مظاهرات عارمة تتحدى الاسد وتعم كافة ارجاء سورية ومحتجون يمزقون صور الرئيس وينادون بـ'إسقاط النظام'
دمشق ـ عمان ـ وكالات: وصلت الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الاسد إلى دمشق الجمعة للمرة الأولى منذ بدء موجة متصاعدة من الاضطرابات المنادية بالديمقراطية.
وخرج آلاف المحتجين في مدن أخرى في انحاء سورية على الرغم من الحملة الضارية ضد الاحتجاجات وتقديم الأسد لبعض التنازلات السياسية في محاولة لاحتواء الاضطرابات المتزايدة. وكرر المحتجون مطالبتهم بالإصلاح الديمقراطي والحريات في عدة مدن وهتفوا 'الله.. سورية.. حرية'.
وفي دمشق استخدمت قوات الامن الهراوات والغاز المسيل للدموع لمنع آلاف المحتجين القادمين من عدة ضواح للعاصمة السورية من الوصول الى ساحة العباسيين الرئيسية في العاصمة. وقال شاهد 'احصيت 15 حافلة مخابرات محملة بالافراد. دخلت الى الأزقة الى الشمال مباشرة من الساحة لملاحقة المحتجين'.
وقال شاهد آخر رافق المحتجين من ضاحية حرستا ان الالاف هتفوا 'الشعب يريد اسقاط النظام' ومزقوا العديد من الملصقات التي تحمل صور الاسد على امتداد الطريق.
وتواصلت الاحتجاجات المناهضة لحكم الاسد الممتد منذ 11 عاما رغم استخدام القوة والاعتقالات الجماعية والاتهامات بأن مجموعات مسلحة هي التي أثارت الاضطرابات إضافة إلى وعود الاصلاح وتقديم تنازلات للأقليات والمسلمين المحافظين.
واعلن الاسد الخميس عن تشكيل وزاري جديد لحكومة لا تتمتع بسلطات واسعة في بلد يحكمه حزب واحد كما أمر بالإفراج عن بعض المحتجزين في خطوة وصفها أحد محامي حقوق الانسان بأنها 'قطرة في محيط' مقارنة بآلاف السجناء السياسيين الذين يحتجزهم الاسد.
لكن المحتجين تجمعوا بأعداد أكبر الجمعة. وتحدث ناشطون حقوقيون عن خروج احتجاجات في مدينة دير الزور بالقرب من الحدود مع العراق وفي مدينة بانياس الساحلية المضطربة ومدينة درعا في الجنوب حيث اندلعت اول الاحتجاجات ضد احتجاز فتية كتبوا شعارات ثورية على جدران مدرستهم. كما اندلعت الاحتجاجات أيضا في اللاذقية وحمص.
وقال أحد الناشطين عبر الهاتف من درعا 'خرجت المظاهرات من كل مسجد في المدينة بما في ذلك المسجد العمري... عدد الاشخاص يفوق عشرة آلاف محتج حتى الآن'. وتقول جماعات حقوقية ان 200 شخص على الاقل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات. وتلقي السلطات باللائمة على 'متسللين' في اشعال الاضطراب بإيعاز من قوى خارجية منها لبنان وجماعات اسلامية. وتحدث التلفزيون الحكومي السوري عما وصفه بمظاهرات صغيرة نسبيا وسلمية في عدة مدن.
وتسري أحكام قانون الطوارئ في سورية منذ تولي حزب البعث السلطة في انقلاب عسكري عام 1963. ويحظر قانون الطوارئ تجمع أكثر من خمسة أشخاص.
ودخلت الاحتجاجات اسبوعها الخامس متبعة نمطا معهودا إذ تحدث التجمعات الأكبر والتي تشهد أحداث عنف أشرس بعد صلاة الجمعة وعادة ما تمثل تحديا لتنازلات أعلنتها الحكومة في اليوم السابق.
وأذاعت قناة الجزيرة الجمعة لقطات تظهر أفراد أمن سوريين يضربون بالعصي محتجين محتجزين في مدينة البيضا الساحلية ويركلونهم ويسيرون بأقدامهم على أجساد المحتجزين المقيدة والمسجاة على الأرض. وقالت الجزيرة ان الصور التقطت قبل بضعة أيام.
كما اظهرت لقطات فيديو لهواة لم يتم التحقق من صحتها وضعت على موقع اجتماعي على الانترنت الجمعة حشدا كبيرا من السوريين يجرون في اتجاهات مختلفة في الوقت الذي يسمع فيه صوت رصاص يطلق في الخلفية. واشير الى ان اللقطات من حمص التي كانت مسرحا لعمليات قمع في الاونة الأخيرة من قبل نظام الرئيس بشار الأسد. كما تظهر لقطات منفصلة غير مؤرخة محتجين يسيرون في درعا وهم يرددون الشعارات المناهضة للأسد ويلوحون بقبضاتهم في الهواء.
وقال الاسد ان سورية مستهدفة بمؤامرة خارجية لاشعال الفتنة الطائفية.
واستخدم والده الرئيس الراحل حافظ الأسد اللهجة ذاتها عندما سحق احتجاجات يسارية واسلامية على حكمه الحديدي في الثمانينات.
وقال أحد المعارضين البارزين 'هذه ليست حماة 1982' في اشارة إلى هجوم قوات حافظ الاسد على انتفاضة مسلحة قام بها الاخوان المسلمون في حماة ومقتل 30 ألف شخص في تلك الأحداث. وأضاف 'الانتفاضة ليست قاصرة على منطقة واحدة'.
ولم يرض المحتجون المتعطشون للتغيير بوعود بشار الاسد باصلاحات تتضمن زيادة رواتب موظفي الدولة وإعادة النظر في قانون الطوارئ الساري منذ 48 عاما.
وفشل قرار أعلنه يوم الخميس من الأسبوع الماضي بمنح الجنسية لعشرات الآلاف من الأكراد وتصريحاته بشأن رفع الحظر على عمل المدرسات المنقبات واغلاق صالة القمار الوحيدة في البلاد في منع خروج الاحتجاجات في اليوم التالي.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)