وقد تدل على الزوجة أيضاً إذا مشى بها في خلال الدور، أو اشتراها أو أهديت إليه. فإن كانت جديدة فبكر أو حرة أو جارية، وإن كانت قديمة ملبوسة فثيب. فإن انقطع شسعها تعطلت معيشته أو كسدت صناعته أو عاقه دونها عائق وإن كانت زوجته نشزت عليه وظهرت خيانتها له. وإن انقطع خلخالها وكانت مريضة هلكت، أو ناشزاً طلقت، إلا أن يعالج في المنام إصلاحه أو يوعد بذلك أو يستقر ذلك في نفسه، فإنّها تبرأ بعد إياس، ويراجعها بعد طلاق. فإن رأى أنّه لبس نعلاً محذوة فمشى فيها في طريق قاصد، فإنّه يسافر سفراً.
فإن لبسِ نعلاً ولم يمش فيها، فإنّه يصيب امرأة يطؤها أو جارية. وكذلك لو رأى أنّه أعطي نعلاً في يده فأخذها أو ملكها أو أحرزها عنده في بيت أو وعاء، فإنّه يحوز امرأة على ما وصفت. فإن كانت النعل غير محذوة، فإنّه يصيب امرأة أو جارية عذراء، وكذلك لو كانت محذوة ولم تلبس. فإن كانت النعل من جلود البقر، كانت المرأة أعجمية الأصل. وإن كانت من جلود الخيل، كانت من العرب أو من موالي العرب. وكذلك لو كانت من جلود الإبل.

فإن رأى أنّه مشى في نعلين انخلعت إحداهما عن رجله ومضى بالأخرى، فإنَّ ذلك فراق أخ له أخت أو شريك عن ظهر سفر، لأنّه حين مشى فيها صار في التأويل سفراً، حين انخلعت إحداهما فارق أخاه على ظهر سفر. وإن لم يكن أخ ولا نظير ورأى نعله ضاعت أو وقعت في بئر أو غلبه أحد عليها، كان ذلك حدثاً في امرأته. فإن أصاب النعل بعد ذلك صحيحة، فإنَّ امرأته تمرض ثم تصح، أو تكون المرأة قد هجرته أو اعتزلته أو ما يعرض للنساء من نحو ذلك ثم تعود إلى حالها الأولى.
ولو رأى أنّ النعل سرقت منه ولبسها غيره ثم ردت عليه بذلك أو لم يعلم فإنَّ ذلك لا خير فيه لصاحبه، لأنّه يغتال في امرأته أو جاريته التي يطؤها. فإن رأى أنّ النعل انتزعت انتزاعاً أو احترقت حتى لم يبق منها عنده شيء أو ما يشبه ذلك، فإنّها موت امرأته أو جاريته. فإن رأى أنّه رقع نعله، فإنّه يدبر حال امرأته أو يجامعها. فإن رقعها غيره فلا خير فيه في عورات النساء.
وإن كانت من النعال التي تنسب إلى السفر، فإنَّ ذلك السفر لا يتم. فإن رأى نعله من غير جلود النعال مما يستبشع مثلها أو ينسب في التأويل إلى غير ما هو للنعل بأهل، فتنسب المرأة التي يطؤها إلى جوهر تلك النعل من صلاح أو فساد. وإن كانت من النعال التي تنسب إلى سفر، فأنسب ذلك السفر إلى جوهر تلك النعل إن خيراً وإن شراً كما وصفت. ولو رأى شراكها التي يمسكها بالياً أو متقطعاً ضعيفاً. فإنَّ حالة صاحبها في سفره ذلك، أو في امرأة يطؤها على قدر جوهر الشراك وجماله وقوته وهيئته.
وكذلك التكة في السراويل: إذا كانت جديدة قوية كان سبب ما ينسب السراويل إليه في التأويل وثيقاً محكماً. وإن كانت التكة بالية متقطعة، كان ذلك السبب ضعيفاً موهناً.
وكذلك لبنة القميص: إذا كانت صحيحة جديده بأزرارها، كان صاحبها لذلك مجتمع الشأن حسن الحال. وإن كانت اللبنة بالية متقطعة، أو رأى أنّها سقطت عن قميصه، فإنِّه يتفرق على صاحب القميص شأنّه وأمره، لأنّ جيب القميص شأنّه وأمره.
وأما الخف: إذا رآه في رجله، فإن كان معه شيء من السلاح أو موفى به مكروهاً مما يطأ عليه من دواب الأرض أو الهرم أو وحل أو شوك أو ما يشبه ذلك من المكاره، فإنَّ الخف حينئذٍ من السلاح وقاية لصاحبه. وكن من المكاره. فإن لم يكن مع الخف شيء من السلاح ولا من المكاره، فإنَّ الخف هم يصيب صاحبه. وما طال منه وضاق في رجله فهو أشد وأقوى في الهم. ومن رأى عليه ثياباً جدداً فهو صلاح حاله.
