برلين - يبدو أن الهاتف الجوال أهم من المبضع، بل وأهم من حياة المرضى، بالنسبة لطبيب جراح ألماني لا يغلق الهاتف حتى أثناء العمليات الجراحية. رئيس الأطباء هذا، واسمه يورغن س. من مدينة ماينتز عاصمة ولاية بلاتينية الراين بغرب ألمانيا، فصلته إدارة المستشفى التابع للمؤسسة الكنسية الخيرية «كاريتاس» بعدما وجهت إليه عدة تحذيرات تطالبه بالكف عن استخدام الهاتف الجوال أثناء إجراء العمليات الجراحية. والظاهر أنه طفح الكيل بالأطباء المساعدين، والممرضات في غرفة العمليات، بعدما تكلم الدكتور يورغن لأكثر من 5 دقائق مع زوجته أثناء إجرائه عملية جراحية في المعدة.
وذكر طاقم العملية الجراحية أن الطبيب الجراح كان يحادث زوجته عن نتائج رصف ممر جديد في غرفة الاستقبال في بيته. وأضافت إحدى الممرضات أنه دأب في السابق على تلقي المكالمات الهاتفية أثناء العمليات الجراحية، كما كان يلجأ أحيانا إلى تكليف إحدى الممرضات المساعدات بالرد على هاتفه.
يورغن (56 سنة) طعن بقرار المستشفى أمام محكمة ماينتز مطالبا بإعادته إلى العمل، في حين طالبت النيابة العامة بتثبيت قرار الفصل ودعت نقابة الأطباء إلى سحب إجازة العمل منه. أما قاضي المحكمة فقال معلقا إن تصرف الطبيب يعرض حياة المرضى للخطر وإن هذا «غير مقبول تماما». إلا أنه أوضح أنه لا يريد في المقابل تعريض الطبيب وعائلته المؤلفة من 4 أفراد، للخطر أيضا، ولهذا فقد ثبت قرار الفصل من المستشفى المذكور، لكنه منحه فرصة البحث عن عمل جديد في مستشفى آخر أو العمل كطبيب مناوب يحل محل الأطباء المجازين.
كذلك رفض القاضي سحب إجازة عمل الطبيب، لكنه حذره من المثول مجددا أمام القضاء بسبب «الدردشة» على الجوال أثناء إجراء العمليات.