الجميز.. علاج للكبد والصدفية
عمل على تحسين وظائف الكبد الدهني كونه مضادًا للأكسدة
يساعد على مكافحة البدانة وارتفاع نسبة السكر في الدم
الجميز" شجرة الحب وفاكهة الفقراء.. وهي ثمرة قديمة عرف فوائدها المصريون القدماء منذ آلاف السنين, واليوم نلقي الضوء عليها ليعرف من يتناولها أنه لا يأكل ثمرة حلوة المذاق فحسب, وانما يقدم الى جسمه هدية ثمينة من الفوائد الغذائية والعلاجية التي ذكرها المتخصصون خلال هذا التحقيق:
يقول الدكتور يوسف حلمي.. استشاري التغذية العلاجية: أن هناك أبحاث ودراسات أجريت على ثمرة الجميز أثبتت أنها تعمل على تخفيض نسبة السكر أو الغلوكوز في الدم, خصوصًا بعد ساعتين من تناولها على أن تكون ناضجة وطازجة, لأنه تناولها نيئة معناه عدم سهولة هضمها وامتصاصها لوجود انزيمات تحول دون ذلك. ويحتوي الجميز أيضًا على سكر الفركتوز, والفلافونيدات وهي مجموعة من مضادات الأكسدة وتعمل على تقليل الخلل الوظيفي الذي يحدث للخلية, كما أنه يقلل من وجود الشوارد الحرة, وبالتالي يقلل من الاصابة بأمراض كثيرة مثل الفشل الكلوي وتصلب الشرايين والأورام السرطانية.
وتعمل الفلافونيدات التي لها علاقة بفيتامين "أ" على علاج بعض الأمراض الجلدية وخصوصًا الصدفية, لأن معظم علاجات أمراض الصدفية تحتوي على المكونات المهمة جدًا لفيتامين "أ" بالاضافة الى التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية. ولأن الجميز غني بالألياف فانه يعتبر ملينًا للبراز, بالاضافة الى ما يلعبه من دور في الاقلال من امتصاص السكر وخفض نسبة الكوليسترول وسهولة الهضم ومنع الامساك وتنظيم حركة القولون والمعدة. ولأنه يحتوي على مضادات الأكسدة فانه يدخل في تحسين وظائف الكبد الدهني, ولكن كل ما نشر عن هذا المجال من العلاج لم تُجر تجارب فيه على الانسان, ولكنه كمركب مضاد للأكسدة له فائدة في علاج أمراض الكبد المزمنة, وعلاج تليف الكبد والتقليل منه الى حد كبير.
والكمية التي يجب ألا يزيد الشخص في تناولها من الجميز هي 250 غرامًا في اليوم الواحد, سواء للشخص العادي أو لمريض السكر, لأن الفركتوز الذي يحتوي عليه نسبة السكريات فيه غير مرتفعة, بالاضافة الى أن الفركتوز ليس سكراً أولياً أو "سكروز", فالفركتوز يتكون من سكر ثنائي يتحول في الجسم الى غلوكوز, وثبت أن الجميز يقلل من نسبة السكر لدى مرضى ارتفاع السكر في الدم. وهو من الثمار التي أجريت عليها تجارب في مصر, ويجب عدم تناول بذور الجميز الصغيرة بالداخل, وان كانوا يستخدمونها كدهان خارجي, لكن لا ننصح بها كغذاء.
وفي الطب الشعبي كانوا يقومون بتحميص وتجفيف الجميز ويأخذون البذور الداخلية منه ويطحنوها ويضعونها كدهان على الجلد لدى مرضى الصدفية والأمراض الجلدية والاكزيما, الا أن ذلك لم تثبته الدراسات حتى الآن.
وقاية وعلاج
يقول الدكتور مجدي نزيه.. رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية ¯ ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية, أن الجميز يصنف من الفواكه رخيصة الكلفة والموجودة في معظم أوقات السنة, وأيضًا يتصف بأنه يحتوي على جرعة منخفضة من السكريات, ولذلك فهو ايجابي لكثير من الحالات المرضية المزمنة مثل مرض البول السكري, وكذلك مشكلات البدانة, فهو يناسب قطاعاً كبيراً من الناس.
كما يتضمن بعض الأبعاد الوقائية والعلاجية, فهو يعتبر ايجابياً لجهاز المناعة اذا ما تم تناوله سليمًا وغير مصاب بآفات مرضية, ويحتوي أيضا على جرعة منخفضة من الألياف ولذلك فهو يعتبر احدى الفواكه التي تساعد على امتلاء المعدة بهدف انقاص الوزن ومكافحة ارتفاع نسبة السكر في الدم. ويجب غسل ثمرات الجميز جيدًا لضمان خلوها من المبيدات أو الاضافات الكيماوية التي يستخدمها المزارعون.
