وأما البطن: من ظاهر ومن باطن فمال أو ولد أو قرابة من عشيرته. فإن رأى بأنّه طاوي البطن ولم ينتقص من خلقه شيء، فإنّه يقل ماله أو ولده إذا كان خلاؤه من غير جوع. وإذا رأى أنّه جائع فإنه يكون حريصاً نهماً، ويصيب مالاً بقدر مبلغ الجوع منه وقوته. والشبع ملالة له، والعطش سوء حال في دينه، والري صلاح في دينه. ويدل البطن أيضاً على مخزن الإنسان وموضع غلاته، لاجتماع طعامه فيه وتصرفه منه في المصالح والنفقات. وربما كان بطنه داره أو بيته، ودوارته زوجته، وكبده ولده، وقلبه والده، ورئته خادمه وابنته، وكرشه كيسه أو حانوته أو مخزنه، والحلقوم حياته وعصبه وعصبته.
وربما دل قلبه: على أميره وأستاذه ومدبر أمره. وربما كان قلبه هو نفسه المدبر على أهله، القائم بصلاح بيته. وربما دل على ولده. فمن رأى قلبه يخطف من بطنه أو خرج من حلقه أو خرج من دبره فأكلته دابة أو التقفه طائر، هلك إن كان مريضاً من يدل القلب عليه، وإلا طار قلبه خوفاً ووجلاً من الله تعالى، أو من طارق يطرقه. وقد يذهب عقله أو يفسد دينه، لأنّ القلب محل الاعتقادات. وأما من رأى قلبه مسوداً، أو ضيقاً لطيفاً جداً، أو مغشى بغشاء، أو محجوباً لا يرى، أو مربوطاً عليه ثوب، فإنَّ صاحبه كافر أو مذنب قد طبع على قلبه، وحجب عن طاعة ربه، وعمي عما يهتدى به، وتراكم الران على قلبه.
وربما كان بطنه سفينة، وقلبه رأسها، ومصارينه خدمها، ورئته قلعها، وحلقومه صارتها، وكرشه أنكاتها، وأضلاعه حيطانها، ولحمه ألواحها، وجلده مشاقها وقارها. فمن رأى بطنه متخرقاً متمزقاً، وقد سالت أمعاؤه وتفرقت أحشاؤه وتبددت أضلاعه، عطبت سفينته. وقد يدل بطن من لا سفينة له على حانوته التي إليها يأتي الربح، ومنها تخرج النفقة والخسارة. ومعدته كيسه وحشو بضائعه، وقد يدل حشو بطنه على أمواله المدفونة، ومنه يقال الكنوز أكباد الأرض.
وتدل الأضلاع: على النساء من أهله لاعوجاجهن، ولأنَّ حواء خلقت من ضلع آدم اليسرى. وقد تدل على حجارة بيته وداره، ولحمه طينها أو كلسها، وجلده ظهرها، ودمه الماء المعجون به ترابها، وعظمه عقودها. فمن رأى بيته أو داره مهدومة وهو مريض بالبطن، هلك بها. وإن عاد في المنام إلى بنائها وإصلاحهما، وأفاق من علته إن كان قد كملت له في منامه، وإلا بقي من أيام مرضه مقدار ما بقي عليه من عمله وبقائه. لكن الصحة راجعة إلى اسمه، والدم جار في عروقه. وربما دلت أضلاعه على دوابه، ولحمه على بضائع وسلع يحملها فوقها، وجلده على جلابيبها، لمن كان ذلك شأنّه. فما أصابه في ضلع من أضلاعه من كسر، دل ذلك على موت دابة من دوابه. وإن سلخ شيء من جلده انشق حمله أو رزقه، أو فتح سفطه أو قفصه بغير إذنه، فتفقد اليقظة وما فيها، واقدار الناس وزيادة المنام في ذلك. والكتف امرأة، وما حدث فيها فهو بامرأة.
فإن رأى أمعاءه أو شيئاً مما في جوفه: فإنّه يظهر ماله المدخور عنده، أو من أهل بيته من يسود ويبلغ، أو هو نفسه فإن رأى أنّه يأكل أمعاءه أو شيئاً مما في جوف غيره، فهو يصيب من ذلك مالاً مدخوراً، ويأكله إن كان ذلك من ولد أو أخ أو غير ذلك من الناس. فإن رأى أنّه يأكل كبد إنسان أو أصابها. فهو يصيب مالاً مدفوناً يأكله. فإن كانت أكباداً كثيرة مطبوخة أو مشوية أو نيئة، فهي كنوز تفتح له ويصيبها.
