبرمجته للاواعي! وإنما هو قوي لاستعانته بربّه، وثقته في موعوداته الحقة..

تأمّل كلماتالقوة من موسى -عليه السلام - أمام البحر والعدو ورائه: { قَالَكَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }…ثقته ليست في نفسه، وقد أُعطي - عليه الصلاة والسلام - من المعجزات وخوارق العادات ما أعطي!!! وإنما ثقته بتوكّلهعلى الذي يستطيع أن يجعله فوق القدرات البشرية، بل يجعل لعصاه الخشبية قدراتلايستطيعها أساطين الطقوس السحرية..

تأمّل - أخي الكريم - هذه الكلماتالنبوية « اسْتَعِنْ بِاللّهِ. وَلاَ تَعْجِزْ»..
إنها كلمات الحبيب صلى الله عليه وسلم، يربّي أمّته على منهج الإيجابيةوالفاعلية، ليس على طريقة أهل البرمجة اللغوية العصبية..
لم يقل: تخيل قدرات نفسك..
لم يقل: أيقظ العملاقالذي في داخلك وأطلقه..
لم يقل: خاطب اللاواعي لديكبرسائل ايجابية، وبرمجه برمجةً وهمية..

وإنما دعاك - عليه الصلاةوالسلام - إلى الطريقة الربانية « اسْتَعِنْ بِاللّهِ. وَلاَتَعْجِزْ »..
فاستعن به وتوكل عليه، ولا تعجزن بنظرك إلى قدراتكوإمكاناتك، فأنت بنفسك ضعيف ظلوم جهول، وأنت بالله عزيز..

أنت بالله قوي.. أنت بالله قادر.. أنت بالله غني..

ومن هذا الوجه، ومن منطلق فهم معانيالعبودية، وفقه النصوص الشرعية،قال الشيخالكريم والعلامةالجليل بكر أبو زيد - حفظه الله - في كتابه المناهي اللفظية :أن لفظة الثقةبالنفس لفظة غير شرعية وورائها مخالفةعقدية
فإن رجوت - في زمان تخلّف عام يعصف بالأمة - رفعة وعزة ونهضةوإيجابية
وإن أردت تواصلا -على الرغم من الصعاب - بفاعلية..
وإن رغبت فينفض الإحباط عنك، والتطلّع إلى الحياة بنظرة استشرافية تفاؤلية؛فعليك بمنهج العبودية على الطريقة المحمدية،ودع عنك طريقة باندلر وجرندر الإلحادية؛ فوراءها ثقة وهمية ممزوجة بطقوس سحرية،وقدرات تواصل مادية، تشهد على فشلها فضائحهم الأخلاقية، ومرافعاتهم القضائية التيملئت سيرتهم الذاتية.

فحذار من هذه التبعيةإلى جحر الضب الذي حذّرك منه نبيك في الأحاديث النبوية، وحذار مناستبدال الطريقة الربانية بتقنيات البرمجة العصبية، فإنها من حيل إبليس الشيطانيةوتزيينه للفلسفات الإلحادية؛ لتتكل على نفسك الضعيفة وقدراتك البشرية فيكلك لها ربالبرية، ويمدّك في غيك بحصول نتائج وقتية، وشعور سعادة وهمية..حتى تنسى الافتقارالذي هو لبّ العبودية، فتُحرم من السعادة الحقيقية التي تغنّى بها مَن وجدها وبيّنأسباب حيازتها، فقال:
ومما زادني شرفـاً وتيــهًا***وكدت بأخمصي أطأالثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي***وأن صيّرت أحمد لينبيـاً

أدعو إخواني إلى إضافة كل فتوى أو كلام لأهل العلم يبيّنون فيه حقيقة " البرمجة اللغويةالعصبية"

وأبدأ بكلام الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -

وجّهللشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله – سؤالان عن حكم تعلم البرمجةالعصبية فأجاب جزاه الله كل خير أجوبة قصيرة لكنها جدُّ مفيدة :

السؤال الأول :

أحسن الله إليكم يسأل : ما حكم تعلم علم البرمجة اللغوية العصبية علما بأنه علم غربي المنشأ ولكن فيهجوانبإيجابية مثل الدعوة للتفائل وغيرها من الجوانب الإيجابية في الحياة ؟ وهليعاملمعاملة العلوم الأخرى بأن يؤخذ منه ما يوافق الشرع ويترك ما يخالف الشرع؟

الجواب :

أنا في الحقيقة لا أعرفحقيقة هذه البرمجة ولكن حسب ما قرأت أنها لا خير فيها وأن فيها ما يخل بالعقيدةومادام الأمر كذلك فلايجوز .. فلا يجوز التعامل بها ، حتى ولو كان بها مصلحة جزئيةفإنه يُنظر إلى المضار ولا ينظر إلى ما فيها من مصلحة جزئية بل يُنظر إلى المضارالتي فيها وتقارن بالمصالح ، فإذا كانت المضرة أكثر .. مضرة راجحة فإنه لا عبرةبالمصلحة المرجوحة نعم .

السؤال الثاني :

فضيلة الشيخ وفقكمالله، هل ما انتشر في الوقت المعاصر من دورات في التفكير والبرمجة العصبية ومعرفةقوىالنفس ، هل هذا من علم الفلسفة المنهي عنه ؟

الجواب :

نعم ، [ كلمة غير مفهومة ] ومنين جاء هذا ، هذاقد يكون منحدر من هذه الأمور ، من الفلسفة ومن الخزعبلات التي ما أنزل الله بها منسلطان ، منها مثلا تحضير الأرواح ، الذي يسمونه تحضير الأرواح وهو كفر بالله عز وجل، يزعم أنه يحضر أرواح الأموات وأنه يخاطبها و تخاطبه ، هذا كله من هذا النوع ! . نعم

قالالشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (رحمه الله) في كتابه معجم المناهي اللفظية عن قولهم " تجب الثقة بالنفس " :
"
تجب الثقة بالنفس " : في تقريرللشيخ محمد بن ابراهيم – رحمه الله – لما سئل عن قول من قال : تجب الثقة بالنفس ،أجاب : لا تجب ، ولا تجوز الثقة بالنفس . في الحديث : ( ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين ) .قال الشيخ ابن قاسم معلقا عليه : ( وجاء فيحديث رواه أحمد : ( وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلىضيعة وعورة وذنب وخطيئة ، وإني لاأثق إلا برحمتك) .
بيقلم ســائـــد