د.مها راداميس: استخدمته كليوباترا ونفرتيتي كعلاج... وفرنسا صنعت منه الصابون
د.عادل شاهين: مضاد للأكسدة ويعالج المغص ويوقف نزيف الأنف "الرعاف"
تحقيق - فتحي مصطفى:
يعتبر الكمون أحد أنواع البهارات ذات المكانة المتميزة في عالم الطبخ الا أن المصريين القدماء لم يستخدموا بذوره كاضافات من البهار لأطباق الأصناف المتنوعة من الأطعمة, بل استخدموها ضمن تلك الخلطات الفاعلة في تحنيط جثث الفراعنة. ويروى أن الكمون انتقل من مناطق شرقي البحر المتوسط, الى آسيا الوسطى والمناطق الأوروبية القريبة منها. ونظراً للقيمة المادية العالية للكمون لدى الرومان القدماء, فانه غدا رمزاً يُشار به للجشع والبخل الشديد, أسوة بالذهب والفضة. وأصبحت الألقاب المشتقة من لفظ كلمة الكمون باللغة الرومانية, يُطلقها أهل روما القديمة لوصف بعض قياصرتهم المعروفين بجشعهم وبُخلهم. كما كان عند الاغريق يُعطى هذه الصفة أيضاً. وكان هناك اغريقي يلقب على سبيل المزاح بالكمون بسبب بخله اثر أكله الكمون. وللكمون أسماء عدة تحمل مجموعة من الصفات مثل: البخل, والجشع, والطمع , وحب المال, فيقال عن الانسان البخيل "أبو كمونة".
تقول الدكتورة مها راداميس - خبيرة التغذية وعضو الجمعية الأميركية لعلاج السمنة - الكمون من التوابل المهمة في المطبخ على مستوى العالم, لما له من فوائد للصحة العامة للانسان.
وقد استخدمته الملكتان كليوباترا ونفرتيتي, أشهر ملكات مصر الفرعونية كعلاج لآلام الصداع النصفي, وكعلاج لحصوات الكلى, ومرض الصدفية, وكمسكن للآلام.. وقد أنشأت فرنسا بعد اجراء دراسات عدة عليه مصنعًا لتحويل نباته الى زيوت تدخل ضمن صناعة الصابون لما يتمتع به من تأثير ايجابي في التخلص من التجاعيد والبثور التي تظهر في الوجه, واعادته لرونقه ونضارته وجماله.
وتناول الكمون يعني امداد الجسم بكميات عالية وصحية من الدهون الأحادية غير المشبعة والتي تفيد في ضبط نسبة الكوليسترول الضار, وفي وقاية شرايين القلب والدماغ, وكذلك كمية من الألياف التي تفيد في خفض سرعة امتصاص السكر من الطعام, واعاقة امتصاص الكوليسترول, وتسهيل مرور فضلات الطعام الى خارج الجسم.
والكمون يحتوي أيضًا على عناصر مهمة مثل الزنك والفوسفور وهما من المعادن المفيدة في تنشيط عمل الأعضاء الجنسية لدى الرجال, والكالسيوم المهم في زيادة متانة العظام, والحديد الذي يفيد في عملية انتاج الهيموغلوبين. فضلا عن عنصري البوتاسيوم وفيتامين (e) اللذين يعتبران من المواد الطبيعية والمفيدة في تقليل احتمال حدوث اضطرابات في القلب والأوعية الدموية, وهناك أيضًا مجموعة فيتامين (b) التي تفيد الأعصاب وتسهل عملية النوم وغيره من الوظائف العصبية, وقد ذهب بعض الباحثين الى القول أن للزيوت العطرية الموجودة في الكمون تأثيرات مخففة للقلق وباعثة على النوم.
واذا أعددت خلطة من الكمون ووضعتها على اللثة فانها تقلل كثيرًا من تورمها والتهابها, كما تسكن آلام الأسنان, ومسحوق الكمون يفيد في بعض حالات الصمم ومتاعب الأذن, وعند تناول مغلي الكمون فانه يعمل على تصفية البشرة والوجه بالغسيل, على أن يكون مرة أو اثنتين أسبوعيًا. ولعلاج وتسكين الآلام الروماتيزمية فان زيت الكمون مفيد بحيث يوضع 10 نقطة منه على أي مشروب ساخن ويتناوله المريض عقب الافطار والعشاء. أما الطريف فهو أن الكمون يستخدم كطارد للنمل اذا ما تم وضعه سواء مطحونًا أو في صورته الأصلية (حبوب).