واللؤلؤ المنظوم: كلام البر والعلم والقرآن. وإذا كان منثوراً، فإنّه ولد غلام أو أنثى أو وصيف أو وصيفة، حتى يصير كاللؤلؤة المكنونة، كما قال الله تعالى وهي المخزونة، ويكون في الرؤيا ما يدل على امرأة أو جارية جميلة، إذا كان اللؤلؤ قدراً لا يستبشع، وإذا جاوز القدر حتى يكال أو يحمل بالأوقار، فهو كنوز وأموال كثيرة. فإن رأى أنّه أعطي ياقوتة حمراء أو خضراء، فإنّه يصيب امرأة أو جارية حسناء. وإن كانت امرأة حبلى ولدت جارية حسناء. وإن كانت الياقوتة مسروقة أو فيها خيانة، فإنَّ تلك المرأة أو الجارية تحرم عليه. وإن كانت عارية عنده، فإنَّ المرأة التي يصيبها لا تلبت أن تموت قبله.
وما كثر من الياقوت: حتى يجاوز الحد، فهو أموال مكروهة في الدين، لجوهر اسم حجر الياقوت. والخرز: خدم أو مال.
ومن رأى أنّه أعطي خاتماً فتختم به، فإنّه يملك شيئاً لم يكن يملكه، وقد يكون ما يملك من ذلك سلطاناً أو مملوكاً أو دابة أو أرضاً أو مالاً أو نحو ذلك. ومن أصاب خاتماً وهو في مسجد أو في صلاة أو في سبيل من سبل اللهّ، ورأى مع ذلك شيئاً يدل على الأموال، فإنّه يصيب مالاً حلالاً وينفقه في صلاح دينه. وإن كان مع ذلك ما يدل على السلطان والملك والحرب، فإنّه يصيب سلطاناً وملكاً وحرباً. وإن رأى أنّ خاتمه انتزع فإنّه يذهب عنه ما يملك. فإن رأى أنّ فص خاتمه ذهب منه، فإنَّ الفص وجه من ينسب إليه الخاتم، فإن رأى أنّه وهب خاتمه بطيب من نفسه، فإنّه يخرج منه بعض ما يملك بطيبة نفس. والكتاب خير، وختمه تحقيق الخبر.
ولبس الذهب والفضة: للنساء صلاح على كل حال. وإذا رأى الرجل أنّه أصاب ذهباً، فإنّه يصيبه غرم أو يذهب له مال بقدر ما رأى، ومع ذلك يغضب عليه ذو سلطان. وما كان من الذهب معمولاً شبه إناء أو حلى أو نحوهما، فهو أضعف في التأويل وأهون. وما كان صفيحة أو سبائك، فهو أقوى وأبلغ في الشر.
فإن رأى أنّه أصاب دنانير مجهولة: أو عدداً مجهولاً، أو تكون الدنانير فوق أربعة، فإنّه يصيب أمراً يكرهه ويسمع ما يكره، كل ذلك بقدر كثرة الدنانير وإنّما ضعفت الدنانير في المكاره عن الذهب في التأويل، لما فيها من الكتاب الذي فيه توحيد الله واسمه على الوجهين جميعاً. وما كان من الدنانير قدر عدد صلاة من الصلوات الخمس، فإنّه إن نال منها على هيئة أعمال البر يعمله على قدر ما نال من الدنانير. فإن رأى أنّه ضيع منها شيئاً فإنه يضيع صلاة من الصلوات الخمس وعملاً من أعمال البر، وربما كان جماعة الدنانير المعروفة العدد علم من علم البر، نحو مائة دينار أو ألف دينار، بعد أن يكون عدداً شفعاً ليس بوتر، زوجاً ليس بفرد، ويكون معه في رؤياه كلام يدل على أعمال البر. فإن رأى أنّه أصاب من تلك الدنانير، فإنّه يصيب من ذلك العلم. وقيل أنّ الدينار الواحد إذا كان قدر الدينار المعروف أو أصغر منه، فإنّه ولد صغير يصيبه من أصاب ذلك الدينار.
