الفصل الاول

حَطِمْـ صَنَمَكَ






الأنانية والكبر والغرور ، آفات تحيل حياة المرء منا إلى جحيم مستعر ..


والذين يعيشون ولديهم هذه الصفات لا ينعمون أبدا بالعيش الهانئ

ولا يعرفون طعم السعادة التي يتذوقها من يعيش حياة البساطة والإيثار .


إن ( الأنا ) ذلك الصوت السخيف بداخل المرء منا والذي يجعلنا

دائما في انتظار انبهار الآخرين بنا لهو شيء جد مؤسف .



ذلك الدافع الذي يجعلنا دائما حريصين على أن يعرف الناس

أننا أفضل منهم ، وأجمل منهم ، وأكثر إيمانا واحتراما وانجازا

منهم لهو إشارة لخلل في تكويننا النفسي

ومرض يحتاج إلى علاج ولحظات صدق وتأمل بين المرء ونفسه .


ومن عدالة الأقدار أنها تضع المتكبر تحت ضغط نفسي متواصل

فهو يخشى دائما أن يكتشف الآخرين أنه أقل مما يدعي

فيبذل المزيد من الجهد ليخفي عيوبا ، أو يبرز محاسنا

تؤكد للجميع أنه كما يقول .


على العكس من ذلك فإن المتواضع يُخفي من كنوز محاسنه

تحت رمال تواضعه .


حتى إذا اكتشفها الناس أدركوا عِظم وأهمية وقوة الشخص

الذي يتعاملون معه ، والذي ما تفتأ الأيام تخبرهم

عن عظيم خصاله ، وكريم طباعه .


إن النفس تهوى الإطراء والتمجيد

لكن النفس التي يروضها صاحبها ويجبرها على أن تتسم

بالتواضع وتحاول دائما أن تُظهر الجانب الخير عند الناس

هي التي تستشعر بصدق حلاوة العطاء وسكينة التواضع .


الغريب حقا أن الشخص الذي يئد كبره ويصفع غروره ويوقظ

تواضعه هو شخص يتولى الحديث عن عظمته عمله

نعم أعماله العظيمة تتحدث نيابة عنه وتخبر الجميع بعظمته وجماله .



وأحسن تفسير هذا الأمر وليم جيمس

أبو علم النفس الحديث حين قال : أن تتخلى عن إعجابك بنفسك

متعة تضاهي إقرار الناس بهذا الإعجاب.

ولكن إلى أن تجرب طعم هذه المتعة ذق بعضا

من تعب التعود على التواضع والبساطة .



استمع دائما إلى الآخرين وكن شغوفا بإشباع نزوتهم في الحديث عن

أنفسهم ، أما أعمالك وإنجازاتك وجميل صفاتك فاتركها


تتحدث نيابة عنك .. فهي أفصح منكِ لسانا .. غرور





"ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصي… "


فرانسوا دو لا روشفوكول