وأما الدماغ: فدال على مال صاحبه المكنوز المجنون، فإن كان فقيراً فدماغه دال على حياته. فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو حادثة، عاد على ما يدل عليه وقد يدل على الدين واعتقاد القلب وعلى السر المكنون.
فإن رأى في بطنه دوداً يأكل من بطنه، فإنّهم عياله يأكلون من ماله. والقمل عيال الرجل، فإن رأى أنّه يتناثر من جسده أو من بعض أعضائه القمل، أو الدود، ورأى أنهما كثيراً على جسده أو ثيابه أو أحدهما، فإنَّ صاحب ذلك يصيب مالاً وحشماً وعيالاً.
والصلب: والوتين قوته ومهجة نفسه، ووقار لموضع ولده، فإن رأى أنّه آدر وهو القليط، فإنّه يصيب مالاً لا يؤمن عليه أعداؤه.
والباقلا والعدس والحمص والجزر والبصل والثوم والقثاء والشلحم والخردل واللفت، كل ذلك هم وحزن لمن أكله أو أصابه. وكذلك من أكل فلفلاً أو زنجبيلاً أو دار صيني أو شيئاً حريفاً، فإنّه يغتاظ.
وبصر الإنسان: يدل على بصيرته ودينه وعلمه وحكومته. فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو فساد أو عمى، عاد ذلك على بصيرته. ويدل العمى على الجهل والعمى عن الحجة. وقد يدل على الحصار والسجن، فيحجب بصره عما ينظر إليه من الدنيا وما فيها. وأما العين: في ذاتها، فدالة على كل ما تقر به عينه من مال عين أو ولد أو أخ أو والد أو أمير أو قائد، فما نزل بها في جسمها، أو فقدت من مكانها، أو رميت به من السهام والطوارق، فإنّها حوادث تنزل بمن تدل عليه ممن وصفناه، فاليمنى تدل على الذكر الكبير والأشراف، واليسرى على الأدنى، وكذلك كل ما كان في ناحية اليمين والشمال من الجوارح، لفضل اليمين على الشمال.
والحاجبان: يدلان على حفظ من تدل عليه اليمين، كالحاجب والولي والصبي والوالد والزوج وصاحب المال.
وأما الأنف: فيدل على عز صاحبه أو ذله، وعلى جميع من يتجمل به ويتباهى، لأنّ الكبر مضاف إليه، فيقال شمخ بأنفه، ويقال في الذلة رغم أنفه. وربما دل على الولد والوالد، وعلى ذكر من تدل الرأس عليه وفرجه، لأنّه يمتد بالمخاط من الناس، وهي كالنطفة، وبه شبه في المثل فيقال مخطة أبيه إذا أشبهه، وأصل ذلك أنّ نوحاً عليه السلام استكثر الفأر، فعطس الأسد، فسقط من منخره سنوران أي قطان، فالذكر من اليمين والأنثى من الشمال. فمن قطع أنفه نظرت في حاله، فإن كان مريضاً مات، وإلا هلك من يدل الأنف عليه من أهله إن كان مريضاً وإن لم يكن مريضاً نزلت به نازلة يكون فيها مثله، وفضيحة إما فقر أو تعب أو هجر أو حلق لحية أو عانة.
وأما الشفتان: فيدلان على الحافظين لكل ما يدل الفم عليه، كأبويه وفردتي بابه، وطاقات كيسه، وحافتي البئر، وشفري القبر والفرج.
وأما الخضاب: فدال على إخفاء الأعمال والطاعات، وستر الفقر عن عيون الناس. وربما دل على التصنع والرياء، إذا خضب بخلاف خضاب المسلمين، فإن علق الخضاب ستر عليه، وإن لم يعلق انكشف حاله. وما ذكرنا في خضاب اللحية. وأما خضاب اليدين والرجلين، فإنّه يزِين بنيه وعبيده وأمواله بما لا يليق به، كلبس الحرير والذهب للولدين. وإن كان فقيراً فلعله ممن يعطل وضوءه ويترك صلاته، وهو للنساء سروراً ولباس حسن وفرح، لأنّه من زينتهن في الأفراح.
وأما عظام الإنسان: فدالة على أمواله التي بها قوامه وعليها عماده، كالدواب والعبيد والبقر والإبل والغنم والرباع والشجر، وكل ما يشتغل به. ومخ العظم ماله المخزون، ورقبة العبد والدابة والدار. وربما دل المخ على المال المدفون، وربما دل على الولد وولد الولد. وقد تدل العظام لمن ليس له مال على الدين والفرائض التي بها قوامه وعليها عماده، وهي أعظم أموره عنده خطراً وصحة أعماله في السر. فمن قويت عظامه وزاد صحة، حسن عنده ما يدل ذلك عليه على قدره وزيادة منامه.
