قال ديفيد إغناتيوس في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس السوري بشار الأسد يخوض مواجهة بقاء في ما يبدو أنه انقلاب ضد حكمه. وأوضح أن على الأسد أن يتميز بالمرونة والبراعة الكافيتين للخروج من هذا المأزق.
وقال الكاتب إن الأسد أقال حكومته أمس الثلاثاء، بينما تشجع مؤيدوه على مظاهرات في دمشق وحلب ومدن أخرى.
وفي خطته لقلب الطاولة على المحتجين، استخدم النظام موقع فيسبوك لجمع المتظاهرين، رغم أن السلطات لم تسمح بهذا الموقع سوى منذ أقل من شهرين فقط.
وقال إغناتيوس إن الأسد تجنب توجيه أي خطاب عام حتى الآن، تاركا الأمر لمستشارته الإعلامية بثينة شعبان التي قالت الأسبوع الماضي إن الرئيس سيلغي قانون الطوارئ وينهي احتكار حزب البعث للسلطة كما سيجري إصلاحات في قطاع القضاء ويشن حملة لمحاربة الفساد.
وبرر الكاتب انتظار الأسد لتفادي الموقف الذي وقع فيه الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، حيث ألقى سلسلة خطابات قدم فيها تنازلات متواضعة لم تفعل سوى أنها دفعت المتظاهرين لطلب المزيد.
وقال أيضا إن الأسد يملك جميع أوراقه ليلعبها مرة واحدة، وهي لعبة كان والده حافظ الأسد يجيدها. وأضاف أن معيار جدية بشار هو رفع الستار عن النفوذ السياسي والاقتصادي لأقاربه، لأن شرارة الاحتجاج انطلقت بسبب الفساد، فابن خاله رامي مخلوف مثلا يملك حصصا كبيرة من أسهم شركة الهاتف "سيرياتل".
وقال إغناتيوس إن لعائلة الأسد نفوذا عسكريا يمكنها من إحباط الميول الإصلاحية للرئيس بشار، فأخوه ماهر يتولى قيادة وحدة قوات خاصة، وصهره آصف شوكت يتولى منصبا كبيرا بجهاز الاستخبارات، وهناك تساؤلات عن احتمال بقاء الأسرة موحدة خلف الأسد أو أن تغرق في أتون خلاف دموي، رغم أن الأسد أثبت حتى الآن تحكمه في الوضع.
المصدر

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6...468A51DFFB.htm