قيمة اقتصادية
قال الدكتور ياسر حنفي.. أستاذ مساعد بمركز بحوث الصحراء الجميز فاكهة استوائية, وهي شجرة مستديمة الخضرة وضخمة, حيث يبلغ ارتفاعها 15 مترًا على الأقل, وهي شجرة متناسقة الشكل, تنتشر أفرعها جانبيًا كلما تقدم بها العمر, أوراقها بسيطة بيضاوية الشكل متبادلة, خشنة الملمس من سطحها العلوي, أزهارها وحيدة الجنس ولونها أصفر مائل الى الحمرة, وثمارها تينية كبيرة الحجم, تتحول الى اللون الوردي المائل الى الحمرة عند النضج, ولا تستغني في تلقيحها عن حشرة "البلاستوفاجا".
ولها قيمة اقتصادية عالية, حيث تتم زراعتها في الحدائق وعلى جوانب الطرق, وتستعمل ثمارها في التغذية, ويستخدم خشبها في صناعة الآلات الزراعية والسواقي وعمل قوائم الابحار, حيث أن خشبها يتحمل البقاء في الماء لمدة طويلة.
وللبن الجميز فائدة في علاج مرض الصدفية وبعض الأمراض الجلدية الأخرى على شكل دهان موضعي, حيث انه يحتوي على المضادات الحيوية القادرة على ابادة الجراثيم ومواد أخرى تساعد على التئام الجروح, هذا الى جانب تأثير تناول الجميز عن طريق الفم كملين ومنبه جيد للمعدة والأمعاء ومطهر للنزلات المعوية وطارد للغازات, ومفيد في علاج التهابات اللثة. كما أن أكل ثمار الجميز الطازجة أو عصيرها يساعد في علاج النزلات المعوية, وانتفاخ البطن والامساك, حيث يتناول المريض كوباً من عصير الثمار صباحاً على الريق.
وتمضغ ثمار الجميز لأطول فترة ممكنة, أو يستعمل عصيرها كمضمضة لعلاج التهابات وترهلات اللثة, وتستعمل شرائح ثمار الجميز الناضجة على هيئة ضمادات فوق مكان الاصابة لعلاج أمراض الصدفية والقوباء, ويستخدم أيضًا لتطهير الجروح والقروح وسرعة التئامها.
وتقول الدكتورة فاطمة علي أحمد.. رئيس قسم النباتات الطبية والعطرية, ثمرة "الجميز" تتبع العائلة التوتية وتخرج ثمارها التي تشبه ثمار التين, وقد سجل الرحالة "خوف حر" من الأسرة السادسة على جدران قبره في أسوان قائلاً: "لقد حفرت بحيرة وزرعت أشجار الجميز متشابكة الأغصان حولها", واعتبرها قدماء المصريين مسكن الالهة "حتحور" ربة الجمال وكانوا يعتبرونها أيضًا الجسم الحي لنفس الالهة على الأرض, كما اعتبروها مثل الأم الحنون التي تمدهم بالغذاء واللبن.
وقد استخدم المصري القديم أوراق وثمار ولبن الجميز في التداوي, وتقول عالمة المصريات الدنماركية "ليزا مانكه" في كتابها "التداوي بالأعشاب في مصر القديمة" استخدم الجميز ضمن الخلطات المستخدمة لعلاج الامساك, وكسور العظام, وانتفاخ البطن, والقضاء على الديدان, والأمراض الجلدية.
وحاليا تعتبر شجرة مريم الموجودة في المطرية أقدم شجرة جميز معروفة ويروى أن السيدة العذراء قد استظلت تحت فروعها عندما لجأت الى مصر ومعها السيد المسيح عليه السلام وهو طفل.
ومن العمليات الطريفة التي لا تخلو من مغزى فولكلوري "ضرب شجر الجميز", حيث كان المصري القديم يعتقد أنه لكي يطرد الأرواح الشريرة التي قد تسكن أشجار الجميز لابد أن يقوم بضرب الشجرة بالعصي, وآية نجاحه أن تثمر الشجرة, وأيضا "التختين" وهي عملية الغرض منها فتح ثغرة في ثمرة الجميز بواسطة آلة خاصة حتى يسهل أن تضع حشرة 'البلاستوفاجا' وهي من ذوات الجناحين بيضها داخل الثمرة وعندما يفقس البيض وتخرج الحشرات الصغيرة من الثمرة والتي يتخللها الهواء فتجف من الداخل, وتنضج الثمرة عادة بعد 4 الى 5 أيام من تختينها, أما الثمرة التي لم تختن فيكبر حجمها وتنعدم حلاوتها وتسمى "باطة".
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)