ومن منا بلا أخطاء
فبعضها في جنب الله أو في حق الناس أو مع أنفسنا،
كثيرة هي الأخطاء ولكن كثرتها حولتها إلى مدرسة تجارب وخبرات
ننهل منها عندما نمر بتجارب مشابهه في المستقبل.
وهل تنظر إلى أخطائك فقط؟
وهل أنت كتلة من الأخطاء فقط؟
إن هذا من ظلم النفس وبخس الذات قدرها .
المقارنة مع الآخرين:
تجد بعضنا أحيانا ينظر لحسنات الآخرين ومزاياهم ويقارنها مع أخطائه في مباراة من جولة واحدة
ويجلس يتفرج على نفسه وهي تسقط بالضربة القاضية
وليس ذلك من العدل والإنصاف في شئ فكما لك أخطاء هم لهم أخطاء
وكما لهم مزايا أنت لديك مزايا أيضا
وكما تبحث عن جميل صفات وأفعال الآخرين ابحث عنها في نفسك،
أنت صنيع العظمة الربانية
أنت الموهبة وانت المعجزة
فقط أعط أفعالك الخيـّـرة فرصة للخروج لتثبت لك حقيقة من تكون أنت.
من لا يرون إلا الأخطاء فهم لا يبحثون عن شئ سواها
ماضيك لا يحكمك
وهل الحياة ماضٍ فقط ؟
أم حاضر ومستقبل؟
بإمكانك أن تحيى حياة جديدة بمعزل عن ماضيك
لقد تحوّل أصحاب الكبائر إلى دعاة وحمائم المساجد،
وانقلب مدمنو المخدرات إلى اساتذة ومعلمين
وتحولوا من فشلوا بالدراسة إلى تجار ورجال أعمال ناجحين،
إن محطات التطهير والتنقية في الحياة كثيرة وذلك من فضل الله على الناس
فالمعاصي لها توبة
والزمن له دورة وتقلب
والأحوال تتبدل
والنفوس تتغير والسلوك وكل شئ في الدنيا قابل للتغيير
من الخطاء الكبيرة إلى الدرجات الرفيعة:
1. الصحابة والتابعون:
لقد كان أحد كبار الصالحين من هذه الأمة وهو الفضيل بن عياض رحمه الله قاطع طريق
فتحول إلى ذلك الإمام الفقيه والقاضي الوجيه
ولقد كان مالك بن دينار رحمه الله من العصاه
فتحول إلى ذلك الشيخ الجليل الزاهد الواعظ
أتعرف أبا محجن الثقفي؟
إنه أحد الصحابة الكرام
كان مربوطا في سارية بيت القائد سعد بن أبي وقاص بسبب شربه الخمر
ثم سمع أن جيش المسلمين يعاني وهو يقاتل في معركة القادسية
فطلب من زوجة سعد أن تفك قيده ويذهب للقتال ثم يرجع
بعد أن آلمه أن يقاتل المسلمون وهو جالس هنا مقيد بذنبه
ففعلت وركب حصان سعد وانطلق في المعركة يصول ويجول ويفتك بالأعداء يمنة ويسرة
حتى كان من أبطال تلك المعركة التي انتصر فيها المسلمون
فلما علم سعد ببسالته قال والله لا أجلد بعد اليوم على الخمر أبدا
فقال أبو محجن: والله لا أقرب الخمر بعد اليوم أبدا
فقد تحول من مدمن خمر إلى بطل من أبطال المسلمين.
1)المعاصرون:
((ريتشارد باندلر)) مؤسس البرمجة اللغوية العصبية (هندسة النجاح) كان مدمن مخدرات!!
ومثله مؤلف كتاب(100 طريقة لتحفيز نفسك) ((ستيف تشاندلر))
يروي تجربته القوية في التحول من مدمن مخدرات إلى رجل ناجح .. ..وغيرهم كثير .
فإذا كان حجم أخطائك أو إخفاقاتك أقل بكثير من هذا الكرب الخطير وهو [ المخدرات ] فأنت إذا في نعيم،
وفرصتك للتغير أكبر بكثير ،
لقد كان أحد أشهر محفزي علم النجاح في هذا العصر هو((أنتوني روبنز)) سمينا مكتئبا تعيسا،
وتحول من حارس عمارة إلى مدرب وكاتب ومحفز للملايين،ومن سمين تعيس إلى شاب رشيق قوي البنية ناجح وسعيد.
[ إن كل تجاربي الفاشلة وإحباطاتي الماضية إنما كانت تضع في الواقع الأسس التي كوّنت ما لدي من مفاهيم ،
وأوصلتني بالتالي إلى مستوى الحياة الذي أستمتع به الآن ]
،’
وهذا لا يعني أنك إذا أصبحت ناجحا وسعيدا وصاحب تأثير بين الناس أن تكون محصنا عن الأخطاء
فأنت أيضا دائما وأبدا معرض لأ تخطئ وتفشل مرة واثنتين وثلاث،
(لكن الفرق أنك لن تخطئ في كل شئ ، ولن تفشل في كل شئ ولن تحتاج سوى لوقت قصير للتخلص من الأخطاء
والتغلب على الإخفاق والتحكم بالنفس.)
،’
في مقدمة كتاب ( الخالدون) لـ(( ديل كارنيجي)) صاحب الكتب الشهيرة في تنمية الذات،
تقول زوجته: أحيانا يكون زوجي في مزاج غير جيد، وتظهر عصبيته لبعض الوقت ،
وعندما تقول له: كيف تعلم الناس ضبط النفس ويصدر منك هذا؟! فيقول: إني بشر،
قد أتضايق وأتذمر وأغضب بعض الوقت ,
وهذا ليس حال كارنيجي فقط بل حال أغلب أصحاب الفضل والرأي والسادات الكبار في علم النجاح الدنيوي والأخروي،
،’
لكن الفرق بينهم وبين الآخرين أمران:
1. أنهم لا يصلون أبدا إلى حد الفحش في القول أو الفعل ، فيبقى سلوكهم متزن،
ولسانهم عفيفا، فهم معتدلون حتى في أخطائهم وانفعالاتهم .
2. أن هذا الإضراب في السلوك أو الشعور يصيبهم بعض الوقت وليس كل الوقت ،
وإنهم يحسنون التخلص من تلك العوارض السلبية بعد مدة قصيرة.
،’
نقّ النفس من أخطائها وعيوبها، تطهر من آثامها ،
وازرع بذرة الأمل ، وكُــل نبتة الحياة، واشرب ماء الكرامة،
وأخطئ..كن بشرا ولكن من أفضل البشر.
دمتم بسعادهـ
متـــــــــى
الزفاف ياعروس الربيع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)