وأما آفات اليد: فإن الآفة في اليد تدل على محنة الأخوة. وفي أصابعها تدل على أولاد الأخوِة. ومنِ رأى كأنّ ليس له يدان، فإنّه يطلب ما لا يصل إليه. ومن رأى كأنّه صافح رجلاً مسلماً فخلع يده، فإنّه يدفع إليه أمانة فلا يؤديها. ومن رأى كأن يمينه لم تزل مقطوعة، فإنّه رجل حلاف، ومن رأى كأنّ يمينه مقطوعة موضوعة أمامه، فإنّه يصيب مالاً من كسب.
والنقص في اليد دليل على نقصان القوة والأعوان، وربما دل قطع اليد على ترك عمل هو بصدده. فإن رأى كأنّ يده قطعت من الكف، فهومال يصير إليه، فإن قطعت من المفصل، فإنّه يصيب جور حاكم، فإن قطعت من العضد وذهبت، مات أخوه، إن كان له أخ. لقوله تعالى: " سَنَشّدُّ عَضُدَكَ بِأخيكَ " . فإن لم يكن له أخ ولا من يقوم مقامه، قل ماله، فإن رأى كأنّ والياً قطع أيدي رعيته وأرجلهم، فإنّه يأخذ أموالهم ويفسد عليهم كسبهم ومعاشهم.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى كأنّ يده قطعت، فقال: هذا رجل يعمل عملاً فيتحول عنه إلى غيره. وكان نجاراً فتحول إلى عمل آخر.
وأتاه رجل آخر فقال: رأيت رجلاً قطعت يداه ورجلاه، وآخر صلب: فقال: إن صدقت رؤياك عزل هذا الأمير وولي غيره. فعزل من يومه فطن بن مدرك، وولي الجراح بن عبد اللهّ.
فإن رأى كأنّ حاكماً قطع يمينه، حلف عنوة يميناً كاذبة. فإن رأى كأنّه قطع يساره، فإنّ ذلك موت أخ أو أخت أو انقطاع الألفة بينه وبينهما، أو قطع رحم، أو مفارقة شريك، أو طلاق امرأة. فإن رأى كأنّ يده قطعت بباب السلطان، فارق ملك يده.
وأما قصر اليد، فدليل على فوت المراد والعجز عن المراد، وخذلان الأعوان والإخوان إياه.
وسئل ابن سيرين عن رجل رأى أنّ يمينه أطول من يساره، فقال: هذا رجل يبذل المعروف ويصل الرحم.
ومن رأى كأنّه قصير الساعدين والعضدين، دلت رؤياه على أنّه لص أو خائن أو ظالم. فإن رأى كأن ساعديه وعضديه أطول مما كان، فإنّه رجل محتال سخي شجاع. وأما الشلل في اليدين وأوصالهما، فمن رأى كأنّ يديه قد شلتا، فإنّه يذنب ذنباً عظيماً. فإن رأى كأنّ يمينه شلت، فإنّه يضرب بريئاً ويظلم ضعيفاً. فإن رأى كأنّ شماله شلت، مات أخوه أو أخته، وإن يبست ابهامه، مات والده، وإن يبست سبابته، ماتت أخته، وإن يبست وسطاه، مات أخوه. وإن يبست البنصر، أصيب بابنته. وإن يبست الخنصر، أصيب بأمه وأهله.
فإن رأى في يده اعوجاجاً إلى وراء، فإنّه يتجنب المعاصي. وقيل انّه يكسب إثماً عظيماً يعاقبه الله عليه. ومن رأى يديه ورجليه قطعت من خلاف، فإنّه يكثر الفساد أو يخرج على السلطان. لقوله تعالى: " إنّمَا جَزَاءُ الّذينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ " الآية. وقيل انّ من رأى يمينه قطعت، فإنّه يسرق، لقوله تعالى: " فاقْطَعُوا أيْدِيَهُمَا " .
ورأى رجل كأن يده مقطوعة، فقص رؤياه على معبر فقال: يقطع عنه أخ أو صديق أو شريك، فعرض له أنّه مات صديق له. ورأى رجل أن يده قطعها رجل معروف، فقال: تنال على يده خمسة آلاف درهم إن كنت مستوراً، وإلا فتنتهي عن منكر على يده.
