وَيَرْحَلون ...
وَفي رَحْلهم قلوبُ أحبّةٍ
تَعْصَفُ في سُكونْ
وَأدْمُعٌ تَنسابُ مُتثاقِلَةً
قَدْ مَلّت البُكاءَ ومن يبكونْ
ويرحلونْ ..
ومَكانَهُم يبْقى الفَراغُ البائسْ
كالحُفَرْ ..
في قلب عاجزْ
تتساقَطُ أحلامُهُ كالمَطَرْ
وتَمتَلئ الروحُ بالنِّقاط :
فراغاتٍ من الأسى والقَهْر ..
لكِ اللهُ يا روحي !!
كم بِتِّ تملَؤكِ الثُغَر !!
كَغِربالٍ .. يَسُدُّ الشَّمسَ يَمنعُ نورها
ويتركُ السَّماءَ مُظلمةً ..
بلا قمرْ ..
كغِرْبالٍ ..
يَتَسرَّبُ مِنكِ كَلّ الصّحبِ
كلّ النّاس .. كلّ الخَلْقِ .. كلّ شيءٍ
سوى رداءٍ أبيضَ وَحَجَرْ ..
وَتُقيمينَ لِكُلِّ فراغٍ مأتماً ؟!
وتنوحين ؟!
كلَّ عيدٍ .. كلّ فَرحَةٍ
كلّ مُصيبةٍ .. كلّ صباحٍ وسَحَرْ
أما ملَلْتِ الحُزنَ والبؤسَ ..
أما أضناكِ السهر ؟!
لكِ الله حقاً يا روحي !!
أوما عَلِمتِ أنَّك في سفرْ ،
وما مكوثُكِ في الحياة سوى
كراحَةِ العَبْدِ في سَفَرِهِ تحتَ الشَّجرْ
يرحلون ..
وسترحلين ...
بلا وداعٍ .. بلا سابِقِ إنذارٍ .. بلا رثاءٍ
سترحلين ...
ولن تتركي أيَّ فراغٍ
ولن يَخْلُفْكِ أدنى أثـــــرْ