وللقُدسِ سلامٌ

هي زيتونةٌ لا شرقيّة ولا غربيّة ، هي ثمَرَةٌ مُبارَكَةٌ سكَنَتْ آياتٍ قُرآنِيّة لتَكونَ هي لِلقُدسِيّة آيَة وللتاريخِ دَلالَةً وعُنوان ، وحَقٌّاً يُضيءُ في قلوبِ مَن يَبحَث عن النورِ وقَبَس الحُرِيّة ..

إذا أنصَتَ لها ساعاتِ الفَجر والغُروب ، يُهَيَّا إليكَ أنّها نايٌ تَعزِفُ من التاريخ المَقطوعات ، وإن كان منها مَن انقَضى ، ومنها مَن لم تزَلْ تَبحث عن نهايات .
أمّا زَيتُها فيُضيءُ ويكادُ بِمَكنون قَلبِهِ يَنطِقُ ، فيُصيبُ نورُه قلوباً طالَ بها أمَدُ الإنتظارِ . وتأخَّرَ كثيراً عن مَدارِها طلوعُ النّهارِ ، إنّما في كُل ّ لَيلَةٍ تُدَندِنُ في السِّراجِ ، ويروي هَديرُها عن زمَنٍ كانت فيه الخُيولُ لِلحَقِّ تُسرَجُ ، يَعتَلي صَهوَتَها النّشامى ، وفي نواصيها الخَيرُ مَعقودُ ، وبالنّصر تعودُ ..
فهكذا كان معنىً للحياةِ ، ومعنىً لِلوجود ..
هي زيتونةٌ إنّما هي شاهِدٌ على التاريخ ، وعُقدٌ تكادُ تُضيءُ حبّاتُهُ في جيد عرائس الحَق والحريّة ..
وسلامٌ على الأرضِ .. يا أهلَها .. وللقُدسِ سلامٌ .. آتٍ ..

دمتم برعاية الله