والآفة في الأصابع: دليل على محنة الولد. فإن لم يكن له ولد فهو دليل على إضاعة الصلوات. وقيل من رأى كأن خنصره قطعت غاب عنه ولده. ومن رأى بنصره قطعت، فإنّه يولد له ولد. ومن رأى الوسطى قطعت، مات عالم بلده أو قاضيها، فإن رأى كأنّ أربع أصابعه قطعت، تزوج أربع نسوة فيمتن كلهن، وقيل من رأى كأنّه قطع اصبع إنسان، أصابه بمصيبة في ماله. وقيل ذهاب الأصابع فقدان الخدم ومص الأصابع زوال المال. وانقباض الأصابع يدل على ترك المحارم.
وأما الأظفار: فالآفة فيها تدل على ضعف المقدرة وفساد الدين والأمور وقيل انّ طول الأظفار غم، ومن رأى كأنّه لا ظفر له، فإنّه يفلس. فإن رأى كأنّ أظفاره مكسورة كلها، فإنّه يموت وكذلك إذا رآها مخضرة وهو يرقيها فلا ينفع، فإنّه يموت.
وأما الصدر: فمن رأى أنّه توجع صدره، فإنّه ينفق مالاً في إسراف من غير طاعة الله، وقد عوقب عليه.
والزكام: يدل على مرض يسير يتعقبه عافية وغبطة. والبرسام، فمن رأى أنّه مبرسم، فإنه رجل مجترىء على المعاصي، وقد نزل به عقوبة من السلطان.
ومن رأى أنّه مبطون: فإنّه قد أنفق ماله في معصية وهو نادم عليه، ويريد أن يتوب من ذلك، ومن رأى كأنّه أصابه القولنج، فقد قتر على أولاده وأهله القوت، ونزلت به العقوبة. وقيل انّ وجع البطن، يدل على صحة الأقرباء وأهل البيت. وأما وجع السرة، فإنّ رؤياه تدل على أنّ صاحبه يسيء معاملة امرأته.
ووجع القلب: دليل على سوء سيرته في أمور الدين. ومرض القلب، دليل على النفاق والشك. لقوله تعالى: " في قُلُوبِهِمْ مَرَض " . والكرب في القلب، دليل على التوبة.
وأما وجع الكبد: فهو في التأويل اساءة إلى الولد. فقد قال عليه السلام: " أولادنا أكبادنا " . وقطع الكبد موت الولد. وقرح الكبد غلبة الهوى والعشق.
وأما وجع الطحال: فدليل على إفساد صاحبه مالاً عظيماً، كان به قوامه وقوام أهله وأولاده، وأشرف معهم على الهلاك. فإن اشتد وجعه حتى خيف عليه الموت، دل ذلك على ذهاب الدين، نعوذ بالله منه.
وأما الرئة: فمن رأى أن رئته عفنة، دل على دنو أجله، لأنّ الرئة موضع الروح.
وأما وجع الظهر: فيدل على موت الأخ. فقد قيل موت الأخ قاصمة الظهر، وقيل وجع الظهر يرجع تأويله إلى من يتقوى به الرجل من ولد ووالد ورئيس وصديق، فإن رأى في ظهره انحناء من الوجع، فإنّه يدل على الافتقار والهرم.
وأما نقصان الفخذ: فدليل على قلة العشيرة والغربة عن الأهل والوحدة. ووجع الفخذ يدل على أنّ صاحبه مسيء إلى عشيرته. ووجع الرجل يدل على كثرة المال، وقطع الأخمص يدل على الزمانة. فإن رأى كأنّ رجليه قطعتا فبانتا منه، ذهب ماله أو مات. فإن رأى إحدى رجليه قطعت، ذهب نصف ماله أو ذهبت قوته وضعفت حيلته وعجز عن الحرِكة. فإن رأى كأنّ إنساناً قطع إبهام رجله، فإنّه يحبس عنه ديناً عليه، أو يقطع عليه مالاً كان يتكل عليه. فإن رأى كأنّه مقعد ضعفت قدرته في أمور الدنيا والدين. فإن رأى كأنّه يحبو على بطنه، فإنّه تصيبه علة تمنعه عن العمل وتحوجه إلى إنفاق ماله فيفتقر. فإن رأى أنّه لا يقدر على أن يحبو وقد ذهبت جلدة بطنه من الحبو، ويسأل الناس أن يحملوه، فإنّه يفتقر ويسأل الناس.
