ح قبل الاخيرة

استفاد زهدي كثيرا من اقامته مع عائلة جوانا و صار تعلم اللغة اسهل بكثير في ظل تواجد من يحاوره طيلة الوقت وخاصة ان العائلة كانت محبة للاجتماع والتآلف سريعا ... كانوا يجلسون سوية ويضحكون كثيرا وكانت جوانا هي المترجمة لمعظم الاحاديث ولكن حقيقة ان دور الترجمة كان يتناقص بشكل ملحوظ بسبب سرعة زهدي بتعلم اللغة ......
كانو يسألوه وهو يجيب بطريقة مضحكة غريبة .. سألوه مثلا ماذا يحدث عندكم ؟؟ فيجيب : ويده للاعلى لك شو بيعرفني ؟ ضاعت الطاسة والطابة وراحت الفكرة واجت السكرة وحساب السرايا ما اجا على حساب الكرايا ووين كنا ووين صرنا وليش عملوا وليش عملنا وهاد ضدنا وهاد يمنا وكلشي مخربط بس واضح وبدك مين يفتح ويفهم وبدك مين عندو قلب ومين عندو احساس وبدك مين يشوف ومين يسمع وكاني ماني وماحدا لحدا وكل حدا نايم على خدو وماعم يسمع حدا لوكان حدو ......

لنكن واقعيين جوانا أحبت طبشورة لأنها كانت تبحث عن شيء مختلف كانت محبة للتغيير وذلك يفسر سبب دراستها لتاريخ الشرق .. صارحته بحبها بعد مرور شهر واحد فقط وهكذا قرر أن يستمر بالاقامة في بيت العائلة حتى اشعار آخر بعد أن جعلت جوانا أبيها يدعوه لذلك !!
تذكر طبشورة وجه الزعيم في الواد سيدالشغال وقوله :: دول ناس طييين أوي ياااا خااااال :: هههههه طلعوا السويديين أطيب وأطيب...
عاش في صراع رهيب فيما يحاول أن ينسى كل ماضيه مع مايحتويه من مآسي وعذابات وصولا للانسلاخ عنه نهائيا وبين ذكريات لاتريد أن تتركه في سبيله .....معلقة به تعلق الرضيع بثديي أمه ......

تبا لكل الماضي سأنساه وٍسأغير اسمي... لطالما كرهه ..أباه سماه على اسم جده , وطبشورة أيضا لا أريد أن يذكرني أحدهم به ... أخذ يحدث نفسه ...

في مكتب القاضي يسأله : ماهو الاسم الذي ترغب أن نكتبه في سجلاتنا ...؟
يجيب زهدي طبشورة : وودي باركر ..... وودي بدلا من زهدي وباركر بدلا من طبشورة !!

طبعا الاسم بذل مجهودا كبيرا لانتقائه بمساعدة صديق سوري تعرف اليه بأحد اللقاءات اسمه استيفان ديلما بعد أن أخبره أن اسمه الحقيقي اسماعيل كمخة .......وقام بتبديله في المحكمة

ضحك باركر كثيرا عندما أخبره ستيفان باسمه الحقيقي وذكره بفارس الحلو في مسلسل أبو الهنا حيث كان يملك نفس الاسم وتذكر طريقة ضربه لاولاده وطريقته المضحكة في الضرب على بطنه مرارا وتكرارا .... آخ يابلد ..

حقيقة وللانصاف جزء كبير من اصدقائه السوريين استنكروا فعلته بتغيير اسمه وعدوه نكرانا للجميل الذي أغدقه عليه أهله والوطن والماضي وقالو ان من ليس له ماضي ليس له مستقبل وان طريقته في الانكار معيبة ومخجلة ....

هنا باركر دافع عن نفسه بقوله : أنو نكران وأنو جميل وأنو هنا ..لك شوبدي اتذكر منك يا سفرجل كل عضة بغصة
هلأ اذا غيرت اسمي..... رح يتكركب الوطن يعني ؟؟ وياسيدي اذا انا مو منيح بيكون الوطن خلص مني وارتاح من همي


أقنع باركر ابو جوانا بمشروع سيجعله يضاعف ثروته مرات عديدة خلال سنتين فقط .......