التجسس والتحسس:
أصل التجسس أن تعرف الشيء عن طريق الجس أي الاختبار باليد
والتحسس هو أن تعرف الشيء عن طريق الحواس، ثم استعمل اللفظين للدلالة على البحث عن عيوب الناس
وقيل : إن الأول هو البحث عن العورات، والثاني الاستماع لحديث القوم
وقيل: إن الأول : البحث عن بواطن الأمور ، وأكثر ما يكون في الشر ، والثاني : ما يدرك بحاسة العين والأذن
وقيل التجسس : هو تتبع العورات لأجل غيره ، والتحسس تتبعها لنفسه
والحاصل أن التجسس والتحسس خلقان مذمومان، فالواجب على المسلم أن يكتفي من إخوانه بالظاهر، وأن يكل الباطن إلى العليم الخبير
ومن صور التجسس والتحسس ما تجده عند بعض الناس، حيث يجلس في مكان لا يراه أحد من الجالسين فيه، فيستمع ما يدور بينهم ، إما للإيقاع بهم ، وإما لإشباع فضوله وتطفله، ومن ذلك الإستماع إلى الأحاديث الهاتفية ، ومن ذلك أيضاً أن يرخي الانسان أذنه لسماع حديث بين اثنين يتناجيان في مجلس ما، ومن ذلك أن يقف المرء وراء من يكتب شيئاً أو يقرؤه ليطلع عليه
" ولا تجسسوا " وقال صلى الله عليه وسلم : " ولا تحسسوا ولا تجسسوا "
أما إذا كان التجسس بغرض درء المفسدة وجلب مصلحة فلا بأس في ذلك
2_ الجلوس في الطرقات دون إعطائها حقها:
عن سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إياكم والجلوس في الطرقات ، فقالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بُد، نتحدث فيها، فقال : فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، فقالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" قال الإمام والنووي :" ويدخل في كف الأذى اجتناب الغيبة وظن السوء وإحقار المارين وتضييق الطريق"
قال ابن حجر:
جَمَعتَ آداب من رام الجوس على الطريق من قول خير الخلق انسانا
أفش السلام، وأحسن في الكلام، وشمِّت عاطساَ، وسلاما رُدَّ إحسانا
في الحمل عاون، ومظلوماَ أعن، وأغث لهفانَ، أهد سبيلاً واهد حيرانا
بالعرف مُر، وانه عن نُكرٍ، وكفَّ أذىً، وغض الطرف، واكثر ذكر مولانا
3_ فقدان المودة والصفاء وشيوع الكراهية والبغضاء:
المجالس التي تجمع الناس ويكثر أهلها من ارتيادها والاختلاف إليها يفترض فيها أن تكون مجالس خير وبركة ، وأنس ومودة، وتسودها الألفة والإخاء، ويرفرف في أفيائها الصفاء والنقاء، ويجد فيها المرء فرحه وسروره، ويطرح في ساحها همومه وأنكاده
إلا أن المتأمل لكثير من المجالس لا يجد إلا عكس ما مضى؛ فيكثر فيها الخلاف ، ويغلب على مرتاديها سوء الظن، وتشيع فيما بينهم العدواة والبغضاء، ويكثر فيهم الحسد والبغي والاستطالة، فإذا رأيت أصحابها ظننتهم إخوة متآلفين من كثرة ما يلقى بعضهم بعضا، وإذا كشفت عن سالفتهم وتبينت حقيقة امرهم، وجدت قلوباً متنافرة وضلوعاً على الضغينة محنية ؛ فالواحد منهم يحذر جلساءه، ويتحفظ منهم أشد التحفظ، فإذا هم بالقيام من المجلس خاف من لمزهم وغيبتهم له بعد فراقه لهم
واغلب ذلك من صنيع أهل هذا الزمان الذين نصبوا أعراض الناس أغراضاً، فمنهم من يكاشف بالشتم ويجاهر باللفظ القبيح مجاهرة وعلانية، ومنهم من يعرض بالأذى ويكني ويوري، ومنهم من يؤذي صاحبه بالمسارة والنجوى والشكوى، ومنهم من يشجو أخاه بغمز العينين وزي الحاجبين ( أي قبضهما وبسطهما) ورمز الشفتين والإيماء بهما ، وأسلمهم جانبا من لا يعاجل بالسوء ولا يؤاخذ بالذنب ولكن يحصي الأنفاس ، ويعد الحروف والألفاظ ويحفظها ليوم حاجته وأوان فرصته، فيعير بها ويطنب فيها أو يقصر
احذر مودة ماذق ،، شاب المرارة بالحلاوة
يحصي العيوب عليك أيام الصداقة للعداوة
4_ قلة ذكر الله في المجالس:
كثير من المجالس تعمر بالقيل والقال، وباللغو واللغط، ويقل فيه ذكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا الأمر مدعاة لنزع البركة وحلول النقمة والحسرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة "
5_ قلة المبالاة بكفارة المجلس:
كثير من الناس يطلق العنان للسانه، فيكثر لغطه ولغوه، ثم يقوم من المجلس دون أن يقول الدعاء الوارد في نهايته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من جلس في مجلس، فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك"
أعزائي أخواني وأخواتي في ..
كان هذا نقل وتلخيص بتصرف لكتاب " أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة " لمحمد بن ابراهيم الحمد
أسأل الله أن تكونوا قد انتفعتم بما نقلت لكم، وما هدفي إلا الرقي بمجتمعي، ورفع مستوى الحوار والتخلق باخلاق النبي الكريم
و ما " أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"
لكم مني الف تحية ومن الشكر الكثير
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)