ويقو الدكتور ياسر عادل حنفي - أستاذ مساعد النباتات الطبية والعطرية بمركز بحوث الصحراء -: الكمون نبات عشبي موطنه الأصلي مصر العليا (أسيوط والمنيا), ويحتوي على مجموعة من المواد الفعالة مثل: زيت عطري نسبته من 2 في المئة الى 5 في المئة وأهم مكوناته هي: (ألدهيد الكيومين 25في المئة الى 35 في المئة, الأنيثول, بينين, فيللاندرين, تربينين, ميرسين, كاريوفيللين, السيامين, الليمونين) وفلافونيدات "أبيجينين".. وله فوائد كثيرة, حيث يصلح كتابل وفاتح للشهية ويستخدم في صناعة بعض أنواع الخبز والفطائر, وعلاج المغص وعسر الهضم ومضاد للتعفنات, وطارد للغازات, ومدر للبن المرضع, ويدر البول ويطهر المجارى البولية والكلى, ويستخدم كمضاد للاحتقان والتشنجات المعوية, ويطرد الديدان الشريطية والمعوية, ويفتت حصوات الكلى والحالب, ويعالج ضيق التنفس والربو والسعال, ويحسن لون البشرة, ويعالج التبول اللاارادي, كما يستخدم كضمادات لاحتقان الثدي والخصية, ويسكن آلام الأسنان, وهو مضاد للأكسدة, ومنشط ومقو جنسي, ويساعد على اذابة الكوليسترول ويعالج الروماتيزم.
ويقدم الدكتور ياسر حنفي بعض الوصفات العلاجية بواسطة الكمون مع اضافات أخرى حيث يصلح للاستخدام خارجيًا لعلاج المغص لدى الأطفال بأن يملأ كيس صغير من القماش بالثمار ويسخن ويوضع فوق البطن, ويدلك جدار البطن بالزيت لتسكين المغص المعوي ولطرد الغازات ولتسكين آلام أسفل البطن, كما يفيد الزيت في التدليك الموضعي لعلاج الآلام الروماتيزمية للقلب ويتم تحضير الزيت بأخذ كمية من البذور وضعفها من زيت الزيتون وجزء معادل لها من النبيذ أو الكحول الأبيض ثم يغلى المزيج الى أن يتبخر النبيذ أو الكحول ويدلك موضع الألم بهذا الزيت ويغطى بضماد صوفي دافئ. ولعلاج الرعاف مغلي الكمون مع الخل ووضع قطعة قماش أو قطنة مشبعة بهذا المزيج داخل فتحة الأنف توقف النزيف.
وبتناول مستحلب الكمون يتم ادرار اللبن لدى المرضعات, ويوصف مستحلب الكمون لأوجاع المعدة وحصوات الكلى والمثانة وانتفاخات المعدة كمخلوط وكمقو جنسي. وتخلط ملعقة صغيرة من ثمار كل من الكمون والخلة وبذور اللفت ويضاف لها فنجان ماء ساخن ثم تحلى بالعسل ويشرب كوب كبير ثلاث مرات يوميا.
ولتحضير المستحلب, يتم اضافة فنجان من الماء الساخن الى مقدار ملعقة صغيرة من الثمار بعد جرشها ويحلى بالسكر أو العسل ويغطى ثم يشرب دافئًا قبل الأكل بنصف ساعة. أما تحضير المخلوط, فيتم خلط كميات متساوية من بذور الكمون والفلفل واللبان الذكر لملء 1-2 ملعقة شاي ثم يضاف لها فنجان من الماء الساخن وتترك من خمس الى عشر دقائق, ويتم استنشاق مسحوق الكمون.
يقول الدكتور عادل شاهين - صيدلي, وعضو مجلس ادارة جمعية حماة المستقبل -: "الكمون" هو نبات محدود النمو حيث يصل ارتفاع ساقه من 30-40 سنتيمترًا, وأوراقه رفيعة ذات لون اخضر داكن, وتحمل أزهارًا صغيرة بيضاء اللون تميل الى الأرجوانية في نورات خيمية. أما الثمار فهي بيضاوية مستطيلة, ورائحتها عطرية وطعمها يميل الى المرارة قليلاً.
وللكمون فوائد كثيرة علاجية أشهرها على الاطلاق هو علاج المغص, وهو طارد للغازات, ومدر ومطهر للمجاري البولية والكلى, ومضاد للاحتقان والتشنجات المعوية, ويساعد على تفتيت حصوات الكلى والحالب, وعلاج لعسر الهضم, ويساعد على الهضم من خلال تحفيز الانزيمات الخاصة بهضم الطعام, وأخيرًا فهو مضاد للأكسدة, ويعمل على ايقاف نزيف الأنف الذي يعرف بالرعاف.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)