ظهرت في الأيام القليلة الماضية مجموعة من الأنباء على شبكة الإنترنت تتحدث عن تسرب صور لأحدث جيل من هواتف iPhone والمسمى iPhone 4G. المشكلة كانت في التضارب "النسبي" لراوية المدونتين الرئيسيتين المسئولتين عن نشر الأخبار، كما أن المشكلة أن شركة Apple المصنعة للجهاز معروفة بتكتمها الشديد على منتجاتها الجديد كما أن مديرها التنفيذي، ستيف جوبز، هو من يعرض المنتجات الجديدة على الخبراء والصحفيين التقنيين.


Untitled_1_189948812.jpg

المدونتان الرئيسيتان اللتان نشرتا التفاصيل كانتا Engadget وGizmodo، الأولى نشرت صور لجهاز زعمت أنه iPhone 4G وُجد في حانة في سان خوزيه، وقام "شخص ما" بإرسال صوره إلى المدونة لنشرها، وهي الصور التي جاءت غامضة في مجملها حيث لم تعرض للجهاز في وضعية تشغيل.

أما مدونة Gizmodo التي عرضت بالأمس صور وفيديو للجهاز "يبدو أنه نفس جهاز Engadget" فأكدت أن "شخص ما" وجده في حانة ولكن في مدينة ريدوود وقام بإرساله إلى المدونة. إلا أن هناك تصورات أخرى تشير إلى أن شركة Gawker Media، المالكة لمدونة Gizmodo، قامت بشراء الجهاز، خصوصاً بعد ظهور رسالة لنيك دانتون، مدير Gawker، على موقع "تويتر" يعبر فيه عن رغبته في الشراء.

إلا أن Gizmodo عادت بعد ذلك لتتحدث عن قصة مهندس في جوجل يُدعى جاري بويل أضاع هاتفه منذ شهر والتقطه ذلك الشخص الذي سرب هذه المعلومات.

السيناريوهات كثيرة وفيها لا يمكن معرفة من الصادق ومن المختلق، حيث يرى المدون جون جروبر من مدونة DaringFireball.net، وفق لاتصالاته في أبل، أن الهاتف سُرق. ولكن المستغرب حقيقة هي إمكانية ترك أبل، وهي الشركة التي تقدس السرية، لمنتجات منتظرة في أيدي موظفيها ومهندسيها ليستخدموها خارج معسكر الشركة قبل نزولها أو حتى الترويج لها، إلا أن بعض المراقبين أكدوا على هذه الإمكانية خصوصاً أن الشركة كانت قد أعلنت عن نيتها تقديم جيل جديد من iPhone ضمن فعاليات مؤتمر MacWorld في يناير الماضي.

المستغرب أيضاً ذلك القدر الكبير من الإهمال الذي قد يتحلى به مسئول أو حتى موظف في أبل معه منتج ينتظره العالم ويتركه بتلك الطريقة في إحدى الحانات التي لم يتم تحديد موقعها بعد. لكن السيناريو الجهنمي الذي قد لا يطرأ على ذهن أي متابع أن Apple قامت بذلك عمداً، هذا السيناريو يفرض طرح سؤال أخر بخلاف "كيف" المطروح في العنوان وهو لماذا؟

الاحتمال الأول أنها استراتيجية تنتهجها Apple بتسريب معلومات غير صحيحة - خصوصاً في عدم وجود تأكيد من أي طرف بأن الجهاز هو iPhone 4G وعدم وجود أي فيديو يوضح المزايا الفريدة للجهاز الجديد فكل ما ظهر مجرد صور وتعليقات- إلى موظفيها وشركائها الخارجيين لتتعرف على الواشي الذي يقوم بتسريب أخبار منتجاتها.

أما الاحتمال الثاني، والأكثر قبولاُ، يتمثل في استخدام Apple لتلك المعلومات المسربة كمقياس لمدى نجاح الجهاز وانتشاره اعتماداً على الإنترنت كوسيلة فعالة لتستطلع آراء الجمهور.

يمكن القول في النهاية أن Apple نجحت بالفعل، سواء تعمدت ذلك أم لم تتعمده، في توجيه الأنظار إلى جهازها المرتقب الذي تشير تقارير مختلفة أن سيرى النور في يونيو المقبل.