ومن رأى أنّ ذكره توجع: فقد اساء إلى قوم، وهم يذكرونه بالسوء ويدعون عليه. فإن رأى أنّه قطع ورمي به، فإنّه يدل على موته أو انقطاع نسله أو على موِت ابنه. فإن كانت له ابنة، ورأى كأنّ ذكره انقطع ووضع على أذنه، فإن ابنته تلد بنتاً لا من زوجها. وقطعه للوالي عزل، وللمحارب هزيمة.
ومن رأى كأنّه خصي أو خصى نفسه: أصابه ذل. فإن أراد أن يودع رجلاً وديعة، أو يفضي إليه بسر، فرأى في منامه خصياً، فليجتنب أن يودعه. وقيل من رأى كأنّه تحول خصياً، نال كرامة. وإن رأى خصياً مجهولاً، له سمت الصالحين وكلام الحكمة، فهو ملك من الملائكة ينذر أو يبشر. ومن رأى كأنّه مأسور، انسدت عليه أبواب المعيشة، كما إذا انسد احليله عنِ البول. ويدل على أنّ عليه ديناً لا يمكنه قضاؤه. ومن رأى كأنّ به ادرة، أصاب مالاً لا يأمن عليه أعداءه، ومن رأى كأنّ بعضو من أعضائه وجعاً لا صبر له عليه، فإنّه يسمع قبيحاً من قريبه الذي ينسب إليه ذلك العضو والوجع. فإن رأى كأنّ إنساناً خدش عضواً منِ أعضائه، فإنّه يضره في ماله وفي بعض أقربائه. فإن رأى في الخدشة قيحاً أو دماَ أو مدة، فإنّ الخادش يقول في المخدوش قولاً، وينال المخدوش بعد ذلك مالاً.
ومن رأى كأنّ جبهته خدشت: فإنّه يموت سريعاً. وكل أثر في الجسد فيه قيح أو مدة، فهو مال. وكل زيادة في الجسم إذا لم تضر صاحبها، فهي زيادة في النعمة.
وأما البرص والجذام والجدري: فقد تقدم القول عليه. والأفضل أن يرى الإنسان كأنّه هو الذي به البرص والجرب والجدري والبثر. فإن رآها في غيره فهي تدل على حزن ونقصان جاه لصاحب الرؤيا، لأنّ كل من كان منظره قبيحاً فإنّ نفس الذي يراه تنفر منه، وخصوصاً إذا رآها في مملوكه، فإنّه لا يصلح لخدمته على كل ما يفعله، فهو قبح وفضيحة، وكذلك كل من يعاشره. ومن رأى أنه جدر، فهو زيادة في ماله. وإن رأى أنّ ولده جدر، ففضل يصير إليه وإلى ابنه وكذلك القروح في الجسد، زيادة في المال. وإذا رأى في يده قروحاً تسيل منها مدة، فإنّه مال ينفعه ولا يضره ذلك.
والحصبة: اكتساب مال من سلطان، وقيل هي تهمة. وأما الرعشة، فإنّها عسر في الأمور التي تنسب إلى ذلك العضو المرتعش. ومن رأى يده اليمنى ترتعش تعسرت عليه معيشته. فإن رأى فخذه يرتعش، دخل عليه عسر من قبل عشيرته وارتعاش الرجلين عسر في المال.
وأما الطاعون: فهو الحزن، فمن رأى أنّه أصابه الطاعون أصابه حزن، كما لو رأى أنّه أصابه حزن أصابه الطاعون. ومن رأى كأنّ أعضاءه قطعت، فإنّه يسافر وتتفرق عشيرته. لقوله تعالى: " وَقَطّعْنَاهُمْ في الأرْض أُمَماً " .
وأما العنّة: فإنّه لا يزال صاحبها معصوماً زاهداً في الدنيا وما فيها، ولا يكون له ذكر البتة، فإن زالت عنه العنة، فإنّه ينال دولة وذكراً. وقيل من رأى أنّه تزوج بامرأة، أو اشترى جارية، فلم يقدر على مجامعتها لعنته، فإنّه يتجر تجارة بلا رأس مال تجلد.
