:
بذور الغربة غدت ممتدة الجذور في أعماق نفسها..
تسير بقارب النجاة لـ تصل لشواطيء الأمان ..
.تتقاذفها أمواج الفتن ورياح السخرية وعواصف الانتقاد ..
تتمسك بقوة بمجاديف الأمل ترتخي يداها تارة وتتشبث تارةً أخرى..
:

تتلفت حولها فلا ترى شيئاً ...
الضباب يغطي المكان وأشباح الغربة تحوم حولها
لاترى إلا بكاء السماء ولا تسمع إلا أنين الأرض ولا تجد إلا صدى الأحزان..
يخنقها غياهب ظلامٍ دامسٍ ودموع نفسٍ مكلومةٍ يعتصرها ألمُ الحنينِ إلى غرباء
لتأنس بهم...
:

تفيضُ عيناها بالدموع...
وتتساقطُ كالدررِ على الأرض ومن غير استئذان تنحدر...
تعتصرها مرارة الحزنِ على واقع أليمـ..
وينكأُ جراحها عزوفَ أرواح عن رياضِ الجنانـ..
تلتهبُ بداخلها حسرات الغفلةِ ..
وضجيج الصمتِ وأحياء همْ أشبهُ بعالمِ الأموات..
يرتدون أكفان الهزيمةِ ويتفاخرون بدنياهم العقيمة ...
تراكم عليهم جليدُ الغفلة فغدوا كآلات صمَّاء
تحركها أيادي خفية جعلتهم وراءَ سرابٍ يتحركون

:

تفيقُ على صوتِ الإيمان من أعماقها ونبضاتُ تفاؤلٍ يخفقُ بها قلبها..
فـ تدرك أنّ الشمسَ ستشرق وإن طال بِهيمُ الليل ..
وأنّ نورَ الحقِ سيستمرُ وإن رفرفت أشباحُ الجاهليةِ..
فتمسك بــ ضمادة الصبر تمسحُ جراحها...
وبمضاد الرضا تقاوم آلامها ..

:
وتستمر ..
ساكنة الروح.. مطمئنة القلب...راضية النفس...باسمة الثغر...معطاءة ...
تسكن عالماً خاصاً ...تلتحفها غربة المكان والزمان....
: