يقضي الفلسطينيون شهر رمضان المبارك بصورة تختلف تماما عنها في سائر بلاد العالم، إنهم يقضونه تحت قصف المدافع وأزيز الطائرات وهدم المنازل، فنفحاته المباركة تعكرها قذائف المدفعية وطائرات الأباتشي (الأمريكية الصنع)، وتقطعت زيارات الأرحام فيه جراء تقطيع الاحتلال أوصال الأراضي الفلسطينية بحواجزه البغيضة؛ التي تجعل من التنقل والحركة مغامرة قد تكلف المرء حياته. وبدلا من الزينة التي تعود الفلسطينيون استقبال الشهر الفضيل بها، أصبحت صور الشهداء والمعتقلين هي التي تزين جدران المدن والقرى والمخيمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.رمضان في دول عرابية واسلامية وفي فلسطينفي الحبيبة رمضان يجلب معه جواً من الألفة ، يحمل معه دعوة لصلة الرحم ..
ما أن يعلن عن ثبوت رؤية الهلال تبدأ المساجد بالتكبير و ينتشر الأطفال في الشوارع ينشدون طرباً وترحيباً بالزائر الطيب !
تزين الطرقات بالزينة والإضائة الملفته للنظر و المفرحه للقلوب المشتاقه لحظة أن يرتفع أذان المغرب تجتمع العائلة حول مائدة الإفطار وأشهر أطباقها:
مقلوبه و فريكه و المنسف والمحاشي و ورق العنب والملفوف و الخبز العربي ..العصائر شيء أساسي على المائده: عصير الرمان و البرتقال و قمر الدين والتمر هنديأما الحلويات بعد الفطور: ماأشهى القطايف مغمسة بالقطر بطعمي القشطة والمكسرات و ماألذ الكنافه حلاوتها كحلاوة إجتماع العائلة على أكواب الشاي الساخنه مع النعنع المنعش !!كما أن الإفطار الجماعي لايغيب عن الشارع الفلسطيني، حيث تقوم المساجد بدورها في هذا الجانب ومن المعروف أن المسجد الأقصى يقيم كل سنة في رمضان على مدار الشهر بإفطار الصائمين :
بعدها تتجه الجموع لصلاة العشاء والتراويح وغالباً ماتقيم المساجد في رمضان حلقات لتحفيظ القرآن و تلاوته ودروس دينية ..
هذا مظر من المظاهر الإيمانية التي قد لاتختلف عن باقي الدول العربيه لكن له طعمه الخاص في فلسطينفي الجانب الآخر هناك من العائلات في غزه من لا تجد على مائدة الإفطار غير الماء وقليل من الطعام يسد الرمق والجوع وفوق كل هذا ارتفاع الأسعار واستغلال خنق الحصار !
مع ذلك يبقى القلب يهفوا رمضان كريم و الله أكرم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)