وأما العقر: فإذا كان من عقر الخف، فإنّه يناله هم، ويصيبه من ذلك الهم نكبة، فإن عقره إنسان، فإنّ المعقور يناله من العاقر نكبة يصير ذلك حقداً عليه.
آفات الرَجل





ومن رأى رجله اليمنى اعتلت أو انكسرت أو انخلعت، فإن كان بها جرح فإن ابنه يمرض. فإن رأى ذلك في رجله اليسرى، وكان له ابنة، خطبت. وإن لم يكن له بنت، ولدت له بنت، وإن رأى انكسار رجله وهو يريد سفراً، فليُقمْ ولا يبرح. وإن خلعت. فإن امرأته تمرض. وإن طالت إحدى ساقيه على الأخرى، فإنّه يسافر سفراً. ومن رأى أنّه أعرج أو مقعد ولا تقله رجلاه، فذلك ضعف مقدرته عما يطلبه، وخذلان من ينتسب إليه ذلك العضو من أقاربه إياه. وقيل من رأى أنّه أعرج، حسن دينه وتفقا وإن حلف على يمين لم يكن عليه فيها بأس، هذا قول ابن سيرين.
والأعرج لا يحسن حرفة، ولا يتكل على مال ناقص يكون عيشه من ذلك، فإن رأى رجل امرأة عرجاء، فإنّه ينال أمراً ناقصاً. وإذا رأت امرأة رجلاً أعرج، نالت أمراً ناقصاً. والشيخ الأعرج جد الرجل أو صديقه، وفيه نقص. فإن رأى إنسان أنّه يمشي برجل واحدة وقد وضع إحداهما على الأخرى، فإنّه يخبىء نصف ماله ويعمل بالنصف الآخر.
وأما الكي: فله وجوه. فمن رأى به أثر كي عتيق أو حديث ناتىء عن الجلد فإنّه يصيب دنيا من كنز. فإن عمل بها في طاعة الله عزّ وجل، فاز. وإن عمل بها في معصية اللهّ، كوي بذلك الكنز الذي كان يجمع في الدنيا يوم القيامة، لقوله تعالى " فَتَكْوَى بها جِبَاهُهُم وَجنوبُهُم " . وقيل إنّ أثر الكي العتيق والجديد، إذا كان قد تقشرت القرفة منه، فلم تؤلمه، فهو أعظم الدواء وأبلغه وأقواه، فعند ذلك يجري مجرى الدواء. وقيل الكي كلام موجع، وقيل الكي المستدير، ثبات في أمر السلطان أو ملك بخلاف السنة. وقيل الكي يدل على التزويج أو على الولادة.
وروي أنّ أبا بكر رضي الله عنه قال: يا رسول اللهّ، رأيت في المنام كأنّ في صدري كيتين. فقال صلى الله عليه وسلم: " يلي أمر الدنيا سنتين " .
وحكي أنّ امرأة رأت كأنّ بنيها قد مرضوا فرمدت عيناها.
ورأى رجل كأنّه مريض وليس له طبيب يعالجه، وكان له مع آخر خصومة 0 فعرض له أنّ خصمه غلبه، والمرض دليل خصم، والطبيب معوان عليه.
ورأى رجل كأنّ أباه قد مرض، فعرض له وجع في رأسه، وذلك أنّ الرأس تدل على الأب.
وأما قحل الوجه وتشققه، فهو قلة حيائه ومائه. فمن رأى أنّ وجهه طري صبيح، فإنّه صاحب حياء. والسماجة فيه عيب، والعيب سماجة. ورأى رجل كأنّ الوباء قد نزل بالناس والمواشي، فسأل المعبر عنه، فقال: إنّ ملك عصرنا يقصم رجالاً أو يحبسهم أو يؤذي المستورين.
وكان بعض الملوك ظالماً جباراً، فرأى رجل من الصالحين هذا الملك قد قبح، ورد وجهه على دبره، وقد عرج وقطعت يداه ورجلاه، وسمع تالياً يتلو: " ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبكَ بِعَادٍ. إرَمَ ذَاتِ العِمَاد " . فقص رؤياه على معبر، فقال: إن الملك سيهلك، كما أهلك عاد. فبعد عشرين يوماً ذهب ملكه وماله، وأهلكه الله تعالى وكفى الناس شره.