عندما تحين ساعة الصفر نحزم أمتعتنا ونغادر ونترك المكان الذي كان يضج بتفاصيل أحلامنا وذكرياتنا
وحيدا مفتقدا لأصواتنا الهادئة تارة والثائرة أحيانا
نرحل ونترك الريح صافرة تتلاعب بأ وراقنا
نعم هي الحياة التي جعلتنا نودع ذلك الارتباط العميق بحب من ملؤوا علينا كل حياتنا
وجعلتنا نودع قلبا طالما أحببناه وعمرا من الأحلام ليس كرها بنا إنما حفاظا على إنسانيتنا التي بدأت تهان
من أيد لم نتعود منها على القسوة
نرحل بعد أن نتجرع مرارة الفراق ونحن نعيش حياة ملبدة با لغيوم
غيوم تحجب عنا كل رؤية حقيقية وتجعل منا أفرادا
لامبالين ثم يأتي الرحيل ليضع حدا لرقصاتنا
بقرارنا نريد أن نسترجع إنسانيتنا لنتوقف عن المسير في مسار من شأنه أن يسوقنا إلى متاهات
لاخروج منها
الرحيل تلك اللحظة الفاصلة في حياة كل شخص لكن وجودنا أقوى من أن نعيش الحياة بعبثيتها
فهي رغم كل ألم مستمرة ويجب أن نعيشها ببوصلة تحدد اتجاهنا لكي لاتختلط علينا المقاييس لكي نسهم دائما في
إيضاح الحقيقة لنسافر دائما مع ذلك النور الذي ينشده الأمل
لنبحركل مرة مع الحنين إلى واحات من الفرح لأنه حقا تستمر الحياة
والسؤال الذي يفرض نفسه
هل عند الرحيل نودع الحب دون كلمة وداع؟؟ هل يستوجب على كل طرف أن ينتظر إشارة الرجوع من الآخر؟؟ هل نكره من نحب؟؟
لارسالة لذلك الحبيب القاسي الذي أجبرتنا الحياة على البعد عنه إلا
سأرحل عنك ليس رغبة بالرحيل إنما لأتركك بين يدي القدر ليحدد هو مصيرك
هناك نوع آخر من الرحيل نصادفه أو نسمع به وأعبر عنه بتلك الكلمات البسيطة
أحيانا قد نمشي مساء الرحيل بعيوننا تحت المطر ونجول بأفكارنا في الطرقات كلها
ونكتب فوق زجاج المقاهي حكاية البنفسج
الرحيل كليلة شتوية باردة نفترق فيها كالغرباء ونستلم آخر رسائلنا الشتوية من يد القدر
بعد أن كنا نكتب على جبين الشمس ماكنا نتمناه ونحلم به معهم و قبل أن تكون الظروف
هي الحد الفاصل بين مايجمعنا وبين ماكنا نرغب بتحقيقه
نسأل أنفسنا عن صياغة مناسبة لننهي مابيننا من غير ألم
ندور حول ذاتنا في حلقات مفرغة ننتظر أن تنطق أفواهنا بكلمة الفراق
في ليلة من لقاء ووداع تهرب حميمية كل الأشياء منا وتتجرد كل اللحظات من صورنا وبكل برود تغادرالوردة مكانها
في الرحيل تهرب كل القصص التي كانت ألوانها تهمنا
فبعضها نودع دون أن نلتفت للشيء الذي خسرناه
فنشعر و لأول مرة أن هنالك الكثير من الأشياء غير العادية تصبح عادية
وببرود لايوصف نودعها وكأن الأمر لايعني لنا
وبعض الرحيل يختار المسافات ظرفا ليمزق كل حكاياتنا
هي الحياة مفارقاتها مختلفة ومعاني الرحيل فيها متعددة ومختلفة
لكن مانؤمن به هو أقوى من شعور الرحيل
والعمر أغلى من ظلمه بمشاعر لاتقل قسوة عن موعد الرحيل نفسه
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)