لم يجد معلم وسيلة للبحث عن طلابه بعد 24 عاما من فراقهم إلا نشر صورهم التي حصل عليها إبان تدريسه لهم وهم على مقاعد الصفوف الدنيا من المرحلة الابتدائية على صفحته على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" وذلك تحت شعار "من صاحب الصورة؟"، ليتفاجأ طلابه وأصغرهم الآن في عقده الثالث بصورهم وهم أطفال على صفحة "فيس بوك".

وبالرغم من أن مدة عقدين ونصف كفيلة بتغيير ملامح هؤلاء الطلاب، إلا أن الكثير منهم تعرفوا على صورهم، ودهشوا من احتفاظ معلمهم بها، وتواصلوا معه، وحظيت صفحة المعلم بتفاعل كبير من طلابه الذين وصل كثير منهم إلى مراتب وظيفية مرموقة.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "الوطن" السعودية، قال المعلم حسن النعمي الذي يعمل بالإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة جازان إنه منذ تعيينه في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في أبو عريش عام 1409هـ ، وهو يحتفظ بصور طلابه الذين يقوم بتدريسهم في كل عام، كما يحتفظ ببعض أوراق إجاباتهم بقصد الذكرى، حتى اجتمع لديه عدد كبير من الصور والأوراق التي تحمل ذكريات جميلة في سنوات التدريس الأولى. وأضاف أنه لم يكن يعلم أنه سيأتي اليوم الذي تكون هذه الصورة الوسيلة الوحيدة للبحث عن طلابه الذين تفرقوا في الأرض بحثا عن العلم والرزق، مشيرا إلى أن الإنترنت الذي جمعهم اليوم كان ضربا من الخيال آنذاك، فكيف بموقع "فيس بوك" الذي جمعهم بعد طول شتات؟
وعن فكرة بحثه عن طلابه بعد ما يقرب من عقدين ونصف، أشار النعمي إلى أنه كان يتواصل مع أصدقائه وأسرته عن طريق "فيس بوك، ولاحت لديه فكرة البحث عن طلابه، ومعرفة أخبارهم، وأين وصل بهم العلم، وخاصة أولئك الذين صافحهم في أول يوم عين فيه بالمدرسة معلما قبل 24 عاما، فلم يجد أمامه سوى الرجوع لأرشيفه الخاص، والبحث عن صور أولئك الأطفال الذين أصبحوا اليوم رجالا، وفي مواقع مختلفة، ونشرها على صفحته على "فيس بوك" تحت شعار" من صاحب هذه الصورة ؟".

وذكر النعمي أنه نشر 40 صورة في أول الأمر، وتفاعل طلابه ومن يعرفونه مع تلك الصور، وتواصلوا معه، وتضمنت تعليقاتهم من خلال الصفحة عبارات الدهشة والانبهار من احتفاظ معلمهم بصورهم طيلة تلك السنوات، وكانت أول صورة نشرها على الموقع لأحد طلابه وهو الآن معلم لمادة الحاسب الآلي في منطقة جازان، تعرف على صورته وهو صغير، فتواصل معه.

وبين النعمي أنه تفاجأ بأن كثيرا من طلابه أصبحوا في مراكز وظيفية مرموقة، موضحا أنه تواصل معهم، واجتمع مع بعضهم في لقاء لم يكن في الحسبان، مشيرا إلى أن لديه العديد من صور طلابه الذين قام بتدريسهم على مدى سنوات خدمته في التعليم، وسوف يقوم بالبحث عنهم من خلال وضع صورهم على صفحته على "فيس بوك" من أجل التواصل معهم، مشيرا إلى أن جميع طلابه الذين قام بوضع صورهم على صفحته كانوا سعداء بذلك، بل إن الكثير منهم طالبوه بنسخ من تلك الصور التي لم تكن في أرشيف أي منهم.