وأما لحم الإنسان: فدال على المال المستفاد، كالربح والغلة، لأنّه بالقوت يكثر ويقل. والعظام رأس المال، فمن زاد لحمه كثرت غلاته وأرباحه وفوائده، ونفقت صنعته وكثر خصبه. ومن قل لحمه فعلى ضد ذلك. ولحم عمال الله تعالى. وأهل الزهد قوافلهم وتطوعاتهم، فمن رأى لحمه منهم، كثر زاد عمله وامتلأت صحيفته، ومن قل لحمه منهم، نقص دينه وقل عمله، إلا أن يكون مع زيادته شاهد آخر يؤذن بالميل إلى الدنيا، ومع الهزال دليل على التخلي عنها والانقطاع، فذلك هو الأولى بها. وعظام أهل الآخرة فروضهم.
وأما العصب: فإنّه مؤلف أمره في دينه ودنياه، وهو دال على الورع والإشهاد في البياعات والعقود والعهود وأسباب الرزق والعصبة من أهل البيت. فما دخل على شيء من ذلك من نقص أو زيادة، عاد تأويله على من يدل عليه بزيادة الرؤيا وشاهد اليقظة.
وأما جلد الإنسان: فدال على كل من يتوقى به ويتحصن به من الأسواء، كالسلطان والوالد والزوج والسيد والعالم والدين والثوب والدرع والدار والبيت والمال ونعمة الله وستره، فمن أصيب فيه بشيء عاد ذلك على من يدل عليه. وجلود سائر الحيوان سوى الإنسان أموال وترك، لأنّها تبقى من بعد صاحبها.
وأما الذكر: فدال على جميع ما يذكر به الإنسان من علم أو سلطان من خير أو شر، فإن لم يلق ذلك به كانت امرأته عليلة أو ناشزاً، فكيف إن كانت هي التي رأت ذلك لزوجها، فإنّه يفارقها بموت أو حياة، إلا أن تكون ممن تعذر الولد عليها وهو يطلب ذلك منها، فإنّه لا يراه منها أبداً. فإن لم يكن هناك زوجة، وكان صاحب عيون وسواق وسقي، انقطع عنه المجرى وانكسرت ساقيته، أو انقطع دلوه أو سقط في البئر. فكيف إن كان في المنام ينكح امرأة، فانقطع ذكره في فرجها. إلا أن تكون زوجته المنكوحة في المنام، وليس له ساقية ولا جنان، وكانت زوجته، فإن كان في بطنها جنين هلك، أو خرج ميتاً، أو حملت بما لا يحيا. فإن كانت ممن لا حمل بها، وكان للرجل مال في سفر أو تجارة، ذهب أو خسر فيه. وإن كان فقيراً ذهب جاهه في السؤال وابتغاء المعاش، وإلا سقط دلوه في البئر أو جرته، أو سقط له فيها ولد أو هرة أو فرخ أو جرو أو شيء من متاعه، أو نقص على قدر حيوانه حاله، وزيادة منامه وتوفيق عابره.
وجميع ما يخرج من الذكر دال على المال والولد وعلى النكاح، ويستدل على البول بالمكان الذي بال فيه. فإن بال في بحر، خرج منه مال إلى سلطان أو جاب أو عاشر أو ماكس، والنورة تجري مجرى البول في هذا الباب، وكذلك المني والمذي والودي. وإن بال في حمام، تزوج إن كان عزباً، وإلا قضى مالاً لامرأة أو جاد به عليها. وإن بال في جرة أو قربة أو إناء من الأواني، فإنّه ينكح إن كان عزباً، أو تحمل زوجته إن كان متزوجاً، أو يدفع إليها مالاً إن كانت تطلبه. والمني يشترك مع البول في هذا الباب. وقد يستدل على فساد ما يدلان عليه من وطء في دم أو دبر، أو بعد حنث، أو في زنا، أو نحو ذلك بالأماكن التي يبول فيها النائم، وبصفات البول وتغيره، كالذي يبول دماً أو يبول في يده أو في طعام ونحو ذلك.
وأما النعل: فهي ضروب، فأما نعال السفر، فمن لبسها سافر أو سافر من يشركه في الرؤيا، أو سافر له مال، وذلك إذا مشى فيها في المنام. وأما إن لبسها وكان قد أمل سفراً فقد يتم وقد لا يتم إذا لم يمش فيها، فإذا انقطع شراكها أو خلعها، أقام عن سفره وعقل عن طريقه. وإن كانت من نعال الماء، فإنّها زوجة أو أمة يستفيدها أو يطؤها. وأما نعال الطائف أو ما يتصرف به التجار في الأسواق فدالة على الأموال والاكتساب والمعاش.