تروى هذه القصه عن احد اشراف مكه القدماء
كان حاضر البديهه ومولعا
بالالغاز ودائما ما يمتحن من حوله ويضع جوائز لمن يصلون الى الحلول
كان الشريف في احد ايام الشتاء البارده سائرا ومعه مجموعه من
تجار البلد فصادف في طريقه ((سقا )) تناثر الماء على ملابسه فاشفق عليه
وساله بطريقه غامضه (( ثلاثه وثلاثه وثلاثه الا يكفين عن ثلاثه ؟ ))
وكان السقا لماحا فأجاب (( لا ..... ادين دينا وأوفي دينا وارمي في البحر ))
فقال الشريف لا تبع برخيص
فاجاب السقا لا توصي حريص
فلما ذهب السقا قال الشريف لم حوله
ما ذا فهمتم ؟
فأجابوه لا شيء
فقال الشريف:
هذا السقا البائس يفهم وانتم في رغد العيش ولا تفهمون شيئا
واعطاهم مهله
ليجدوا الجواب وتوعدهم بالعقاب ان لم يجدوا الحل .
فتفرقوا يبحثون عن السقا ليعطيهم الحل والشريف يعرف بانهم
سيلجأون إلى السقا لذلك اوصاه الا يبيع رخيصا لانه يريد منفعته .
وفعلا كان من يصل إلى السقا يشتري الحل منه بثمن مجز مشترطا عليه الا يخبر رفاقه .
وهكذا كان الشريف سببا في مساعدة السقا الفقير من اموال التجار
اما تفسير الكلام الغامض بين الشريف والسقا فإن سؤال الشريف
(( ثلاثه وثلاثه وثلاثه الا تكفي عن ثلاثه ))
يعني ما تقبضه من مال
في ثلاثه اشهر الربيع
وثلاثه اشهر الصيف
وثلاثه اشهر الخريف
الا تكفي
عن ثلاثه اشهر الشتاء فترتاح ؟
وكان جواب السقا
ادين دينا أي ادين ابنائي
بما اقوم به من اجلهم
لعلهم إذا كبروا يؤدون الدين أي يصرفوا علي
واوفي دين أي ان عندي والدي كبير السن ارعاه واقوم بخدمته
واصرف عليه جزاء بما قام به من اجلي
وارمي في البحر ويقصد الزوجه
وشبهها بالبحر ان طابت العشرة تثني عليه
وتذكر جميله واذا تغيرت العشرة انكرت ما مضى
وقالت لم ارى خيرا منك قط
وعند قول الشريف لا تبع برخيص يخبره انهم سيأتون اليه لسؤاله عن المعنى
ويأمره باستغلالهم في ما ينفعه
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيبٌ سوانـا
ونهجو ذاالزمان بغير ذنب
ولونطق الزمان لناهجانا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)