زينة يازجي وجه سوري اعلامي معروف لهابعض الخواطر الجميلة اخترت لكم هذه ....
سيدتي أعتذر.... لأني مطحونة بالأيام و الأرقام، أعتذر لأني حزمت حقائبي و رحلت بعيداً عن جيرة القمر. أعتذر لأنني في سراديب لا ألمح فيه حنا السكران. أعتذر لأنني بعيدةٌ غارقةٌ في نومٍ لا "صح" فيه.
أنت في أرضي تغنين مع شادي، و أنا أصرخ لاهثةٌ وراء أخبار الحرب و التفجيرات تُخرِس موسيقى الحب و نغمة الحياة. حيث أنا، أبراج تنطح أخرى، و سيارات تدوس بعضها، و بشرٌ لا بشرَ فيهم.
ليس ذنبي! مشيْتُ في طريقي، حالمةً بطريق النحل، الذي أخبرتِنْا به مرةً و مرات. توقعتُ أزهاراً صفراءَ و فراشات بيضاء، غيمةَ صيفٍ و ظلَ عريش.
لم تقولي لي أنك تتضحكينَ عليّ كما ريما حتى تنام. لم تخبريني أن يارا رهنَتْ جدايلها الصفر، و حرقَتْهم بنارِ الكراهية و شرهِ السلطة. لم تقولي لي أن القهوة على "المَفْرَق" عششَتْ فيها العناكبُ، و أن أوتارَعودِها تقطعتْ و اهترأتْ. لم أفهم أن الشُهُبَ تحطمَتْ و بردى جفّ، و الأعلام تنكستْ، و أن المجدَ قصتُه قصة. هل صحيح أن بيّاع الخواتم باعَ الحب؟ و متى نَحَرَ المغرمين؟
جلسْتُ مقهورةً أمام شاشة الفضائية السورية و "طلع البكي". يتكلمون عنكِ عن صوتك يصدحُ بالحب و الامل . يتكلمون عنكِ درة الشرق، و ملاك الأرض.
تقولين "عيناي عليكِ يا دمشق"، و أنا عيناي عليك يا سيدتي. لا تقولي لي أنك تعرفين، فأنت لم ترضي بالغُربة و لم تتركي بلدك الحبيب. سكنْتِ كلَّ صوتٍ و صورةٍ، لكنك لم تغيري لا صوتَك و لا صورتَك، كلَّ حقيبةِ مسافر و لم تسافري، كلَّ صباحٍ معتمٍ و لم تنامي. حزنُكِ كالجوكاندا، يسحرُهُ أملٌ عظيم، أما فرحُكْ فيغلفُهُ حزنٌ عميق. كلُّ مرة أنظر إليكِ فيها لا أعرف، هل أنت سعيدةٌ كما تخبرين، أم حزينةٌ كما تبدين؟
سوريا ياحبيبتي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)