يقول الحق تبارك وتعالى :
" وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ . إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ . فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ . فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ . وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ . وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ "(سورة الصافات 139-147)
من الجدير بالذكر أن اليقطينيات فصيلة كبيرة بها حوالي ألف نوع نباتي ، ومنها : القرع العسلي ، وقرع الكوسة ، وقرع الأواني (قرع الزجاجة)، والعجور ، والبطيخ (الحبحب) ، والشمام (البطيخ الأصفر )، والقاوون ، والليف (نبات متسلق) ، والحنظل ، وغيرها . وقد اختيرت بعض اليقطينيات المشهورة وهي : قرع الأواني ، والقرع العسلي ، والعجور ، والحنظل ، وتم تحضير مستخلصات مائية كحولية ومستخلص الكلوروفورم لمختلف أعضاء النباتات من الأنواع الأربعة .
وتم اختبار هذه المستخلصات ضد أربعة أنواع من البكتريا وهي المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococus Aureus) ، والبكتريا العصوية الدقيقة (Bacillus Subtilis) ، والبكتريا الاشريكية القولونية (Escherchia Coli) ، والبكتريا الزائفة الزنجارية (Psudonas aeruginosa) . وأظهرت جميع الأنواع الأربعة من اليقطينيات فعالية ضد البكتريا ثم اختلفت درجة هذه الفعالية باختلاف نوع النبات والعضو المستخدم منه والبكتريا والمستخلص .
هذا وقد عرفت شعبياً علاجات ناجحة لبعض اليقطينيات ضد العديد من الأمراض فمثلاً:
•يستخدم القرع الطويل في عمل لبخات على حروق النار والرضوض والالتواءات .
• كما تستخدم أوراق القرع الغضة ولب الثمار لتسكين الحروق والبثور الملتهبة والرضوض .
• كما يستخدم عصير ثمرة القرع مرطباً ومليناً وقاطعاً للحمى عند ارتفاع درجة الحرارة .
•فهل يمكن أن يضاف لكل ذلك لذكر اليقطين مع حالة يونس - عليه السلام- فور خروجه من بطن الحوت ، وبغض النظر عن أكله – عليه السلام – من اليقطين المذكور أو عدم أكله منه ، فإنه – أي اليقطين – جيد الغذاء سهل الهضم لا تجهد ثماره المعدة ولا الأمعاء ومفيد جداً لمرضى القلب والشيوخ والناقهين عموماً .
كما أنه ذو قيمة عالية جداً من فيتامين (أ) مما يوضح فوائده للبصر في عدم جفافية قرنية العين والأغشية المخاطية المبطنة للجسم ، فهو يحتوي على 70810ملجم لكل جرام .كما يحتوي على نسبة معقولة من فيتامين (C21 )ملجم والكالسيوم 48 ملجم والفسفور 33 ملجم ونسب قليلة من فيتامين (B)والنشا والسكر والبروتين والدهون . وأخيراً هناك استخدامات علاجية من البذور (ضد الديدان) وضد الحروق والالتهابات أيضاً وأكدت بعض الدراسات أن أكل القرع الأصفر يمنع السرطان . وهناك تأثير في حالات المسالك البولية وعسر البول وحرقته وهو ملين ومفيد لمرضى القولون الغليظ .
هذا وينبغي أن تكثف البحوث أكثر وأكثر حول هذا النبات المبارك (اليقطين) ، أو القرع المأكول واليقطينات عموماً؛ مزيداً للفائدة وإظهاراً للإعجاز العلمي في عصرنا كما ينبغي يبحث في الجوانب النفسية أي أثر اليقطين نفسياً على الإنسان ، والله أعلم خاصة وأنه ورد أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- له وتتبعه له من حوالي القصعة (صحيح البخاري عن أنس) وفي رواية :" إنها شجرة أخي يونس " .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)