وصف مدينة حماة بطريقة جميلة وفكاهية








زارني صديق غريب ، إلى قلبي هو حبيب

فقال : سمعت عن مدينتك الغريب العجيب فهات ما عندك يالبيب.

فقلت له : مدينتي أم السرائر وفيها السوق والحاضر وما بينهما

العاصي سائر فعن أيهما أحدثك يازائر؟؟

فقال : لا أعرف فأنا حائر … حدثني عن الأفضل وأكون لك شاكر.

فأجبته وأنا ثائر ، ونار تلفظها عيوني والسرائر : لافرق عندنا يازائر

فالسوق دمهم وقلبنا الحاضر ودمهم في عروقنا سائر!!!

فقال بقلب مجروح وبصوت خفيف مبحوح وعلائم الأسف منه تلوح : عذراً

ياصديقي بما أبوح ألا تعرفني فتىً مزوح..!!

فقلت له عذرك مقبول ياشرشوح وسأزيدك عن حماه الشروح..

فقال : عنها أشير ودعني استنير!

فقلت : مدينتي أم النواعير أكثر سكانها يركبون الطراطير ويفضلون في

الطعام الفتوش والسخاتير ومن بيوتهم تخرج المشاهير وساحاتهم تشهد

المغاوير وتسمع عن سكانها القصص والأساطير ، فأحذيتهم الشواريخ

والبساطين ، وإلى السماء يرفعون المناخير وكلهم يفضل أن يصبح وزير،

وفيها نادي الطليعة ونادي النواعير.

فقال : جعلتني في حبها أسير ، وماذا تعني بالطراطير ، أرجو ياصاح

الأيضاح والتفسير!

فقلت : عربة على ثلاثة تسير وصوتها أشبه بالشخير وفي الطلعة تزأر زئير

وإياك لسائقها أن تشير ففي غير هذا المكان تصير فراكبها يحسب نفسه

وزير وأنه في السماء يطير!!

فقال : وماذا عن السخاتير؟

فقلت : أكلة العظماء والمشاهير وتمتاز بقلة الشراشير وقوامها جق ومخ ودراكيل

فقال : وماذا عن المشاهير ، فقلت : هناك وليد قنباز وفي الرجولة أبو العناز

بالحلو يشتهر قيطاز فعنده من الحلو الصنف الممتاز وبشهرة كبيرة في

حماه قد فاز وعندنا ايضاً سلورة أسأل عنه المعمورة فحلاوته جداً مشهورة

وعنده جميع الأصناف المأثورة وسيطه وصل حتى الصين وسنغافورا!

فقال : ذدني عنها ياصاح محبتي لمدينتكم قد لاح!

فقلت إلى السوق الطويل أرواح هذا عابدين جداً مشهور يخدم كل إنسان مضرور وتجد عنده

لبن العصفور وتجد عنده الحنة والبخور وعنده الدواء الشافي وعن المشافي هو كافي ووافي وإن سألته عن شيء لايقول مافي!

فقال : وماذا عن سكانها؟

فقلت : سكانها شعب نادر فكلهم فهمان وشاطر ولاتعمل عليهم ماهر ، وإن تحرشوك فلا تحاور وإن شاجروك فلا تشاجر

وخاصة إذا كنت في الحاضر وإلا وجدت نفسك في المقابر!!

فقال : حدثني عن أحيائها وأكون لك شاكر.

فقلت : عندنا الجراجمة والأميرية والسخانة والحميدية . وللبس شعبهما أيضاً فهناك العباية

وهناك الكلابية وهناك الكندرة والكسرية وفي الزنار موس وشبرية

ويمتازون بالنخوة والعنترية فكأنهم يعيشون أيام الجاهلية فمدينتي

جورة الهم ويشتهرون بكثرة النم وكلامهم عن بعضهم كالسم وهناك بينهم

قرابة دم فهذا خال وهذا عم ويشمون الأخبار شم وبسرعة تعم الشائعات عم .

فقال : وماذا عن العاصي؟

فقلت : ينبع من عدة ينابيع ويمتلئ عادة في فصل الربيع وشواطئه تكثر بالجرابيع وتصب فيه كل البلاليع ومن رائحته يطفش الجميع مع أنه فتان بديع

فقال : وماذا عن نسائها؟

فأجبته ضاحكاً كل النساء عندنا سمينات

يلقبون عادة بالبرميلات فهناك سمية وهناك عطيات وهناك بدرية وهناك

نعمات ، وإن تسألهم ما يمارسون من الرياضات فيقولون الكر والمعاتبات

وماذا يمارسون من هوايات فيقولون الأكل والاستقبالات فالأكل يرونه

في المنامات ويحسبون أنفسهم أنهم رشيقات فبنت الأربعينات تقول أنا بنت العشرينات وأنا أميرة الأميرات

وعندنا أكلة للتنائيش يأكلها عادة الغني والدرويش وتلقب عندنا

بالشنكليش فرائحته تطفشك تطفيش فإذا ذقتها بيتشوش عليك تشويش وينكش

فمك تنكيش وفي الشوارع سوف تعيش وتصبح كشارب خمر ومدمن حشيش وأكثر من ذلك لن تعيش!

فقال: حدثني عن ماضيها؟!………………. فقلت اسكت أحسن ما نروح فيها



ملطوش