وأما الدراهم: فإنَّ طبائع الإنسان فيها مختلفة، منهم من يرى أنّه أصابها فيصيبها فيِ اليقظة كهيئتها أو مثل عددها، ومنهم من يجد البيض من الدراهم في طبيعته كلاماً حسناً وذلك النقش الذي يوجد فيه توحيد الله عزّ وجلّ واسمه عليه. ويجد السود من الدراهم صخباً وخصومة. وكلاهما كلام، إلا أنّ البيض كلام البر، والسود كلام خصومة، ومنهم من لا يوافقه شيء منها على حال، ويجري كل ذلك إذا كانت الدراهم ظاهرة بارزة تتحول. فإن رأى أنّه أعطي الدراهم في كيس أو صرة أو جراب، فإنّه يستودع سراً فيحفظه لصاحبه بقدر ما حفظ من ذلك فاستحفظ منه. وكذلك لو رأى أنّه دفعها إلى غيره، فإنّه يستودعه سرا يحفظه لصاحبه. والدراهم على كل حال خير من الدنانير الكثيرة، وأهون في السر. وكذلك الدرهم الواحد الصغير ولد صغير، سيما إذا كان ناقصاً وزن مبلغه، فما حدث بالدرهم حدث بالولد. فإن رأى أنّه انتزع منه أو ذهب ذهاباً لا رجوع فيه مات الولد.
وأما الفلوس: فإنّها كلام رديء.
وأما الفضة: فما كان منها معمولاً من نحو إناء أو حلي أو شبهها مكسراً أو صحيحاً، فرأى أنّه أعطي من ذلك شيئاً، فإنّه يستودع مالاً أو متاعاً. وكذلك لو كانت مرآة من فضة ما لم ينظر فيها إلى وجهه. فإن نظر فيها إلى وجهه، فإنّه يناله ما يكرهه في جاهه في الناس. ولا خير في النظر في مرآة الفضة. والفضة النقرة إذا لم تكن معمولة، هي جوهر النساء امرأة أو جارية. فإن أصاب النقرة من معدنها أو بلادها، فإنه يصيب امرأة من مسقط رأسها. فإن رأى أنّه دخل في غار من معدن فأصاب تلك النقرة هناك، فإنَّ امرأته تمكر به في أمرها أو أمر غيرها فيها.
ومن رأى ميتاً معروفاً: مات ثانية كان لموته بكاء من غير نوح أو صراخ، فإنّه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس، وإلا مات من عقبه إنسان. وكذلك إذا كان لموته صراخ أو نوح أو رنة مما يكرهه أصله في التأويل. ومن رأى أنّه مات وحمل على سرير على أعناق الرجال، فإنّه يصيب سلطاناً ويفسد دينه، ويقهر الرجال ويركب أعناقهم، وتكون أتباعه في سلطانه بقدر من تبع جنازته، ويرجى له صلاح دينه، ما لم يدفن. ومن رأى أنّه حمل ميتاً على غير هيئة الجنائز فإنّه يتبع ذا سلطان وينال منه براً، ومن رأى أنّه نبش عن قبر ميت معروف، فإنّه يطلب طريقة ذلك الميت في الدنيا إن كان علماً أو مالا فينال منه بقدر ذلك. فإن رأى أنّه وصل إلى الميت في قبره حتى نبش عنه وهو حي في القبر، فإنّ ذلك المطلب بر وحكمة ومن المال حلال. وإن وجده ميتاً فلا خير فيه ولا في المطلب.
ومن رأى أنّ إمام المسلمين ولاه أمره: حاضرة عقده، فهو يصيب شرفاً وذكراً عاجلاً في الدنيا والدين. فإن ولاه من أقاصي ثغور المسلمين نائباً عنه، فهو كذلك شرف وعز وسلطان فيه تأخير وبطء بقدر بعد ذلك الموضع عن الأمان. ومن رأى أنّه دخل دار الإمام واستقر فيها واطمأن، فهو يداخله في خواص أمره فإن رأى أنِّ الإمام أعطاه شيئاً، فهو يصيب فخراً ورفعة وسلطاناً بقدر ما تنسب تلك العطية إليه في التأويل وجوهره. فإن رأى أنّه يخاصم الإمام أو سلطاناً دونه بكلام حكمة وبر، فهو يظفر بحاجة لديه.
فإن رأى أنّه يختلف إلى باب الإمام: أو باب نائب من نوابه، فإنَّ أعداءه لا يقدرون على مضرة له. فإن رأى أنّه في لحاف مع الإمام في فراشه ليس بينهما سترة، فهو فرج من سلبه إليه ويصير ماله وما يملك في العاقبة للإمام تركة منه في حياته أو مماته.
فإن رأى أنّ الإمام مريض: فهو مرض الدين له ولرعيته لمكانه. فإن مات فهو فساد في الدين. ودخول الإمام العدل مكاناً تزول البركة والعدل فيه. فإن كان إماماً جائراً، فهو فساد ومصائب. وإن كان معتاداً للدخول إلى ذلك، فلا يضره. ومن أكل مع الإمام العدل على مائدته، فإنّه يصيب شرفاً وخيراً في دينه ودنياه بقدر ما نال من الطعام وكذلك الملك والسلطان مثل الإمام.